فتنة تنفجر بوجه كاكار: حرق كنائس وتدنيس للمصحف
غداة إضرام مئات المسلمين النيران في كنائس وتخريبهم منازل، وضعت الشرطة الباكستانية منذ الأمس منطقة جارانوالا ذات الأغلبية المسيحية في ضواحي مدينة فيصل أباد الصناعية تحت حراستها، لوقف أعمال العنف التي اندلعت إثر انتشار اتهامات لمسيحيين بتدنيس المصحف الشريف.
وفي حين أوقفت حكومة البنجاب أكثر من 100 شخص، وأمرت الشرطة بتوقيف المتهمين بتدنيس القرآن الكريم، وفتح تحقيق في أحداث التجديف، دعا رئيس الوزراء المؤقت أنوار الحق كاكار، الذي انفجرت بوجهه الفتنة الطائفية، إلى اتخاذ موقف صارم تجاه المسؤولين عن أعمال العنف.
وعبر كاكار عن «الاستياء الشديد» من الوضع الراهن، وتعهد باتخاذ «إجراءات صارمة ضد أولئك الذين يستهدفون الأقليات».
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل إن الولايات المتحدة تدعم حرية التعبير، مشدداً على أن «العنف أو التهديد به ليس على الإطلاق شكلاً مقبولاً من أشكال التعبير».
وأظهرت صور على شبكات التواصل حشوداً مسلحة بعصي وحجارة تقتحم الشوارع.
وهتفت الحشود وطالبت بمعاقبة المتهمين بالتجديف، بينما تم إنزال صليب من على إحدى الكنائس، كما تم تخريب جدران مقبرة مسيحية ومكتب للحكومة المحلية.
وذكر المسؤول أحد نور أن «الحشود ألحقت أضراراً هائلة بالمنطقة ومنازل مسيحيين وكنائس».
واستخدم زعماء محليون مكبرات الصوت في المساجد لحض أتباعهم على التظاهر، بناء على تسجيلات مصورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال القس الباكستاني آزاد مارشال، في مدينة لاهور المجاورة، إن المسيحيين يشعرون بـ«ألم عميق وضيق» إزاء الأحداث.
وقالت مفوضية حقوق الإنسان في باكستان: «يبدو أن وتيرة ونطاق مثل هذه الهجمات المنهجية والعنيفة، والتي غالباً لا يمكن السيطرة عليها، قد ازدادت في السنوات القليلة الماضية»، مضيفة: «لم تفشل الدولة في حماية أقلياتها الدينية فحسب، بل سمحت أيضاً لليمين المتطرف بالتغلغل».