في إحصائية مفزعة تكشف ما يعانيه الجسد التعليمي في المدارس الحكومية بالكويت من أمراض بالغة، كشف التقرير السنوي لإدارة الخدمة الاجتماعية والنفسية في وزارة التربية عن العام 2022/2021 عن وجود كم كبير من المشاكل والمخالفات التي تعانيها المنظومة التعليمية، في مقدمتها تعثر 24 ألف طالب دراسياً، فضلاً عن 7 آلاف يتغيبون عن دوامهم، إلى جانب 20 ألفاً لديهم مشكلات صحية، و676 يعانون أخرى نفسية.

وأظهر التقرير، الذي حصلت «الجريدة» على نسخة منه، أن عدد حالات الغش المسجلة بلغت 343، منها 26 حالة في المرحلة الابتدائية، مما يطرح علامات استفهام حول لجوء تلاميذ الابتدائية إلى الغش.

Ad

وأشار إلى أن إجمالي الطلبة الذين سجلت لهم ملفات بلغ 69394 من عدد طلبة التعليم العام، لافتاً إلى أن عدد حالات العدوان اللفظي والبدني على المعلمين بلغ 1340، بينما بلغ عدد حالات الاعتداء اللفظي والبدني من الطلبة على زملائهم 13868، فضلاً عن 19 حالة اعتداء وتحرش جنسي.

ولم يقف الأمر عند هذا الأحد، بل وصل كما يكشف التقرير، إلى وجود 1357 حالة لطلبة مدخنين، و8 لتناول المسكرات والمخدرات، إضافة إلى 2567 حالة هروب من الحصص، و521 هروباً من المدرسة، فضلاً عن 4 حالات لاضطراب الهوية الجنسية، و3 لاضطراب السلوك العقائدي.

وأوصى التقرير بزيادة وقت الفرص أثناء الدوام، وتقليل أنصبة الباحثين النفسيين والاجتماعيين، بزيادة أعدادهم وتوفير الميزانية اللازمة والقاعات المخصصة لتأدية الدور الملقى على عاتقهم بشكل يحد من هذه المشكلات التي يعانيها الجسد التربوي.

وفي تفاصيل الخبر:

كشف التقرير السنوي لإدارة الخدمة الاجتماعية والنفسية عن العام الدراسي 2021/ 2022 «التعليم نظام المجموعتين» عن تسجيل 23694 حالة تعثّر دراسي للطلبة بنسبة بلغت 6.1 بالمئة من العدد الإجمالي البالغ 386167 طالبا وطالبة بمدارس التعليم العام، لافتة إلى أن عدد من تم فتح ملفات لهم بلغ 2348 طالبا وطالبة.

وأظهر التقرير، الذي حصلت «الجريدة» على نسخة منه، أن عدد الطلاب الذين سجلت لهم ملفات غياب عن الدراسة بلغ 6764 طالبا وطالبة، بنسبة بلغت 1.8 بالمئة من إجمالي الطلبة في مختلف المراحل الدراسية، موضحا أن عدد الطلبة الذين لديهم ملفات سلوكية بلغ 20802 طالب وطالبة، بنسبة بلغت 5.4 بالمئة، فيما شدد التقرير على أهمية العودة إلى نظام الدوام الكامل لوجود العديد من المعوقات بنظام دوام المجموعتين.

وأشار إلى أن 17353 طالبا وطالبة يعانون مشكلات صحية بنسبة بلغت 4.5 بالمئة من العدد الإجمالي للطلبة، في حين بلغ عدد الطلبة الذين لديهم مشكلات اقتصادية 781 طالبا وطالبة، بواقع 0.2 بالمئة من العدد الإجمالي، لافتا إلى أن إجمالي الطلبة الذين سلجت لهم ملفات بلغ 69394 طالبا وطالبة بنسبة بلغت 18 بالمئة من إجمالي عدد طلبة التعليم العام.

