في عام 1938 طالب أهل الكويت أمير البلاد الشيخ أحمد الجابر، بالسماح بانتخاب مجلس تشريعي للمشاركة في صناعة القرار وسَنّ التشريعات بالكويت.
ورغم أن الأمر كان صعباً، واتخاذ القرار كان عسيراً، فإن الشيخ أحمد أعطى الموافقة وانتخبت مجموعة من الكويتيين مجلساً في الربع الأخير من عام 1938.
كان هذا المجلس يتكون من 14 عضواً، وكانت اجتماعاته تتم في «كشك الصقر» (مبنى من دورين يطلّ على الساحل في الحي القبلي)، وتم انتخاب الشيخ يوسف بن عيسى القناعي نائباً للرئيس، واختيار الشيخ عبدالله السالم بالتزكية رئيساً له، ودارت خلال عمره الذي امتد حوالي ثلاثة أشهر أحداث لم تشهد لها الكويت مثيلاً من قبل، ولكنها تعكس الدور السياسي الكبير الذي أراد الشعب أن يلعبه.
وقد تم حلّ المجلس بقرار من الشيخ أحمد، الذي رأى أن الأمور قد تؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه، وقد تسفر عن عدم استقرار يضرّ مصالح البلاد والعباد، لكنّه وافق على انتخاب مجلس آخر، فنشأ المجلس التشريعي الثاني عام 1939، وبلغ عدد أعضائه عشرين عضواً من خيرة رجال الكويت وتجّارها الذين سعوا جاهدين إلى تطوير الحياة السياسية في البلاد، ووضع أسس وأطر لمشاركة واعية، وإقامة نظام يحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
ورغم أن المجلس الثاني انتهى بالحل أيضاً من غير عودة، فإنه وضع قاعدة صلبة عن إيمان الكويتيين بحقوقهم في المشاركة السياسية، وصولاً إلى دستور اعتمدته البلاد عام 1962 ونعيش في ظله منذ ذلك الحين.
وهنا، لا أريد أن أكون قاضياً وأطلق حكماً بأن المجلس التشريعي وأعضاءه كانوا على حق، وأنهم لم يستطيعوا الوصول إلى تحقيق أهدافهم النبيلة، لكنني أريد أن أقول إن الكويتيين مارسوا دورهم الكبير في مجال السياسة وإدارة البلاد، وأنهم بسعيهم الحثيث وبتعاون مع الأسرة الحاكمة حققوا مرادهم، ووضعوا دستوراً تفخر به الكويت منذ عام 1962.
فهل ننسى رجالاً مثل عبدالله الحمد الصقر، والشيخ يوسف القناعي، وسليمان العدساني؟
هل ننسى سيد علي الرفاعي، ومحمد ثنيان الغانم، وحمد المرزوق، ومشاري البدر، وخالد الحمد، ومشعان الخضير، وعبداللطيف الغانم، وسلطان الكليب، وصالح الراشد، ويوسف المرزوق، ومحمد شاهين الغانم؟
ولكي نكون منصفين مع أنفسنا ومع ما حدث، ولسنا في حاجة إلى الخوض بتفاصيله، أقول إن اجتهاد المجلسين وآمالهما كانت تهدف إلى إرساء قواعد العدالة والمساواة انطلاقاً من اتفاقات مبرمة مع أسرة الحكم، وفي الوقت نفسه أقول إن قرارات الشيخ أحمد وأسرة الحكم نبعت من نفس المنطلقات ورغبت في تحقيق نفس الآمال، ولكن اختلف الطرفان في المنهج والمسيرة، ووصلت الأمور إلى طريق مسدود، فقد سُجن البعض، وهرب البعض، وقُتل القليل، وابتعد البعض، واعتزل البعض، وتوترت الأوضاع، وشحنت النفوس، وتفرّقت العائلات.
فهل ننسى كيف عاشوا فترة من التوتر الشديد خلال شهور المجلس التشريعي الستة مع أعز الناس لديهم وأقربهم منهم في سبيل تحقيق حياة كريمة للمجتمع الكويتي والشعب الكويتي؟ وهكذا نرى أن الكويتيين، بكل فئاتهم وطبقاتهم، ساهموا في الحياة السياسية ولعبوا دوراً أساسياً في إرساء قواعد المشاركة السياسية في البلاد، وكل ذلك حدث قبل النفط وحقبة الوفرة المالية... فهل ننسى دورهم؟!
أعضاء المجلس التشريعي الأول 1938
الشيخ يوسف بن عيسى القناعي
عبدالله حمد الصقر
سليمان خالد العدساني
عبداللطيف محمد الغانم
خالد عبداللطيف الحمد
سلطان إبراهيم الكليب
صالح عثمان الراشد
حمد داوود المرزوق
محمد شاهين الغانم
يوسف صالح الحميضي
يوسف مرزوق المرزوق
مشاري حسن البدر
سيد علي سيد سليمان الرفاعي
مشعان خضير الخالد
محمد ثنيان الغانم
أعضاء المجلس التشريعي الثاني 1939
الشيخ عبدالله السالم الصباح (رئيس المجلس) والأعضاء المنتخبون هم:
الشيخ يوسف بن عيسى القناعي
حمد داوود المرزوق
عبدالله حمد الصقر
سليمان العدساني
عبداللطيف محمد ثنيان الغانم
خالد عبداللطيف الحمد
سلطان إبراهيم الكليب
صالح عثمان الراشد
محمد شاهين الغانم
مشعان خضير الخالد
أحمد الخميس
علي البنوان
يوسف صالح الحميضي
علي عبدالوهاب المطوع
مشاري هلال المطيري
يوسف عبدالوهاب العدساني
مشاري حسن البدر
سيد علي سيد سليمان الرفاعي
نصف يوسف النصف
محمد أحمد الغانم