هل ننسى دورهم؟! (5)
• دور أهل الكويت في بناء المساجد وصيانتها (1-2)
منذ نشأة الكويت، وأهلها، رجالاً ونساءً، يبذلون الغالي والنفيس لتسهيل سبل العيش فيها ولتأمين الاحتياجات الأساسية للمجتمع، رغبة في الاستقرار، وتوفيراً لمتطلبات الحياة الكريمة.
ومن أساسيات المجتمع المسلم وجود مساجد وسط الأحياء والمناطق السكنية لرفع الأذان وإقامة الصلاة التي هي عمود الدين.
وقد عرفت الكويت المساجد منذ ما قبل عام 1700م، وشيدت هذه المساجد تدريجياً بالتناسب مع ازدياد عدد السكان واتساع رقعة الأراضي المسكونة، حتى بلغ عددها داخل السور الثالث أكثر من ستين مسجداً قبل الانتشار خارج السور في حقبة النفط.
ووجود المساجد لأي مجتمع مسلم أمر ضروري ولا يمكن الاستغناء عنه رغم ارتفاع تكلفة بنائها، ولذلك نرى المساجد منتشرة في أرجاء الدول والمناطق الإسلامية.
والمتابع للتاريخ الكويتي يشهد بوضوح أن جميع المساجد التي شيدت في الكويت منذ تأسيسها، وحتى هدم السور في عام 1957 بناها المحسنون من أهل الكويت من أموالهم الخاصة وبمبادرة منهم، وكانوا يبتغون الأجر والثواب من الله تعالى... فهل ننسى دورهم وعطاءهم؟ ولنتفحص بإيجاز تفاصيل بناء بعض المساجد القديمة في الكويت.
• مسجد بن بحر (أو مسجد الإبراهيم): يقدر المؤرخون أن هذا المسجد بني في نهاية القرن السابع عشر الميلادي تقريباً، ويقول أحدهم إن بناء هذا المسجد تم قبل قدوم العتوب واستقرارهم في الكويت. ولا يعرف بشكل أكيد من الذي بدأ بناء المسجد في ذلك الوقت، ولكن مؤرخ المساجد في الكويت الأستاذ عدنان بن سالم الرومي نقل لنا عن المرحوم محمد يوسف البدر أن الذي بدأ بناءه هو الشيخ إبراهيم بن عبدالله بن بحر. وقد تم أول تجديد له في عام 1745 على يد المحسن عبدالله بن علي بن بحر، وبعد مرور 117 عاماً جدده التاجر عبدالله بن عيسى الإبراهيم، ولم يوثق لنا التاريخ أي تجديدات أخرى قبل التجديد الثاني، رغم أن ذلك محتمل.
• مسجد الخليفة: أسسه خليفة بن محمد آل خليفة في نهاية القرن السابع عشر الميلادي أو أوائل القرن الثامن عشر تقريباً طبقاً لاجتهاد الرومي، وهو مسجد قائم إلى اليوم، وتم تجديده عدة مرات، ولكن لا يعرف من جدده سوى التجديد الذي أجراه الشيخ مبارك الصباح، وساعده في دفع تكاليفه السلطان عبدالحميد وذلك في عام 1901.
• مسجد ياسين القناعي: أُسس المسجد عام 1784م تقريباً على يد المحسن ياسين القناعي الذي كانت له آبار مياه في منطقة بر كاظمة، كما كان ينصب «حظور» صيد الأسماك في مياه البحر المقابلة لآباره. وقد تم تجديد بناء المسجد على يد المحسن إبراهيم بن أحمد العبدالجليل في عام 1813 ثم جدده مرة أخرى في عام 1834 المحسن عيسى بن إبراهيم. وهذا المسجد قائم إلى اليوم، وموقعه جنوب البنك المركزي القديم ومقابل سوق الذهب في المباركية.
• مسجد العدساني: أسسه الشيخ محمد بن عبدالرحمن العدساني في عام 1747 وأوقف عليه أوقافاً، وجدده وأوقف عليه أوقافاً أيضاً المحسن محمد بن عبدالعزيز الإبراهيم عام 1834، وتم هدمه في خمسينيات القرن الماضي، وبنت الدولة مسجداً آخر يحمل نفس الاسم في منطقة كيفان.