عقدت شركة الخطوط الجوية الكويتية جمعيتها العمومية العادية للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2022، واعتمدت كل البنود الواردة على جدول الأعمال، بما فيها التقريران المالي والإداري، والموافقة أيضاً على تأجيل بعض ديون عدة جهات حكومية استصعب تحصيلها سنوات مالية سابقة.
وفي كلمته ألقاها خلال الجمعية العمومية، قال رئيس مجلس الإدارة الكابتن علي الدخان، إن مجلس الإدارة وضع نصب عينيه تطوير كل الخدمات المقدمة للحفاظ على سمعة الشركة وتعزيز المكانة التنافسية في المنطقة خصوصاً وفي مجال الطيران عموماً، إذ تعتبر السنة المالية المنتهية في 31/12/2022 من أكثر سنوات الخطوط الجوية الكويتية نجاحاً لما حققته من الأهداف المرجوة بجهود وسواعد عامليها وهي ماضية اليوم في خطتها الاستراتيجية وتحسين منظومتها بالكامل.
وأضاف الدخان: «أن الأرقام والنتائج الإيجابية تؤكد تقدم الناقل الوطني بخطى ثابتة نحو التطوير والتميز وتعكس البيانات المالية الصورة الجادة التي قام بها مجلس الإدارة بما تعبر عن توجهاته ورؤيته الجديدة والناجحة في تطبيق الخطة المرحلية والدائمة والتي تضمنت إلى جوار كل ما سبق زيادة عدد الطائرات وإحداث نقلة نوعية في المجالات الفنية والمهنية والإدارية وطبقت أساليب عمل مبتكرة، بجانب الاستثمار في العنصر البشري وخلق بيئة جاذبة ومستقطبة للكفاءات المحترفة، آخذين بعين الاعتبار ما سيترتب عليه من تطبيق أحدث التقنيات والتطبيقات لتحقيق الربحية والأهداف الاستراتيجية، مما انعكس على تقليص خسائر الشركة إلى%50 من 107 ملايين دينار في نهاية عام 2019 إلى 55 مليون دينار في عام 2022».
وفر مالي
وذكر أن الخطوط الكويتية حققت العديد من الإنجازات في الفترة الماضية أبرزها كان الاتفاق مع شركة إيرباص على إعادة هيكلة أسطول الطائرات ليزيد الأسطول من 28 إلى 31 طائرة تسلمت الشركة جزءاً منها والباقي خلال السنوات المقبلة، كما تم الاتفاق على حصر أنواع الطائرات مما سيساعد في سهولة انتقال أطقم القيادة بالنسبة للطيارين والمهندسين وطاقم الضيافة، كما يعمل على توفير نفقات التدريب، إضافة إلى ذلك سيحقق الاتفاق زيادة في السعة المقعدية للركاب ووفراً مالياً مقارنةً بالقيمة السوقية بما يقارب 173 مليون دولار، علاوة على ذلك إضافة خاصية (MTOW) للطائرات لتحمّل الأوزان الإضافية، كما أن الاتفاق يعد بداية لمرحلة زيادة طائرات البدن الصغير على البدن العريض مما يزيد من مرونة الحركة والانتشار».
نتائج إيجابية فعلية
وأوضح أن «الطائر الأزرق» حققت نتائج إيجابية فعلية أكثر من المتوقع في عام 2022، إذ وصل إجمالي إيرادات الركاب إلى مبلغ قدره 289.1 مليون دينار بزيادة بنسبة%11، ووصل عدد الركاب إلى 3.5 ملايين راكب بزيادة%2، وشغلت الخطوط الكويتية نحو 25.5 ألف رحلة بزيادة%5، كما وصلت نسبة امتلاء المقاعد إلى%69.7 بزيادة%2».
وأفاد بأن الشركة المملوكة للدولة تدرس عروضاً من شركات لتأجير الطائرات وأن مدة عقود تأجير الطائرات، وجميعها من طراز إيرباص 321 نيو، ستتراوح بين 8 و10 سنوات، وتأتي خطة تأجير 8 طائرات إضافة إلى صفقة بمليارات الدولارات أبرمتها الخطوط الكويتية مع شركة إيرباص في عام 2022 لشراء 31 طائرة تسلمت 18 طائرة منها بالفعل.
