من صيد الخاطر: مدينة فاطمة البرتغالية
ظهرت إلى واجهة الأخبار مؤخراً مدينة «فاطمة» الواقعة في البرتغال، وذلك عندما قام فرنسيس بابا الفاتيكان بزيارتها، وتحديداً زيارة مزار «فاطمة المريمي»، وفيه تمثال «فاطمة الكاثوليكية»، فما قصة هذه المدينة وتمثالها؟ ولماذا سميت مدينة «فاطمة» وهي في البرتغال؟
ففاطمة هي مدينة وأبرشية مسيحية تقع وسط البرتغال، وتعد من أحد أهم المزارات الكاثوليكية في العالم والمخصصة للسيدة مريم العذراء، أطلق اسم فاطمة عليها تيمنا باسم أميرة عربية أندلسية عاشت في القرن الثاني عشر، وأسرها المسيحيون عندما انتصروا في إحدى المعارك على العرب المسلمين، كانت الأميرة عربية أندلسية تدعى فاطمة، وكانت مشهورة بجمالها ورقّتها بالإضافة إلى ذكائها وثقافتها العالية.
وقع حاكم مدينة أوريم البرتغالية في حب الأميرة فاطمة وتزوجها، كانت فاطمة معروفة بأخلاقها الحميدة وصفاتها الطيبة، فأصبحت محبوبة أهل المدينة، ولمحبتهم لها أطلقوا اسمها العربي الأندلسي على الأراضي الجبلية المجاورة لقصر الأميرة فاطمة، ولا يعرف ما إذا كانت الأميرة قد اعتنقت الكاثوليكية أم لا، لأن المدينة الكاثوليكية سميت باسمها، وحتى تمثال السيدة مريم سمي «فاطمة الكاثوليكية».
زادت شهرة مدينة فاطمة عام 1917، وأصبحت واحدة من أعظم المزارات في العالم المسيحي نظراً لتاريخها وللأحداث التي شهدتها في تلك السنة، والتي يعتقد الكاثوليك أنها حدث إعجازي، بعد أن ادّعى ثلاثة أطفال رعاة هم: لوسيا دوس سانتوس 9 سنوات، وابنا عمها جاسينتا مارتو 6 سنوات، وفرانسيسكو مارتو 8 سنوات، بمشاهدتهم معجزة السيدة مريم، أو معجزة الشمس، قائلين إنها رؤى لسيدة مضيئة يعتقد أنها مريم العذراء، وأنها ظهرت لهم في حقول «كوفا دي إريا» خارج قرية «ألجوسترل» بالقرب من مدينة «فاطمة» البرتغالية، كان ذلك في أكتوبر 1917.
تم بناء كنيسة وسط المزار، وهو أول بناء شُيد في «كوفا دي إريا» في مكان ما يعتقد بظهور السيدة العذراء، حيث تم تحديد مكان ظهورها بواسطة عمود رخامي وضع عليه تمثال لها، فيجتمع في هذا المكان نحو 4 ملايين شخص يزورون الكنيسة كل عام، وتباع هناك تماثيل صغيرة على أنها للسيدة مريم وتحت اسم «فاطمة الكاثوليكية».
فتسمية مدينة «فاطمة»، وتمثال «فاطمة الكاثوليكي» كان تيمنا باسم الأميرة العربية الأندلسية، وليس هناك أي علاقة للسيدة فاطمة الزهراء كما يعتقد البعض باسم تلك المدينة المسيحية، هذا للعلم والله أعلم.