في الصميم: الحزم في التعليم
إجراء تعليمي مهم من بلد بعيد عنا جغرافيا وعرقيا، ولكن يفترض أن يقتدي به من بيده أمر التعليم عندنا، الخبر يقول: «إن رئيسة دائرة التربية والتعليم بمقاطعة صغد في طاجكستان، مادينا نابيزودا، فصلت 61 ناظر مدرسة من وظائفهم بسبب عدم الكفاءة، لأن نظار المدارس المفصولين لم يجتازوا اختبارات القدرات، ولم يتمكنوا من الإجابة حتى عن أبسط الأسئلة المتعلقة بالمناهج».
إجراء حازم وفعّال أنقذت به هذه السيدة الحديدية أجيالاً، ولكن لتحمد ربها أولا أن ليس في بلدها نوائب كنوائبنا، وإلا ما استطاعت أن تتخلص من هؤلاء الفاشلين، أما عندنا، وكما نشر، فعندما حاول وزير التعليم الكويتي معاقبة تعليميَين مزورَين قامت عليه قيامة نوائب الكويت، وأولهم المنادون بفرض الضوابط الشرعية التي يفترض بها معاقبة المزورين، وبدلا من الشد على يده تشجيعا وتأييدا هددوه بالاستجواب، ولما ترك وحيداً قدم استقالته.
وأيضا عندما كشف مصدر بوزارة التعليم الكويتية عن فضيحة الفضائح بتورط معلمين ورؤساء أقسام مرشحين لتقلد مناصب إشرافية وإدارية في مدارس التعليم العام، بعد أن قبض عليهم متلبسين بممارسة الغش أثناء إجراء اختبارات الترقي للمناصب، لا نعلم حتى الآن ما إذا قد تم اتخاذ إجراء حازم وفاعل ضدهم وضد الذين تسربوا منهم الى المدارس، فتطهير النظام التعليمي من هذه النوعيات الفاسدة المفسدة واجب وطني لا بد منه.
تلك الفضيحة أتت بعد كارثة الـ40 ألف طالب غشاش، التي تم اكتشافها والمتورط فيها أيضا 26 معلما، بتهمة تسريب الامتحانات، وذلك مقابل 3 ملايين دينار، حالات الغش هذه التي يمارسها من يفترض بهم أن يكونوا مربين للأجيال وقدوتهم ليست بجديدة، فهي تتكرر، ويتم ضبطها سنويا، وهو غش خطر يهدد مستقبل الأجيال ويهدم التعليم، وكان على المسؤولين اتخاذ الإجراءات العقابية الرادعة ضد الجميع، بمن فيهم أولياء أمور الطلبة، فهم الذين دفعوا تكاليف الغش، وهم الذين يشاركون ويتسببون في تردي مخرجات التعليم.
فمن يصلح الملح إذا الملح فسد، ومن يصلح التعليم إذا المعلم فسد، ومن يصلح الأمة إذا نائبها فسد؟ فالعقاب الرادع هو العلاج الناجع، وإلا فسيستمر التراجع والفشل في كل مناحي الدولة ومفاصلها، فلا تستهينوا بدور المعلم، فالتعليم خاصة يجب ألا ينظر إليه على أنه وظيفة وكفى، فهو، إن صَلُحَ رسالة سامية ترتقي بها الأمم، وإن فسد سقطت بها الأمم.