وقال الدخان، إن تكلفة وقود الطائرات زادت على الخطوط الجوية الكويتية%38 على أساس سنوي منذ بداية عام 2023، لافتاً إلى أن الخطوط الكويتية وضعت ضمن خططها في عام 2022 توسيع شبكة خطوطها حول العالم وإطلاق وجهات جديدة حيث قامت بتشغيل 10 خطوط جديدة (مدريد/مانشستر/ميكونوس/سراييفو/أزمير/صلالة/حيدر أباد/كتماندو/ كوالالمبور/ كازابلانكا)، وإضافة إلى ذلك لعبت الخطوط الجوية الكويتية دوراً بارزاً في تخصيص رحلات يومية لنقل المشجعين إلى كأس العالم.
الاتفاقات والعقود
وبيّن الدخان أنه على مستوى توقيع الاتفاقات والعقود، تعاقدت الشركة مع وزارة المالية – إدارة عقود أملاك الدولة بشأن إيجار أرض الكويتية السابقة في شارع عبدالعزيز الصقر (الهلالي)، وتعيين مكتب استشاري لتصميم مبنى تجاري، مشيراً إلى أن الخطوط الكويتية وقعت أيضاً عقداً لإنشاء قاعة النخبة لركاب الرويال والأولى وحاملي بطاقات البلاتينيوم من أعضاء نادي الواحة وطورت قاعة المباركية لرجال الأعمال في مبنى الركاب رقم 4، وأخيراً الموافقة على نقل ملكية شركة الخدمات المتميزة للمطارات إلى الخطوط الكويتية بما يفتح للشركة الكثير من المجالات في خدمة عملائها من خلال أنشطة شركة الخدمات المتميزة.
وتابع أن الخطوط الكويتية قامت بتمديد عقد استئجار عدد (7) طائرات من نوع A320 إلى سنة 2024 مما يعمل ذلك على زيادة عدد الرحلات وفتح وجهات جديدة وتلبية مطالب العملاء الكرام، علاوة على ذلك وقعت الشركة اتفاقية الرمز المشترك مع الخطوط الجوية السريلانكية وخطوط إير أوروبا، إضافة إلى تحديث الاتفاقية مع الخطوط الإيطالية وكذلك الخطوط التركية».
وقال الدخان، إن الخطوط الكويتية حرصت على تطوير وتحسين خدمة عملائها الكرام من خلال إطلاق بطاقة البلاتينيوم، التي تعتبر أعلى فئات البطاقات في نادي الواحة، إضافة إلى تطوير وتحسين قوائم الطعام المختلفة لعام 2023 المقدمة على متن الطائرات وفي قاعات المطار المختلفة.
المرتبة 76 ضمن أفضل 100 شركة في العالم
ومن بين الإنجازات التي حققتها الشركة عام 2022 وانعكاساً للخطط التي وضعها مجلس إدارة الشركة، أفاد بأن الخطوط الكويتية قفزت 103 مراكز من 179 لعام 2021 إلى 76 في عام 2022 ضمن أفضل 100 شركة طيران حول العالم بحسب تقييم شركة «سكاي تراكس العالمية» والمتخصصة في تقييم شركات الطيران، كما حصلت الشركة على شهادة اعتماد منظومة التدريب ATO بعد الانتهاء من جميع المعايير التي تتواكب مع متطلبات قطاع النقل الجوي والشروط الواجب توافرها للحصول على الشهادة.
وشدد الدخان على أن «الكويتية» تطبق كل القوانين المحلية والدولية في حال تأخر الرحلات، مضيفاً أنه عند النقد يجب أن نقارن الكويتية بمثيلاتها في هذا الخصوص، كاشفاً أن عدد الرحلات التي تأخرت خلال شهر يوليو الماضي بلغ 177 رحلة يمثل 6 في المئة من عدد الرحلات التي قامت بها الناقلة خلال الشهر الماضي وهي 3176، مؤكداً أن «الكويتية» لم تبخل في تعويض المسافرين على جميع الصعد، ولم تلغ إلا 3 رحلات في الصيف كله وهو رقم ننافس فيه أغلب الشركات العالمية.
تسلم الطائرات
وفيما يتعلق بتسلم الطائرات، أوضح أن التأخير في الطائرات الصغيرة بحدود 6 أشهر أما عريضة البدن فستصل في أوقاتها، ونحن متمسكون بخطتنا لأنها مكسب في جميع النواحي لجهة الطائرات والزيادة عليها مفتوحة وفقاً للحاجة.
من جانب آخر، بيّن الدخان أن الخطوط الكويتية طبقت فلسفة جديدة بهيكلة الشركة بما يتواكب مع رؤيتها عبر تعديل هياكل قطاعات ودوائر الشركة، بما يتناسب مع خطة التشغيل الأمثل لتحقيق الربح وتخفيض التكاليف.
