أجمع عدد كبير من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى البلاد على أن «الأمن الغذائي يعد أمناً قومياً، ونتيجة للحرب الروسية على أوكرانيا فقد شهدت الكويت ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار المواد الغذائية العام الماضي».
وجاء في بيان مشترك وقعه كل من سفيرة أستراليا ميليسا كيلي، سفيرة كندا عليا مواني، سفيرة فرنسا كلير لوفليشر، سفيرة المملكة المتحدة بليندا لويس، سفير اليابان مورينو ياسوناري، سفير ألمانيا هانز كريستيان فرايهر فون ريبنيتز، سفير إيطاليا كارلو بالدوتشي، القانم بأعمال الاتحاد الأوروبي إيرينا جوساينكو، القانم بالأعمال الأميركي جايمس هولتسنايدر، «بصفتنا ممثلين لبلداننا، فإننا ندرك تماماً أنه بالنسبة للبلدان التي تعتمد على الاستيراد في الشرق الأوسط وإفريقيا ومناطق أخرى، يعد الأمن الغذائي أمناً قومياً، كما يواجه قادتنا تحديات التضخم وزيادة الإنفاق الأسري وعدم استقرار الأمن الغذائي العالمي».
وأضاف البيان: «لقد مر أكثر من عام منذ أن بدأت روسيا غزوها غير القانوني لأوكرانيا، في انتهاك واضح للقانون الدولي، وكانت أفعالها انتهاكا لا لبس فيه لسيادة أوكرانيا وسلامتها، وتحدياً صارخاً للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. وإضافة للأضرار والخسائر الفادحة في الأرواح التي سببها الصراع بأوكرانيا، فقد أدت الحرب إلى تفاقم أزمة الأمن الغذائي العالمية، حيث توسطت الأمم المتحدة وتركيا في مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب في يوليو 2022، للمساعدة في حماية العالم من أسوأ الأزمات التي أثارتها الحرب الروسية، مما سمح لشحنات الحبوب الأوكرانية، وغيرها من المواد الغذائية، بالخروج من موانئ البحر الأسود».
وتابع: «منذ إطلاق مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، تم تصدير أكثر من 32 مليون طن من الحبوب عبر ثلاثة موانئ تقع على البحر الأسود في أوكرانيا إلى 45 دولة عبر ثلاث قارات، وبذلك فقد دعمت المبادرة استقرار أسعار الغذاء العالمية، وجنّبت أكثر من 100 مليون شخص السقوط في براثن الفقر المدقع والجوع في جميع أنحاء العالم، كما كان لها دور جوهري في معالجة انعدام الأمن الغذائي العالمي، وضمان وصول إمدادات الغذاء إلى البلدان الأكثر عرضة لخطر الفقر».
تفاقم الأزمة
ولفت البيان إلى أن «قادة دولنا والدول الأخرى اتفقوا في هيروشيما مايو الماضي على العمل معاً، والاستجابة لتفاقم أزمة الأمن الغذائي العالمية، ودعوا جميع الأطراف إلى المشاركة الكاملة في مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب».
وأوضح أنه «على الرغم من جهود الأمم المتحدة وتركيا في إنقاذ هذه المبادرة، انسحبت روسيا من هذا الاتفاق الشهر الماضي، ناهية بذلك مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، وبسبب هذا القرار فقد العالم أداة رئيسية في معالجة الأمن الغذائي العالمي، ما أدى إلى زيادة أخرى في أسعار المواد الغذائية، ويعكس انسحاب روسيا عدم اعتبارها زيادة أسعار المواد الغذائية وخطر الجوع والمجاعة ضرراً تسببت فيه الحرب، ولكن كأداة لتعظيم صادراتها من الحبوب والعائدات».
وشدد على أنه «من المهم أن ترفض جميع الدول هذه المحاولة، وستظهر انعكاسات انسحاب روسيا على جميع الدول، ولكن بشكل أكبر على الدول الأكثر عرضة لخطر الفقر»، مضيفاً أنه «ولهذه الأسباب، ندعو روسيا إلى الانضمام الفوري لمبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، لتجنب أي صدمات أخرى لنظم الغذاء العالمية، كما يجب أن تتوقف روسيا عن استخدام الغذاء كسلاح، وأن تتخذ خطوات جدية لدعم استئناف المبادرة».
جهود الكويت
وأوضح الدبلوماسيون، في بيانهم، أنه «ونتيجة لهذه الحرب، شهدت الكويت أيضاً ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار المواد الغذائية العام الماضي، لكن بفضل ثروتها وعلاقاتها التجارية المتطورة، فقد حدت حكومة الكويت من هذا التأثير السلبي على شعبها، لكن لا تتمتع العديد من البلدان بمثل هذه الظروف، حيث تعتمد كلياً على مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب لتجنب حدوث مجاعة».
وختم البيان بالقول: «نحترم دعم الكويت الدائم للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ومع احتفال الكويت بالذكرى الثالثة والثلاثين للغزو مؤخراً، فإننا فخورون بوقوفنا مع الكويت جنباً إلى جنب ضد العدوان، ودعونا نقف معاً الآن لدعم مطلب أوكرانيا المشروع بانسحاب القوات الروسية الكامل وغير المشروط، فهذا أمر ضروري للسلام والأمن العالميين اللذين يستند إليهما ازدهارنا ومستقبلنا».