ومن خلال تفاصيل التقرير، يظهر أن أعلى معدل للتعامل مع الحالات من خلال سجل الخدمة الاجتماعية كإجمالي عام كان في منطقة الأحمدي التعليمية بعدد 17907 حالات بنسبة 4.6 بالمئة، ثم تليها «الجهراء» بـ 14165 حالة بنسبة 3.6 بالمئة، فـ «الفروانية» بـ 12855 حالة بنسبة 3.3 بالمئة، ثم «حولي التعليمية» بـ 8624 حالة بنسبة 2.3 بالمئة، ثم منطقة العاصمة بـ 8318 حالة بنسبة 2.2 بالمئة، فـ «مبارك الكبير» التي بلغ عدد الحالات فيها 7525 بنسبة 1.9 بالمئة، لتكون أقل منطقة من حيث عدد الحالات.

وحول مشكلة التعثّر الدراسي، أوضح التقرير أن عدد الحالات الإجمالي بلغ 23964 حالة بنسبة 6.1 بالمئة موزعة على 11876 حالة للبنين و11818 حالة للبنات، وقد بلغ أعلى معدّل لها في منطقة الأحمدي بواقع 5698 حالة، تليها الجهراء بـ 4412 حالة، ثم الفروانية بـ 4016 حالة ثم منطقة العاصمة بـ 3636 حالة، ثم حولي بـ 3028 حالة، تليها منطقة مبارك الكبير بـ 2904 حالات.

ولفت التقرير إلى أن المشكلات السلوكية جاءت بالمرتبة الثانية بعد التعثّر الدراسي، إذ كان إجماليها 20802 حالة موزعة على 12554 حالة للبنين و8248 للبنات، ويلاحظ ارتفاع عدد حالات المشكلات السلوكية بين البنين أكثر من البنات في جميع المناطق التعليمية، وقد بلغ أعلى معدل لها في منطقة الأحمدي بـ 5143، وأقل معدلها كان في منطقة حولي بـ 2731 حالة.

وأوضح أن عدد حالات العدوان اللفظي والبدني على المعلمين بلغ 1340 بنحو 1171 حالة اعتداء لفظي و169 حالة اعتداء بدني عليهم، فيما بلغ عدد حالات الاعتداء اللفظي والبدني على الطلاب 13868 حالة، بواقع 8415 اعتداء لفظيا و5417 حالة عدوان بدني عليهم.

وذكر أن عدد الحالات المسجلة تحت مسمى مشكلات جنسية (اعتداء وتحرش) بلغ 19 حالة بواقع 16 للبنين و3 للبنات، فيما كان عدد حالات إتلاف الممتلكات العامة 668 بواقع 427 للبنين و241 للبنات، مبينا أن عدد حالات السرقة بلغ 111 حالة بواقع 49 للبنين و62 للبنات، ويلاحظ ارتفاع العدد بالنسبة إلى البنات على خلاف بقية الحالات السلوكية التي يكون الارتفاع فيها للبنين عادة.

ولفت التقرير إلى أن عدد حالات التدخين بلغ 1357 بواقع 1301 للبنين و56 للبنات، فيما كان عدد حالات تناول المسكرات والمخدرات 8 حالات للبنين، لافتا إلى أن عدد حالات الهروب من الحصص بلغ 2567 حالة، بواقع 1512 للبنين و1055 للبنات، بينما بلغ عدد حلالات الهروب من المدرسة 521، تمثّل 490 للبنين و31 للبنات.

وحول اضطراب الهوية الجنسية، قال التقرير إن عدد الحالات بلغ 4 حالات، منها واحدة للبنين و3 للبنات، فيما كان عدد حالات اضطراب السلوك العقائدي 3 حالات، منها واحدة للبنين و2 للبنات.

مشكلات صحية

وأوضح التقرير أن المشكلات الصحية احتلّت المرتبة الثالثة بعدد 17353 حالة موزعة بواقع 9120 للبنين و8233 للبنات، وقد بلغ أعلى معدل لها في منطقة الأحمدي بـ 4782 حالة تليها الفروانية بـ 3739، فالجهراء بـ 3684 ثم تعليمية حولي بـ 2090 حالة، حيث تهتم مكاتب الخدمة الاجتماعية المدرسية بهذه الحالات لما قد يكون لها من أثر نفسي يدفع الطالب إلى ألوان من السلوك الانسحابي والعدواني، تؤثر على كفاءة أدائه الوظائف الاجتماعية وعلى توافقه مع المجتمع المدرسي.

