قال رئيس فرع الاحتياطي الفدرالي في مينيابوليس، إن التضخّم الأميركي قد يكون يسير في الاتجاه الصحيح، لكن من السابق لأوانه أن يعلن المصرف المركزي الانتصار في معركة احتوائه.
وشدّد رئيس فرع الاحتياطي الفدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري خلال ندوة في المدينة على أنه «لا يمكنني القول إننا انتهينا من الأمر، لكنّي أرى مؤشرات إيجابية».
ورفع الاحتياطي الفدرالي معدّلات الفائدة 11 مرّة اعتباراً من العام الماضي في محاولة لكبح تضخّم تخطى بهامش كبير معدّل 2% المستهدف من المصرف المركزي الأميركي، وفق وكالة فرانس برس.
لكن على الرغم من الانخفاض الكبير في نسبة التضخّم في الأشهر الأخيرة، لا يزال أعلى من معدّل 2% المستهدف، خصوصاً إذا ما تم استثناء المواد الغذائية وأسعار الطاقة المتقلّبة.
وقال كاشكاري، إنه مع سير التضخّم في الاتجاه الصحيح بات ممكناً للاحتياطي الفدرالي، أن «يستغرق فترة أطول في جمع مزيد من البيانات» قبل أن يقرر مواصلة رفع معدّلات الفائدة.
ويرجّح متداولو العقود الآجلة حالياً بنسبة تقارب 90% أن يصوّت الاحتياطي الفدرالي على إبقاء معدّلات الفائدة على حالها في اجتماعه المخصّص لهذا الغرض الشهر المقبل، وفق بيانات «مجموعة سي إم إي».
ورداً على سؤال حول التوقيت الذي سيبدأ فيه الاحتياطي الفدرالي خفض معدّلات الفائدة، قال كاشكاري: «أريد أن أرى أدلة مقنعة على أن التضخّم يسير بالفعل في اتّجاه انحداري نحو 2%»، مشيراً إلى أنه بعد ذلك يتطلّب الأمر بعض الوقت.
وذكر أن الاحتياطي الفدرالي قد يبدأ خفض معدّل الفائدة «الاسمية» في العام المقبل إذا استمر تباطؤ ارتفاع الأسعار.
وتوقع كبير الاقتصاديين في «ساكسو بنك» ستين جاكوبسن، في مقابلة مع «العربية»، أن تبلغ مستويات التضخم في الولايات المتحدة 4% على المدى الطويل، مستبعداً أن تتراجع إلى مستويات 2% المستهدفة من الاحتياطي الفدرالي.
وقال جاكوبسن، إن أرقام التضخم في الوقت الحالي هي أفضل حالا من الفترة الماضية.
وتابع: «تكلم هنا عن التضخم العام والأساسي، ولكن هذا يعود إلى أسباب منها تراجع تذاكر الطيران بنسبة 20%، لكن أرقام شركات الطيران الحديثة تظهر ارتفاعاً في الأسعار بنسبة تتراوح بين 5 و7% حسب معايير القياس الجديدة المعتمدة».
وأضاف أن التكاليف الطبية تراجعت 5% على أساس شهري لكنها قد تشهد ارتفاعات بـ 5% في شهر أكتوبر، موضحاً:»لدينا واقع أن الأجور ستستمر بالارتفاع وأسعار النفط شهدت ارتفاعات في الأسابيع الأخيرة. أي أن أرقام التضخم حالياً قد وصلت إلى مستواها الأدنى وستبدأ بالارتفاع لاحقاً».
«معدل التضخم قد يبلغ على المدى الطويل 4% ولا أتوقع تسجيله المستويات التي يستهدفها البنك المركزي عند 2%»، بحسب جاكوبسن.
وأظهرت بيانات وزارة الخزانة الأميركية يوم الثلاثاء زيادة الحيازات الأجنبية من سنداتها في يونيو، وأن اليابان كانت أكبر حائز خارجي لها، إذ زادت مشترياتها الصافية منها.
وزادت حيازات الأجانب من ديون الحكومة الأميركية إلى 7.563 تريليونات دولار في يونيو، ارتفاعا من 7.521 تريليون في الشهر السابق له.
وأظهرت البيانات أن الحيازات الأجنبية من سندات الخزانة في أكبر اقتصاد في العالم ارتفعت أيضا عن العام السابق، عندما بلغت 7.417 تريليونات دولار.
وزادت اليابان محفظتها من سندات الخزانة إلى 1.106 تريليون دولار من 1.097 تريليون في مايو. وحازت الصين 835 مليار دولار من سندات الخزانة في يونيو، انخفاضاً من 847 ملياراً في مايو، في حين ارتفعت حيازات بريطانيا إلى 672 مليار دولار، من 660 ملياراً.
وكانت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني فاجأت المستثمرين في أول أغسطس بخفضها تصنيف الولايات المتحدة من AAA إلى +AA، مرجعة ذلك إلى التدهور المالي المتوقع على مدى السنوات الثلاث المقبلة وتكرار مفاوضات سقف الدين الحكومي التي تهدد قدرة الإدارة على سداد التزاماتها المالية.
وبهذا تكون فيتش ثاني وكالة تصنيف ائتماني كبرى تخفض تصنيف الولايات المتحدة بعد «ستاندرد آند بورز» في 2011.