ترامب يواجه أخطر لائحة اتهام ومهلة 10 أيام لتسليم نفسه
• مدعية جورجيا استهدفته و18 آخرين بقانون «ريكو» للعصابات والمافيات
• الرئيس الأميركي السابق: العالم يضحك علينا تحت قيادة بايدن المعوج
في خضم حملته لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في السباق إلى البيت الأبيض عام 2024، وجّهت هيئة محلفين كبرى في ولاية جورجيا أمس الأول، إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أخطر لائحة اتهام على مستقبله السياسي، لأنه في حال إدانته بالسعي إلى قلب نتيجة انتخابات عام 2020 لا يمكنه، حتى إن فاز بالرئاسة، العفوَ عن نفسه ولا إرغام الادّعاء على إسقاط ملاحقته.
وتستند اللائحة، التي شملت 18 شخصاً آخرين وتتضمن 41 تهمة من ضمنها الإدلاء بتصريحات كاذبة، وتقديم وثائق مزورة، وانتحال صفة موظف عام، والتزوير، والضغط على شهود، وارتكاب سلسلة من الجرائم المعلوماتية، وتقديم شهادات زور، إلى قانون يُستخدَم تحديداً لاستهداف العصابات والمافيات، المعروف اختصاراً بقانون «ريكو» المطبّق في جورجيا وينص على عقوبات بالسجن تتراوح بين 5 و20 سنة.
وأمهلت المدعية العامة في مقاطعة فولتون فاني ويليس، التي وجّهت الاتهام إلى ترامب ومساعديه السابقين، وبينهم كبير موظفي البيت الأبيض السابق مارك ميدوز، ومحاميه الشخصي رودي جولياني، حتى 25 الجاري «لتسليم أنفسهم طوعاً» للسلطات.
وأوضحت ويليس أنه «بدلاً من الالتزام بالآلية القانونية للطعن في الانتخابات، انخرط المتهمون في مخطط ابتزاز إجرامي لقلب النتائج في جورجيا»، مؤكدة أنها تريد أن تبدأ محاكمة جميع المتهمين «في غضون ستة أشهر»، لكن تحديد الجدول الزمني يعود للقاضي.
وفي ختام تحقيق أجرته ويليس في القضية مدة سنتين، وافقت هيئة محلفي أتلانتا على لائحة الاتهام بعد استماعها خلال النهار إلى إفادات شهود استدعاهم الادعاء.
وفُتح التحقيق إثر اتصال هاتفي أجراه ترامب في يناير 2021 ونشر تسجيله، مع مسؤول محلي كبير، ليطلب منه أن «يجد» له نحو 12 ألف صوت لمصلحته، وهو الفارق الذي جعله يخسر أمام الرئيس جو بايدن في انتخابات الولاية.
وندد ترامب، على منصته «تروث سوشال» بـ «حملة شعواء! من الاتهامات الزائفة»، وكتب: «لماذا لم يوجهوا التهمة لي قبل سنتين ونصف؟... لأنهم يريدون القيام بذلك وسط حملتي السياسية».
وهاجم ترامب المدعية العامة مجدداً، في بيان صدر عن حملته مساء أمس الأول، واتهمها بأنها تعمل لمصلحة الرئيس الديموقراطي جو بايدن الذي قد يتواجه معه في الانتخابات المقبلة عام 2024.
وكتب أن «ويليس أبطأت بصورة استراتيجية تحقيقها بهدف التدخل إلى أقصى حد ممكن في السباق الرئاسي عام 2024، والإضرار بحملة ترامب المهيمنة» في استطلاعات الرأي.
وردت المدعية العامة مؤكدة أنها تتخذ قراراتها استناداً «إلى الوقائع والقوانين»، مضيفة أن «القانون غير منحاز إطلاقاً».
ولاحقاً، قال ترامب، لشبكة «فوكس نيوز»، إنه «تم توجيه الاتهام إلى 19 شخصاً، والعالم بأسره يضحك على الولايات المتحدة، لأنهم يرون مدى الفساد والفظاعة التي حصلت تحت قيادة جو بايدن المعوج»، مضيفاً أن لائحة اتهامه الرابعة تأتي خلال «فترة مظلمة لبلدنا»، لكنه تعهّد بالفوز في انتخابات 2024، «لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى».
وخلافاً للمحاكمات الفدرالية، يجري نقل جلسات المحاكمات في جورجيا عبر التلفزيون، لكن من المفترض أن يتمكن ترامب، الذي حقق قسماً كبيراً من شهرته بفضل برنامج من تلفزيون الواقع كان يقدمه، من التغيب عن الجلسات على أن يمثله محاموه.
لكن في حال إدانته، حتى إن فاز بالرئاسة، فلن يكون بإمكانه العفو عن نفسه، ولا إرغام مكتب المدعية العامة على إسقاط الملاحقات، لأن القضية مرفوعة عليه على مستوى الولاية ولا سلطة للدولة الفدرالية عليها.
وتتناول هذه القضية قسماً من الوقائع المستهدفة بلائحة الاتهام التي وجهتها محكمة فدرالية في واشنطن إلى ترامب أول أغسطس الجاري، حول محاولات غير قانونية للتلاعب بنتيجة انتخابات 2020 في سبع ولايات أساسية، بينها جورجيا، ولم يحدد بعد تاريخ المحاكمة في هذه القضية.