وأكد سعي الخطوط الكويتية الدؤوب لتنفيذ استراتيجيتها بحسب الخطط الموضوعة من مجلس الإدارة لرؤية 2030 وهي تطوير منظومة الشركة بالكامل بما يعود بالفائدة عليها وعلى عملاء الطائر الأزرق.
استرتيجية 2030
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لـ «الكويتية» معن رزوقي، إن استراتيجية الشركة بنيت مع شركة متخصصة لسنة 2030 وهي واضحة في مكوناتها ان الكويتية ستظل ملك الهيئة العامة للاستثمار على الأقل حتى 2030 وهي الخطة التي نأخذ فيها كل الخطوات التنفيذية لإنجاح الاستراتيجية.
وأضاف رزوقي أن استراتيجية الشركة المعتمدة من مجلس الإدارة وهيئة الاستثمار مبنية على استمرارية ملكية الخطوط الكويتية للدولة تحت مظلة هيئة الاستثمار حتى 2030.
وذكر أن «الكويتية» أول شركة مملوكة للدولة تطلق برنامجاً متكاملاً للاستدامة يتضمن المسؤولية المجتمعية، التي تعطي الفرصة للكفاءات الوطنية، وفي 2022 نجحنا في توظيف 212 كويتياً بجميع المجالات بناء على احتياجاتنا في الشركة، وكان انطلاقة برنامج واثق لتحفيز زيادة في هذه الكفاءات وسنصل إلى 300 موظف هذه السنة.
وبين «أننا قللنا من تكاليفنا التشغيلية في النصف الأول بما يفوق الـ%15 وهي علامة إيجابية تشير إلى تفوق نمو الإيرادات مما يسرع الوصول إلى نقطة التعادل»، مبيناً أن «موقعنا إيجابي جداً للتدفقات النقدية، إذ قللنا مديونياتنا%50 وأولوياتنا تحصيل هذه المديونيات».
وأفاد بأن «الكويتية» في خطتها اليوم تحت رأسمالها المصرح والمعلن والموافق عليه من العمومية ستصل إلى نقطة التعادل وتفوقها دون حاجة لزيادة رأس المال أو الاقتراض الخارجي، مبيناً أن المديونيات لن تفوق 50 مليون دينار، وهدفنا انخفاض معدلها لاسيما أن هناك دعماً واضحاً من وزارة المالية ومجلس الوزراء وتوجيهات سمو رئيس مجلس الوزراء إلى وزارات الدولة لتحصيل مديونيات الكويتية ومديونياتنا خارج الدولة قليلة لا تمثل%10.
وفيما يخص رأس المال لدينا إمكانية استخدام 210 ملايين دينار من رأس المال ولكن هدفنا عدم استخدام هذه الأموال مع إمكانية تمويل الشركة ذاتياً.
المستشار الفذ
فيما يتعلق براتب المستشار الذي يتقاضى 6500 دينار، قال الدخان، إنه يعتبر مساعداً للرئيس التنفيذي للشؤون التجارية، وهو عماد خطة الشركة التجارية ويحمل دكتوراه كمهندس بالجامعة الأميركية، كما أن «الكويتية» حصلت على رجل فذ نتمسك به لأنه أفاد الشركة، وقد تم تعيينه بمنصب مستشار لأن القانون المحلي فرض علينا ألا نعينه مساعد رئيس تنفيذي فعرضنا عليه منصب مستشار فقبل، لكنه يعمل مساعد رئيس تنفيذي.
لا خبرات كويتية
طالب الدخان بعدم معاملة قطاع الطيران مثل أي شركة أخرى، «فالطيران مجال عالمي خبراته منتشرة بالعالم، متمنياً أن أجد اليوم كويتياً يعمل في هذا القطاع في ظل عدم وجود خبرات في هذا المجال لاسيما أننا أعلنا مرتين عن التوظيف لهذا المنصب، لذلك نأتي بهذه الخبرات عالية الكفاءة ونضع معه المواطن ممن يحمل شهادة ليتعلم ويستفيد منه، فمفهوم التكويت ليس فقط اسم تكويت المناصب فنحن مطالبون بالربحية».
تسريب وعجلات
أبدى الدخان انزعاجه من «تسريب كتاب الطيران المدني» مؤكداً أن توقيت التسريب يثير الشكوك، لافتاً من جانب آخر إلى أن «الكويتية» كان لديها مشكلة في ارتفاع نسبة تلف الإطارات، والشركة تحقق في الموضوع، إذ وصل عدد العجلات التي تم تبديلها خلال يونيو 2023 إلى نحو 56 عجلة.