«إيكواس» للنيجر: جيوشنا جاهزة إذا فشلت الدبلوماسية
• وحدات نيجيرية وإفوارية وسنغالية وبنينية في طليعة التدخل... والغابون توفد وزير خارجيتها لنيامي
شدد قادة جيوش دول غرب إفريقيا «إيكواس» في اجتماع استثنائي بغانا أمس، على عدم استبعاد استخدام القوة لإنهاء الانقلاب العسكري بالنيجر وإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم، في حال فشلت الجهود الدبلوماسية. وأكد مفوض السلام والأمن في «إيكواس» عبد الفاتو موسى أن النظام الدستوري ستتم استعادته بـ«كل الوسائل المتاحة».
وقال موسى: «ما زلنا نعطي فرصة للدبلوماسية، لكن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة».
وأضاف، أن المجلس العسكري في النيجر «يتظاهر بأنه مستعد للمحادثات ويسعى لأسباب لتبرير الانقلاب»، مشدداً على أنه «إذا فشلت جميع الحلول في النيجر فإن قوة إيكواس جاهزة للرد».
وشدد وزير دفاع غانا دومينيك نيتيول على أنه «لن يكون أحد بغرب إفريقيا بأمان إذا تمكن الحرس الرئاسي من اتخاذ الرئيس النيجري رهينة».
ويختتم قادة جيوش التكتل اليوم مناقشة سبل الرد على الانقلاب بما في ذلك تفاصيل خطة نشر القوة الاحتياطية.
حشد وتأهب
في غضون ذلك، تحدثت أوساط قريبة من اجتماع أكرا عن تأكد مشاركة وحدات من ساحل العاج «كوت ديفوار» والسنغال والبنين ونيجيريا في العملية العسكرية المحتملة، حيث بات عددها وعتادها معروفاً.
وسيقوم قادة الأركان خلال الاجتماع، الذي ينعقد في معسكر بورما الغاني، بتحديد أماكن تجمع الوحدات ومواقع انتشارها وتنظيم تحركها لوجستياً والاتفاق كذلك بشكل كلي على الطريق الذي ستسلكه وحدات البلدان التي لا حدود لها مع النيجر مثل السنغال وساحل العاج للانضمام للقوة والتدخل في النيجر.
واشنطن تتطلع لتولي سفيرتها مهامها دون اعتمادها من الانقلاب
وبحسب ضابط رفيع، فإنه رغم ارتفاع أصوات تشجع الحل الدبلوماسي للأزمة، فإن قيادة قوات الاحتياط لم تتلق أمراً بالتخلي عن جاهزية التدخل وهو ما يعني أن قوة التدخل ما تزال في حال تأهب.
حراك دبلوماسي
في المقابل، تواصل الحراك الدبلوماسي مع استقبال رئيس المجلس العسكري عبدالرحمن تياني وزيرَ خارجية الغابون مبعوثاً من الرئاسة، فيما شهدت نيامي حملات لتجنيد متطوعين للقتال، ولتوفير خدمات طبية ولوجستية للتصدي لأي تدخل خارجي.
من جهته، قال عضو وفد وساطة علماء نيجيريا عبدالرحمن أحمد إن قادة المجلس العسكري قدموا وعوداً قوية للحوار ولن يستطيعوا التراجع.
وأضاف أنهم أكدوا سعيهم لتحقيق انتقال سريع للحكم المدني والتزموا بانفتاحهم على الحوار دون شروط، على أن تكون المفاوضات داخل النيجر، وليس خارجها. وأمس الأول، أعلن رئيس الوزراء المعين من قادة الانقلاب محمد الأمين الزين انفتاح السلطات الحاكمة على الحوار مع جميع الأطراف على مبدأ الاستقلال.
باريس وواشنطن
من جانب آخر، نفت الخارجية الفرنسية سحب جنودها المتمركزين بالنيجر إلى تشاد المجاورة في ظل ضغوط المجلس العسكري الذي يتهم القوة الاستعمارية السابقة بمحاولة زعزعة الاستقرار وخرق مجالها الجوي وإطلاق سراح إرهابيين وشن هجمات على قواعده. وأضافت أن القوات الفرنسية موجودة على الأرض في النيجر بناء على طلب من السلطات الشرعية، ووفق اتفاقيات وقّعتها لحمايتها من الإرهاب.
وذكرت الخارجية الفرنسية أنها لا تعترف بأي قرارات يتخذها الانقلابيون بل فقط بالسلطة الشرعية، مؤكدة أنها قطعت كل دعم عسكري وتعاون مدني مع الانقلاب منذ 26 يوليو الماضي.
في غضون ذلك، تتطلع الخارجية الأميركية لوصول سفيرتها إلى النيجر كاثلين فيتزغيبون، لتولي مهامها دون تقديم أوراق اعتمادها لسلطات الانقلاب. وأوضحت الخارجية الأميركية أن هذا لا يعني تغيراً في الموقف مما يحدث.
وفي حين، طالبت ألمانيا الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على قادة الانقلاب، حذّرت الأمم المتحدة من أن الأزمة قد تفاقم بشكل كبير انعدام الأمن الغذائي في أفقر دول العالم. وأكدت الأمم المتحدة الحاجة لتطبيق إعفاءات إنسانية من العقوبات وإغلاق الحدود لتجنب التدهور السريع بالوضع التغذوي.