توج مانشستر سيتي الإنكليزي بلقب كأس السوبر الأوروبية في كرة القدم لأول مرة، وذلك بفوزه على إشبيلية الإسباني بركلات الترجيح 5-4 أمس الأول في أثينا بعد التعادل 1-1 في الوقت الأصلي.

وخرج السيتي منتصراً من أول مشاركة له في هذه المباراة التي تجمع سنوياً بطلي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، بينما مني إشبيلية بهزيمة سادسة في سابع مشاركة له.

Ad

وكان مدافع إشبيلية الصربي نيمانيا غوديل الوحيد الذي فشل في ترجمة ركلته الترجيحية بعدما ارتدت الكرة من العارضة.

وخاض سيتي المباراة بعدما توج الموسم الماضي بلقب دوري الأبطال لأول مرة في تاريخه، بينما كسب إشبيلية حق المشاركة فيها بعدما نال لقب «يوروبا ليغ» لمرة سابعة قياسية.

وكما حصل في مشاركاته الخمس الأخيرة في هذه المباراة، فشل إشبيلية في الخروج منتصراً ليكتفي حتى الآن بالفوز مرة واحدة، وكانت في مشاركته الأولى عام 2006 على حساب مواطنه برشلونة (3 - صفر).

وخلافاً لما حصل له في مباراة درع المجتمع التي يفتتح بها موسم الدوري الإنكليزي الممتاز، حيث خسر أمام أرسنال بركلات الترجيح (تعادلا 1-1 في الوقت الأصلي)، خرج السيتي منتصراً هذه المرة في مباراة تخلف خلالها بهدف للمغربي يوسف النصيري (25) قبل أن يرد في الشوط الثاني عبر كول بالمر (63).

وبدأ غوارديولا المباراة بإشراك الوافد الجديد الكرواتي يوشكو غفارديول أساسياً لأول مرة، بينما غاب النجم البرتغالي برناردو سيلفا للمرض، ما دفع المدرب الإسباني الى اشراك بالمر أساسياً في الخط الأمامي بجانب النرويجي إرلينغ هالاند وجاك غريليش.

وفي الجهة المقابلة وفي سابع مشاركة له ما جعله ثالث أكثر الفرق خوضاً لمباراة الكأس السوبر خلف مواطنيه برشلونة (9 وفاز 5 مرات) وريال مدريد (8 وفاز 5 مرات أيضاً)، تركزت الأنظار على الحارس المغربي ياسين بونو الذي خاض على الأرجح مباراته الأخيرة مع إشبيلية قبل انتقاله المتوقع الى الدوري السعودي.

وكان الدولي المغربي أمام مهمة صعبة الأربعاء، لكنه كان على الموعد في بداية اللقاء لإنقاذ فريقه من تسديدة لبالمر ثم رأسية للهولندي نايثن أكيه (8).

النصيري يفتتح التسجيل

وعاد رابع مونديال قطر 2022 إلى التألق في صد تسديدة لغريليش بعد مجهود للوافد الجديد الصربي ماتيو كوفاتشيتش (17)، قبل أن يأتي رد فريقه مفاجئاً إذ نجح من أول فرصة له في افتتاح التسجيل من رأسية رائعة للمغربي الآخر النصيري بعد عرضية متقنة من الأرجنتيني ماركوس أكونيا (25).

وحافظ الفريق الإسباني على هذا التفوق حتى نهاية الشوط الأول، ثم كاد يفاجئ بطل إنكلترا بهجمة مرتدة أخرى قادها الأرجنتيني لوكاس أوكامبوس الذي لعب كرة متقنة للنصيري، فسددها الأخير لكنه اصطدم هذه المرة بتألق الحارس البرازيلي إيدرسون (50).

وعاد النصيري ليهدد مرمى الـ»سيتيزينس» مرة أخرى لكن تسديدته تحولت من كايل ووكر الى حارسه إيدرسون الذي أنقذ الموقف مجدداً (60).

بالمر يعادل النتيجة

وجاء رد السيتي مثمراً برأسية جميلة جداً لبالمر بعد تمريرة عرضية رائعة للإسباني رودري (63)، لتنطلق المواجهة من نقطة الصفر.

ومرة أخرى، وجد النصيري نفسه في مواجهة المرمى وأمام فرصة مثالية لإعادة فريقه الى المقدمة لكنه فشل مجدداً في وضع الكرة بعيداً عن متناول الحارس البرازيلي (65).

وكاد بالمر أن يمنح السيتي التقدم من مجهود فردي جميل وتسديدة محكمة، لكن بونو كان له بالمرصاد هذه المرة (69).

