يجتمع قادة دول «بريكس» اعتباراً من الغد في جوهانسبرغ، في قمة ترمي إلى توسيع نفوذ التكتل والدفع باتجاه تحول في السياسة العالمية.

ويستضيف رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا رؤساء البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا في القمة السنوية للتكتل، لمدة ثلاثة أيام.أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قرر عدم الذهاب إلى جوهانسبرغ في ضوء مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحقه، فسيشارك في القمة عبر الفيديو، بحضور وزير خارجيته سيرغي لافروف.

Ad

وتمثل دول «بريكس» مليارات الأشخاص عبر ثلاث قارات، مع اقتصادات تشهد مراحل متفاوتة من النمو، لكنها تتشارك أمراً واحداً: ازدراء نظام عالمي تقول إنه يخدم مصالح القوى الغربية الغنية.

وقال تشن شياودونغ، السفير الصيني في بريتوريا، إن «نظام الحكم العالمي التقليدي أصبح معطلا وقاصرا ودول بريكس أصبحت على نحو متزايد قوة راسخة للدفاع عن العدالة الدولية».

وأعربت 40 دولة على الأقل عن رغبتها في الانضمام للتكتل، بينها 23 قدمت طلبات رسمية لنيل عضويته.

وقال مندوب جنوب إفريقيا أنيل سوكلال إن أحد الأسباب التي تجعل الدول تصطف للانضمام إلى التكتل هو «العالم الشديد الاستقطاب، الذي زاد بالأزمة الروسية - الأوكرانية، وأجبر البلدان على الانحياز لإحداهما».

وأضاف أن «دول الجنوب لا تريد أن يُملى عليها من تدعم وكيف تتصرف وتدير شؤونها السيادية. إنها قوية بما يكفي الآن لتأكيد مواقفها».

وبحسب سوكلال، فإن دول بريكس بعثت الأمل لدول تتطلع لإعادة رسم «الهيكل» العالمي، متابعا: «الأسواق الرئيسية تقع في جنوب العالم لكننا ما زلنا على هامش صنع القرار العالمي».

وبرأي المحاضر في جامعة ليمبوبو، ليبوغانغ ليغودي، فإن العديد من الدول الحريصة على الانضمام إلى المجموعة «تنظر إلى بريكس كبديل للهيمنة الحاليةعلى الشؤون العالمية».

وخلال القمة، سيشارك مسؤولون من نحو 50 دولة أخرى في برنامج «أصدقاء بريكس» الذي سيعقد في مركز للمؤتمرات في ساندتون بجوهانسبرغ، وتعقد قمة «بريكس» هذا العام تحت عنوان «بريكس وافريقيا: شراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة».

وبالنسبة إلى ستيفن غروز من «مشروع إفريقيا - روسيا» في معهد جنوب إفريقيا للشؤون الدولية فإن القمة تنعقد في «منعطف حرج»، مبينا أن «النظام الحالي المتعدد الأطراف يتعرض لضغوط».

وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا، في اجتماع للحزب الوطني الحاكم، أمس الأول، «سنعقد قمة رائعة، ووجود هذا العدد الكبير من القادة يُظهر نفوذنا وتأثيرنا» في العالم.

لكن الخبراء، الذين يراقبون دول «بريكس» عن كثب، ليسوا متفائلين جدا بشأن نتائج القمة، وقال غروز: «لا أعتقد أن القمة ستسفر عن تلك النتائج الدراماتيكية، لأن القوة لا تزال بأيدي الدول الغربية. الصين آخذة في الصعود لكنها ليست القوة المهيمنة حتى الآن».

وتمثل «بريكس» الآن %23 من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و%42 من سكان العالم، وأكثر من %16 من التجارة العالمية.