أما عن ظاهرة الغياب، فقد أكد أن مشكلة الغياب حلّت بالمرتبة الرابعة، حيث سجلت 6764 حالة، تمثلت بـ 4485 للبنين و2279 للبنات، وكان أعلى معدل لها في منطقة الأحمدي بـ 2165، تليها الجهراء بـ 1460، ثم الفروانية بـ 1159 حالة، لافتا إلى أن المشكلات الاقتصادية جاءت في المرتبة قبل الأخيرة بواقع 781 حالة، حيث كان أعلى معدّل لها في منطقة الجهراء التعليمية بعدد 255، وأقل معدل لها في الأحمدي بـ 119 حالة.

وأكد أن عدد حالات المشكلات النفسية، التي حلت بالمرتبة الأخيرة من حيث الحالات التي تتابعها الخدمة الاجتماعية، بلغ 676 حالة موزعة بحوالي 202 حالة لطلاب و474 لطالبات، موضحا أن عدد حالات الامتناع عن الكلام بلغ 139، وحالات سوء التكييف بلغت 108، والتبول اللاإرادي 17 والرفض المدرسي 65، والخجل 178 حالة

والخوف 66 حالة، والقلق 34 حالة والفصام 3 حالات والاكتئاب بلغ 11 حالة، والهلاوس البصرية حالتان والوسواس بأنواعه 4 حالات، والذهان 4 حالات، و45 حالة من نوعيات أخرى.

وأشار التقرير إلى أن عدد حالات الغش في الامتحانات، التي تم تسجيلها، بلغ 343 حالة بواقع 211 للبنين 132 للبنات، حيث حلّت المرحلة الثانوية للبنين في المرتبة الأولى بواقع 165 حالة، تليها «المتوسطة» بـ 35 حالة، ثم الابتدائية بـ 11 حالة، أما بالنسبة إلى البنات فقد جاء أعلى معدل لها في الثانوية بـ 100 حالة، ثم المتوسط بـ 17 حالة، ثم الابتدائية بـ 15 حالة، مما يطرح علامات استفهام حول لجوء طلاب الابتدائي في هذه الأعمار الصغيرة إلى ظاهرة الغش في الامتحانات وضرورة معالجتها، مع جهود الوزارة الرامية إلى تشديد العقوبات والتي طبّقت في المرحلة الثانوية للحد من هذه الظاهرة.

وأوصى التقرير بضرورة زيادة وقت الفرص في جميع المراحل الدراسية، حتى يتسنى للباحثين القيام بعملهم وتنفيذ ورش وتبادل الخبرات واستخدام وسائل الإعلام لنشر الوعي بين الطلاب وأولياء الأمور، وزيادة عدد الباحثين الاجتماعيين بالمدارس، وتقليل أنصبتهم من عدد الطلاب، لافتا إلى وجود صعوبات تواجههم، منها عدم توافر الميزانية وأماكن عقد اللقاءات، وعدم تفهّم البعض لدورهم وتكرار غياب الطلاب.

«الابتدائية ــ بنون» الأعلى في المشكلات الجنسية بـ 13 حالة

جاءت المرحلة الابتدائية للبنين في المرتبة الأولى بعدد حالات المشكلات الجنسية، حيث سجلت 13 حالة لطلاب في الابتدائي، ثم المرحلة الثانوية بـ 3 حالات، ولم تسجل حالات بالمتوسطة بنين، وبالنسبة إلى البنات كان أعلى معدل بالمتوسطة، حيث سجلت حالتين، ثم الثانوية بحالة واحدة، ولم تسجل حالات بالابتدائية/ بنات.

10 آلاف مقابلة للباحثين لحل مشكلات الطلبة

بلغ عدد المقابلات الجماعية النوعية التي تمت بمدارس التعليم العام 10478 مقابلة، منها 5037 للبنين و4551 في مدارس البنات، حيث تمت مقابلة 3032 طالبا وطالبة من المتعثرين و3024 من الفائقين، و3003 مقابلات مع طلبة سلوكيين و1189 مقابلة للطلبة ذوي الغياب.

418 حالة اجتماعية و61 نفسية

بلغ عدد الحالات المحولة من مدارس التعليم العام، التي تعامل معها قسم الخدمة الاجتماعية بالديوان العام للوزارة 418 حالة، بواقع 184 للبنين و234 للبنات، فيما تعامل قسم الخدمة النفسية بالإدارة مع 61 حالة منها 36 للبنين و25 للبنات.