بعد 5 أيام من سبر أغوار البحر على خُطى الآباء والاجداد، أسدلت رحلة إحياء ذكرى الغوص الثانية والثلاثين أشرعتها، وحطّت رحالها على ساحل النادي البحري في السالمية، حيث كان في استقبال البحارة ممثل سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الشباب، محمد العيبان، والمدير العام لهيئة الرياضة، يوسف البيدان، وسفيرة المملكة المتحدة لدى الكويت، بيلندا لويس، ومسؤولو النادي البحري وأهالي البحارة.

Ad

باليباب والورد والأهازيج، استُقبل البحارة من ذويهم الذين كانوا بانتظارهم خلال مراسم «القفال» التي جرت مع ترجّل البحارة من سفينتَي الغوص، حاملين عدتهم ومحصولهم من المحار، لتجري عملية فتح المحار «الفلاق» على وقع الأغاني التراثية. وقد جال ممثل الأمير والسفيرة البريطانية ومسؤولو النادي البحري على البحارة العائدين، وتحدّث العيبان اليهم مهنئا بعودتهم، ومثمنا حرصهم على الاستمرار في إحياء تراث الآباء والأجداد.

«فلق» المحار

وأكد أن الرعاية السامية تعكس مدى اهتمام القيادة بالرحلات البحرية التراثية، مضيفا: إن هذه الرحلة تجسد تضحيات وكفاح آبائنا وأجدادنا من الرعيل الأول، ومنها نستلهم القيم والعِبَر، مشيرا إلى أن الشباب المشاركين في الرحلة هم نواخذة المستقبل الذين سيبحرون بالكويت نحو التفوق والازدهار، متوجها بالشكر لأعضاء النادي البحري الذين داوموا على إقامة هذه الرحلات خلال السنوات السابقة، وعملوا على استئنافها بعد جائحة كورونا.

الورد في استقبال العائدين

بدورها، قالت سفيرة بريطانيا، في تصريح بالمناسبة: يسعدني أنا أكون موجودة في هذه الفعالية الكبيرة، ومن المهم جدا أن أتذكر التاريخ والتراث الكويتي القديم، وخاصة صناعة اللؤلؤ التي قام عليها الاقتصاد الكويتي، وأن أثني على جهود المشاركين بالرحلة لاستذكار تراث آبائهم وأجدادهم».

وقالت لـ «الجريدة»: استمتعت بمشاهدة الفعالية وفتح المحار والحصول على اللؤلؤ، وهذا مدهش ورائع ويجسّد التراث الغني الذي أسّس عليه الاقتصاد الكويتي في السابق».

بدوره، أثنى رئيس لجنة التراث البحري في النادي، علي القبندي، على مشاركة الشباب في الرحلة الثانية والثلاثين، التي تحظى برعاية أبوية سامية من صاحب السمو، مشيرا الى أن هذه الرحلة تأتي تخليدا لذكرى الآباء في الغوص على اللؤلؤ، والذي كان رزق أهل الكويت في السابق.

من جانبه، أعرب أمين السر العام في النادي، خالد الفودري، عن سعادته بوصول جميع الغاصة سالمين غانمين، مؤكدا أن الهدف ليس بغرض جمع المحار، وإنما المحافظة على إحياء التراث البحري، مشيرا إلى أن الحصيلة مُرضية، بالرغم من أن فترة الغوص لم تتجاوز 6 أيام.

وقدمت فرقة بن حسين للفنون الشعبية ومجموعة من شباب النادي بعض العروض والفنون الشعبية البحرية، قبل أن تختتم مراسم «القفال» بإنزال علم الكويت، إيذانا بانتهاء موسم الغوص.