أكثر المخاوف اليوم تتعلق بالصحة النفسية والعقلية من جراء التغير المناخي بين برد وحرارة وتقلبات غبارية أو أعاصير وعواصف وزلازل، كل ذلك يجعل الناس متوترة لما قد يفاجئنا الله تعالى به، لمصلحة البلاد والعباد، وإن كان ظاهرها تخريباً ودماراً في بعض الأماكن، غير أن اللجان المناخية تتوقع ارتفاعاً شديداً في درجات الحرارة والرطوبة لبعض الفترات وفي كثير من البلاد، فضلاً عن الحرائق الحاصلة في الغابات والمرتفعات الخضراء بسبب الحرارة العالية أو بإهمال بعض الأشخاص الذين لا يحافظون على البيئة أثناء رحلاتهم، ولا يسألون عما قد يحصل نتيجة اللعب بالنار في المنابت الخضراء، مما يؤثر سلباً على البيئة، ويزيد ارتفاع درجات حرارة الجو لانكشاف المناطق أمام الشمس بشكل غريب، وإن ارتفاع حرارة الجو من كل الجهات سيؤثر بطبيعة الحال على الوضع الثلجي وذوبان الحائط الثلجي.
كثيرة هي الدراسات الجديدة التي حذرت من إثارة النقاش أو المواضيع المؤثرة سلباً على الكثيرين الذين عرف عنهم العصبية وعدم التحكم بأعصابهم في العائلة أو محيط العمل، وذلك لما وجد أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر في صحة الكثيرين النفسية، فيؤدي إلى تغير سريع في المزاج وزيادة العصبية، ويرفع مستويات التوتر والقلق والإحباط التي قد تؤدي إلى أمراض نفسية واكتئاب وفوبيا الصيف الذي عادة يكون فيه الجو حاراً.
وهذا ما أشارت له د.ريشي غوتام (Rishi Guatum) في مركز الأمراض النفسية الأميركي في آخر بحث لها في مجلة جاما للطب النفسي، وقالت إن الزيارات لعيادات الطوارئ في المركز معظمها نتيجة تعرض المرضى للاكتئاب والجفاف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وقلة النوم، مما يؤثر على كفاءة الأعمال اليومة وصفاء الذهن، والراحة في التعامل مع الآخرين.
أما على الصعيد البدني والتعرض لأشعة الشمس الحارة مباشرة، فقد تكثر حالات الحروق من الشمس وسرطان الجلد عند ذوي البشرة البيضاء، أو الذين يلجأون إلى تخفيف الثياب، ويتعرضون مباشرة لأشعة الشمس، وإن ما يعرف بضربة الشمس تلاحظه العيادات الباطنية بكثرة لما تسببه من صداع وإسهال مزمن وجفاف وإعياء عند الأطفال والكبار، خصوصا بين العمال الموجودين في المواقع الخارجية وعلى الأبراج، إضافة إلى أمراض الفطريات الجلدية كالتينيا وringworm، والتهابات ما بين الأصابع نتيجة الحرارة والعرق والرطوبة العالية وحساسية الجلد التي تنتشر بسهولة مع الملابس والاحتكاك المباشر بها، وقد تحتاج هذه الالتهابات إلى معالجة لفترة طويلة حتى يتحسن الجو وتعتدل الحرارة لتنعكس على الجسم.