وواصل السيتي اندفاعه وسط تراجع تام لفريق المدرب خوسيه لويس منديليبار قبل أن يستفيق في الدقائق العشر الأخيرة ويحاصر منافسه حتى كاد يخطف هدفاً قاتلاً عبر أكيه من كرة رأسية إثر ركلة حرة نفذها فيل فودن، لكن بونو تعملق وأنقذ فريقه (90).

ولجأ بعدها الفريقان إلى ركلات الترجيح التي حسمها السيتي بفضل سوء حظ غوديل.

مينديليبار راضٍ عن النتيجة

قال مدرب إشبيلية، خوسيه لويس مينديليبار، عقب هزيمة فريقه أمام مانشستر سيتي، إنه راض عن النتيجة لأن فريقه «نافس جيدا أمام خصم كبير».

وقال مينديليبار: «الأمر معقد جداً أمام فريق مثل السيتي، كنا نود أن نهاجم بشكل أكبر ولكنهم حالوا دون ذلك».

وأشار إلى أن لاعبيه «يؤمنون بأنفسهم في مثل هذه المباريات ويجتهدون أمام خصم قوي للغاية»، مبرزا أن «إشبيلية فريق جيد لأنه يحظى بلاعبين جيدين».

ومن ناحية أخرى، أبدى المدرب أسفه لاحتمالية رحيل لاعبين مثل الحارس المغربي ياسين بونو، معقبا: «يتحدثون إلى اللاعبين قبل أن يفعلوا ذلك مع النادي، ثم يعرض عليهم النادي أجرا زهيدا، رغم أن عقد بونو أمامه عامان».

كاسترو: يوم حزين

أقر رئيس نادي إشبيلية خوسيه كاسترو، عقب هزيمة الفريق أمام مانشستر سيتي، بأنه «يوم حزين»، لكنه أكد شعورهم بـ«الفخر بعد المباراة الرائعة التي قدمها إشبيلية».

وقال كاسترو: «إنه لأمر مؤسف عدم تمكننا من تسجيل أي هدف من كل الفرص التي اتيحت لنا في الشوط الثاني. (يوسف) النصيري، الذي لم يدخر جهدا، أهدر عدة أهداف، لكن هكذا هي كرة القدم».

ومع ذلك، أبرز أنه «يجب أن نشعر بالفخر بالفريق والمدرب وكل اللاعبين»، مضيفا أن إشبيلية قدم «مباراة عظيمة أمام فريق بهذه القوة ولديه هذا الكم من النجوم»، مهنئا السيتي بفوزه بلقب السوبر الأوروبي.

واعتبر رئيس النادي الأندلسي أن «ركلات الترجيح تعتمد على الحظ، أحيانا يحالفك وأحيانا لا. (ياسين) بونو أوقف العديد من ركلات الترجيح، وهو حارس استثنائي، لكنهم أيضا لديهم هدافون استثنائيون».

وأكد: «هكذا هي كرة القدم ويجب أن يكون لديك بعض الحظ الضروري والذي لا يحالفنا في كأس السوبر الأوروبية».

غوارديولا: كنا بحاجة لهذا الانتصار

قال الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنكليزي، عقب تتويج فريقه بكأس السوبر الأوروبية، إن الفريق كان يحتاج إلى هذا الانتصار بعد هزيمته في كأس درع المجتمع.

وأشار غوارديولا إلى أن فريقه «كان يحتاج للفوز في هذه اللحظة من الموسم وأمام خصم بهذا الحجم من أجل التعافي من هزيمة درع المجتمع» أمام أرسنال، معقبا: «خسرنا وقتها بركلات الترجيح واليوم فزنا».

وتابع: «مباراة بهذا المستوى ومتكافئة جداً، وفي هذا التوقيت تعتبر مسألة حظ».

وامتدح غوارديولا اللاعب كول بالمر الذي أحرز هدف التعادل لفريقه في الوقت الأصلي من المباراة، مشيراً إلى أنه «بعيدا عن الهدف الجيد الذي سجله، لم يكن من السهل مواجهة مدافعين مثل أكونيا»، كما أثنى على أداء حارس الفريق البرازيلي إيدرسون مورايس.

ورفع غوارديولا حصاده من الألقاب إلى 36، بعدما فاز مع برشلونة بـ 14 لقبا، ومع بايرن ميونيخ، بـ 7، ومع مانشستر سيتي لديه حالياً خمسة عشر لقباً.

وعلى هذا الأساس، فإن غوارديولا يجمع في جعبته سبع بطولات أوروبية، أقل بواحدة من الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، الذي فاز بأربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، وأربعة في كأس السوبر الأوروبي، وإجمالا، يقف على بعد 13 لقباً خلف الأسكتلندي السير أليكس فيرغسون الذي حقق 49.