في أحد متاجر أتلانتا الأميركية، يمكن للمتسوّقين شراء الخضروات والفاكهة واللحوم المثلّجة من دون دفع فلس واحد أو مقابل مبلغ رمزي، إذ يُبادر هذا المتجر إلى مساعدة «الفقراء الجدد» نتيجة التضخم التاريخي الذي تشهده الولايات المتحدة.

وتقول تيريزا ماكغي وهي تتبضّع البطاطا وألواح الحبوب وعلب الآيس كريم من متجر «ذي غروسري سبوت» إنّ «مئة دولار باتت تكفي بالكاد لشراء بضع حاجيات».

وتزامناً مع تضخم في الأسعار بلغ 12%، أصبحت مدينة أتلانتا الكبيرة في جنوب الولايات المتحدة، إحدى المدن الأميركية التي سجلت أكبر ارتفاع في الأسعار هذا العام، ما رفع نسبة زائري «غروسري سبوت» الذي افتُتح قبل نحو عامين في غروف بارك، أحد أفقر أحياء عاصمة ولاية جورجيا.
Ad


وفي هذا الحي الذي يشكل ذوو البشرة السوداء 97% من سكانه، يعزز ارتفاع الأسعار عدم ثقة السكان بالطبقة السياسية الأميركية، وهو ما قد ينعكس سلباً على حزب جو بايدن خلال انتخابات منتصف الولاية الأميركية.

واعتمد الديموقراطيون بصورة كبيرة على أصوات الأميركيين من أصل إفريقي للفوز في هذه الولاية عام 2020، واتّخذ سلوغا قراره مسبقاً، فهو لن يدلي بصوته في هذه الانتخابات.

ويقول الأميركي من أصل إفريقي، وهو متطوع في متجر «غروسري سبوت»، «لا جدوى من ذلك»، فبالنسبة إلى هذا الرجل المولود في حيّ غروف بارك، تشكل السياسة أكثر من مجرد معارك حزبية.

ويتساءل «من سيوفر لنا مساعدة بالفعل؟».

وفي حديثها عن ارتفاع الأسعار، تشير العاملة في المجال الصحي تيريزا ماكغي إلى «جشع النواب وأصحاب الشركات الكبرى».

وتقول امرأة فضّلت عدم ذكر اسمها، متنهدةً إنّ «رؤية عدد من الأشخاص عملوا طيلة حياتهم ولا يستطيعون حالياً تغطية نفقاتهم أمر مفاجئ».

ويضيف أحد المتطوعين في المتجر وهو يرتّب مجموعة من العلب «يعطونك ما يكفي من المال لتذكيرك بحجم الوضع السيئ الذي تعيشه».

وتضررت الجمعية بدورها من التضخّم الحاصل، إذ تنفق «ذي غروسري سبوت» أسبوعياً أكثر من 400 دولار لشراء المحروقات اللازمة للتجوّل في جورجيا بحثاً عن السلع غير المُباعة والتي تعيد عرضها في متجرها.

ويرتاد المتجر يومياً نحو 500 شخص، فيما تنفد كمية المنتوجات بأكملها كل ليلة.

ويُشير مؤسس الجمعية مات جونز الذي يصف نفسه بـ«المناهض للحكومة»، إلى «وجود مجموعة جديدة من الفقراء لا أحد يوليهم اهتماماً»، ويذكر منهم «المدرّسين، وسائقي التاكسي وموظفي المتاجر وغيرهم».

وتسود ثقافة العطاء في المتجر، فعند صندوق الدفع يُدعى الزبائن لتوفير تبرعاتهم للمتجر، من دون ممارسة ضغوط عليهم.

وفي كل مرة يتبرّع بها الشخص، ترنّ إحدى العاملات جرساً يصدح صوته في أرجاء المكان، وتنشط الجمعية أيضاً في جمع الأموال عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ويقول سلوغا وهو يتّكئ على شاحنة تستخدمها الجمعية لجمع المنتجات «لطالما أردنا أن نكون أبطال أنفسنا»، ويضيف مبتسماً «أشعر حالياً وكأنني روبن هود مجرّد أن أقول لنفسي إنّ هؤلاء الأشخاص جميعهم قد أكلوا وشعروا بالشبع».