بعد النجاح النيابي الحكومي في إقرار بعض مشاريع القوانين وتحقيق تعاون غاب انتظاره طويلا، فإن الأنظار تتجه إلى رؤية الكويت المستقبلية في تنفيذ مشاريع واعدة تعيد درة الخليج لمكانتها الطبيعية، وأهمها معالجة إخفاقات الماضي بعد تعطل عجلة التنمية في العديد من المشاريع الحيوية التي بحاجة الى محاسبة وقرارات حاسمة وحازمة، خصوصاً فيما يتعلق بالمشاريع الكبرى التي تحتاج إلى إعادة النظر بأسباب تأخرها رغم الميزانيات الضخمة التي صرفت عليها، والأهم من ذلك إعادة النظر في الشركات غير الملتزمة بتنفيذ المدد المطلوبة منها في الإنجاز، لا سيما أن الأمد طال ونحن ننتظر رؤية قابلة للتطبيق على أرض الواقع، في حين أن الدول التي أعلنت نهضتها التنموية بعدنا بسنوات نجحت في التنفيذ والإقرار وإطلاق مشاريع ضخمة وكبيرة تجاوزتنا فيها، ونحن لا نزال أمام وعود وأحلام لا نعرف متى ستتحقق.
وهذا الملف الذي بيد السلطة التنفيذية أصبح أمراً مفروضاً لا كلاما تكرره في كل مرة ولا شعاراً تتخذ منه أسلوباً لتهدئة الأمور وتمريره على الشارع الذي مل الانتظار وهو يراقب ويتابع تطورات دول الجوار التي أصبحت اليوم أكثر استقطاباً للسياح، في حين ما زلنا نتجول في المجمعات التجارية التي أصبحت هي المتنفس الوحيد للخروج من مأزق الملل والكآبة والروتين القاتل، وفي حين هناك من يقضي السياحة الداخلية في بلده تجدنا نعاني ازدحاماً في المطار وارتفاعاً في أسعار التذاكر هرباً من الحر وطلباً للتنفيس بسبب انعدام وسائل الترفيه للأسر التي تنتظر إجازة الصيف بفارغ الصبر.
والمشكلة الكبرى هي لمن لا يستطيع السفر بسبب التكاليف الباهظة، فلو كان هناك متنفس لما واجهوا هذه المشكلة ولما أصبحت غصة في قلوب أبنائهم الذين أصبحوا يشاهدون معالم العالم السياحية خلف الشاشة فقط، وبالتالي فإن الحكومة مطالبة بتبني هذا الملف المهم والجاد، خصوصاً أننا نمتلك مقومات تؤهلنا لنكون في مصاف الدول السياحية، ومنها الجزر التي لم تستغل بصورة إيجابية ولم تنفذ عليها مشاريع حيوية، ولم تصبح مقصداً إلا لبعض الهواة، فضلاً عن وجود المساحات الشاسعة التي بالإمكان الاستفادة منها واستثمارها لتتحول إلى أماكن ترفيهية تساهم في تحريك عجلة الاقتصاد والتنمية واستقطاب السياح وتحقيق السياحة الداخلية للمواطنين والوافدين الذين يعيشون في البلاد لتطبيق المثل القائل «دهنا في مكبتنا».
آخر السطر:
عين عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب... دول نهضت سياحتها بتمويلنا في حين لا تزال شوارعنا تئن والازدحام مستمرا والمطار طريق سعادتنا ومتنفسنا.