النوري: أرفض تقديم قصة هشّة من وحي الخيال
• نفّذ وأخرج فيلماً عبر تقنيه الذكاء الاصطناعي بعنوان «من الاجتياح إلى التحرير»
«الجريدة» التقت النوري في الحوار التالي، وفيما يلي التفاصل:
• أنجزت فيلم «من الاجتياح إلى التحرير» عبر تقنية الذكاء الإصطناعي... حدثنا عن العمل.
- حاولت الاستفادة من التكنولوجيا في عملي، وقدّمت فيلم «من الاجتياح إلى التحرير» عبر تقنية الذكاء الإصطناعي بالتزامن مع الذكرى الـ 33 للغزو العراقي لدولة الكويت، والفيلم يرصد أحداثاً مهمة في تاريخ المنطقة، حيث قمت برصد الظروف التي عاشتها المنطقة قبل أحداث الغزو العراقي إلى الكويت، كما يشرح الفيلم بصورة فريدة مرحلة ما قبل الغزو العراقي الغاشم وما شابها من أحداث، مروراً بالاجتياح، ووصولاً إلى تحرير الكويت والبناء، وهنا أريد أن أؤكد أن تلفزيون الكويت اشتهر بالفرادة والسبق، ومنذ إنشائه كان له السبق أيضاً في إنتاج الفيلم عن طريق الذكاء الاصطناعي، ولفت إلى أن هذه التقنية تعمل على دمج عدة عناصر، فتم رسم أكثر من 137 لوحة تعبيرية وتحريكها عبر هذه التقنية، مما يساعد على تلخيص الزمن وتبسيط الصورة للمتلقي، متوجهاً بالشكر الجزيل إلى كل المسؤولين في وزارة الإعلام وجميع قيادات الوزارة والعاملين لما قدّموه من دعم أدى إلى نجاح التجربة.
• ما البرامج التي ستقدمها خلال الفترة المقبلة؟
- أنا بصدد التحضير لبرنامج توعية خيري تشارك فيه عدة جهات مختلفة، حيث يفترض أن يجمع البرنامج بين جوانب التوثيق والتوعية والايجابية في العمل الخيري. وأود هنا تقديم الشكر إلى وزارة الإعلام على الاهتمام ببرنامج «روعة الخلق»، من تقديم موسى الخشتي، حيث تم اختيار موعده عرضه بعناية، مما كان له أبلغ الأثر في أن يحظى بمتابعة كبيرة من المشاهدين.
• هل لديك مشاريع أخرى؟
- هناك فيلم بعنوان «الإنسانية... رحلة إلى الهند»، وهذا العمل له قصة جميلة، حيث كنت في مهمة رسمية من وزارة الإعلام بتغطية موضوع معيّن في الهند، لكن عقب إنجاز المهمة، شاهدت أموراً كثيرة تفوق الوصف والخيال، ولا يمكن التعبير عنها بالكلمات المجردة، وإنما تحتاج إلى توثيقها من خلال وثيقة مرئية تكون انطلاقة لأعمال أخرى تثبت الوجود الخيري الإقليمي لدولة الكويت كشاهد حي. وهذه الوثيقة من شأنها أن تحث الناس على فعل الخير، وتثبت للعالم أن الكويت الصغيرة المعطاءة استطاعات وتستطيع تحقيق العديد من الإنجازات، وبالفعل هذا ما عكسه الفيلم.
ولديّ دراسة وخطة معدّة لبرنامج سيكون مع جمعية الصفا الخيرية، وسيتم البدء في تصويره خلال شهر أكتوبر المقبل، وسيكون ضمن سلسلة برامج «رأيت خيراً»، حيث سيقوم البرنامج بتوثيق عدة أعمال خيرية وبيان أثرها على المجتمعات المحتاجة.
