الناصرُ الدينِ الصلاحُ الدينِ
وكذا البطولةُ هيئةُ الميمونِ
مَن حرَّرَ الأقصى وعَزَّ عرينَهُ
إلا المُحِبُّ بهِمَّةِ التَّمكينِ؟
مَن مثلُ يوسُفَ في الجهاد مكانةً
يبكيهِ أقصانا بكلِّ حنينِ؟
الزاهدُ المبرورُ في محرابهِ
القائدُ المنصورُ ليثُ عرينِ
رجلُ السياسةِ والحروبِ وأُسوةٌ
بين الورى بثباتهِ الميمونِ
رمزُ الشجاعةِ والحماسةِ والفدا
شهدتْ له الراياتُ في حطِّينِ
هذا هو العدلُ الهُمامُ من انتضى
سيفَ الكرامةِ في الوغى بيقينِ
هذا هو الملك الشجاعُ بعزمه
بصرامةٍ وصلابةٍ ويمينِ
العابدُ الشهمُ المليءُ مروءةً
سطعتْ على القسماتِ شمسَ جبينِ
سُلطانُ مصرَ وحارسٌ لأمانةٍ
لم يلتفتْ للهوِ والتزيينِ
ورِعٌ يخافُ اللهَ في خُطُواتِهِ
مَلَكَ الدُّنا بتواضعٍ مسنونِ
أخلاقُهُ بين السماتِ روايةٌ
بعزيمةٍ وَأَدتْ ذوي التَّخوينِ
هَزمَ الصليبيينَ بعد مكوثهم
في المسجدِ الأقصى إلى التسعينِ
وبذا استعادَ كرامةَ الأرضِ التي
ظلتْ حبيسةَ ظلمهم كسجينِ
فتحٌ أعادَ به البلادَ لأهلها
ممنوعةً محفوظةَ التأمينِ
لم يُخلِفِ الدينارَ والبستانَ بل
ترك البلادَ عزيزةَ التَّحصينِ
وعليه في الآفاقِ بعدَ رحيلهِ
بكتِ الشعوبُ بحسرةٍ وأنينِ
واليومَ أقصانا يئنُّ من الأذى
عادَ البُغاةُ بدُهمةِ الصُّهيونِ
كغُثاءِ سيلٍ حالُنا، وقلوبُنا
في حيرةٍ وتوجُّعٍ مشجونِ
صلى الإلهُ على النبي المصطفى
الرحمةِ المُهداةِ بالتبيينِ
والآلِ والصحبِ الكرامِ ومَن تلا
بالعزمِ والإحسانِ عبرَ قرونِ