• درامياً... ما المعايير التي تحرص عليها لإخراج أي مسلسل؟
- أحاول دائماً أن أبتعد عن العشوائية، حيث إنه لا بُدّ أن يكون العمل له تأثير ويحمل قيماً ومتعة وصورة جمالية، أو ربما يكون هدفه التوثيق لشيء معيّن، فأنا أرفض أن يكون العمل مجرد قصة هشة من وحي الخيال لا تحمل أي معنى، ومن منظوري أن العشوائية في طرح الأعمال قد تغرس من دون قصد لدى المشاهد مفاهيم خاطئة، لذلك حرصت على أن تحمل أعمالي حكاية وقصة، ولكل عمل لذة معيّنة، فمسلسل الملافع كان عملاً حقبوياً يتكلم عن طبقة معيّنة، ويسعى إلى توثيق حقبة معينة من تاريخ الكويت، والعمل كان من تأليف الكاتب الشيخ سليمان داود الصباح. وكذلك الحال في مسلسل «رحى الأيام» الذي يعتبر عملاً نوعياً استطاع أن ينقل 4 حقب زمنية مختلفة من خلال ممثلين كويتيين وسعوديين، والأمر ذاته ينطبق على مسلسل «قرقاشة»، بمشاركة مع المخرج عباس اليوسفي، وهو عبارة عن عمل يلامس الأسرة والطفل بشكل خاص.
• أين تجد نفسك أكثر، في الأعمال التراثية أم المعاصرة؟
- أميل أكثر إلى المسلسلات التراثية التاريخية، فهي تجذبني منذ الصغر، حيث تأثرت كثيراً بالأفلام الخالدة، مثل «عمر المختار، الرسالة، ... الخ»، وذلك ما حملني على أن أطمح إلى طرح صورة جديدة تدعم هذا الفكر، خاصة أنني أميل إلى التجديد في طرح الأفكار.
• بدأت في الإنتاج إضافة إلى مهمة الإخراج، ما الهدف الذي تود الوصول إليه؟
- أقوم حالياً بالدمج بين الإنتاج والإخراج بهدف صناعة منتج جديد ينافس في سوق غير موجود، لاسيما في ظل شغف العالم بالتعرف على إرث منطقة دول الخليج، لافتاً إلى أن هناك اهتماماً عالمياً بجميع أعماله، يجب أن يكون العمل الفني مرتكزاً على قواعد فنية قوية، وتكون هناك رسالة واضحة في العمل ليشكّل علامة مهمة محلياً أو إقليمياً.
• ماذا عن عملك «كويت الحضارة» متى ستبدأ بتنفيذه؟
- هو عمل مهم جداً أتمنى أن يرى النور قريبا، عبارة عن سلسلة وثائقية تحمل اسم «كويت الحضارة»، وهو مدعوم من عدة جهات، ويشارك في إعداده يوسف المشعان وصالح العنزي، وننتظر فقط تحديد نقطة البداية والانطلاقة فيه».
• متى سيرى فيلم «بيت المقدس» النور؟
- انتهيت أخيراً من مرحلة التصوير، وحالياً بمراحل المونتاج المختلفة من «ماكساج، موسيقات، ... إلخ» وكذلك التسويق والتوزيع. والفيلم نوعي استغرق التجهيز له 4 سنوات بينما تصويره استمر شهراً، حيث تضمّن في تصويره وإخراجه إبراز القدس بشكل منقطع النظير.
• ما مشروعك المقبل؟
- بصفتي أحد المدربين الدوليين المعتمدين، وبدأت هذا المجال منذ عقد من الزمن، فقد حرصت على مواكبة التطور لتقديم دورات مختلفة تواكب الأحداث الجارية في عصرنا، وسأبدأ خلال الفترة المقبلة بتقديم دورات تتناول مهارات التعامل مع السوشيال ميديا، وأخرى تتعلق بكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في الإعلام، وأيضاً طريقة كتابة السيناريو، إضافة إلى دورة التدريب على إخراج الأفلام الوثائقية.