على غرار كل المعارك المتواصلة في السودان بلا هوادة منذ 5 أشهر، استمر غموض الوضع بمعسكر المدرعات ومجمع الذخيرة في منطقة الشجرة العسكرية شديدة التحصين بالخرطوم لليوم الثالث توالياً، مع إصرار الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان على أنه لا يزال مسيطراً على المنطقة الاستراتيجية، في حين أعلنت قوات الدعم السريع بزعامة محمد حميدتي (دقلو) «النصر الكبير على الفلول».
ومع انتقال المعارك إلى داخل أسوار سلاح المدرعات ومناطق التماسّ القريبة من أحد أهم الحصون الاستراتيجية للجيش وكبار الضباط، ادّعى الطرفان السيطرة على المقر الاستراتيجي.
وبعد معارك عنيفة استمرت يومين، أعلن الناطق باسم الجيش، العميد نبيل عبدالله، التصدي لهجوم «الدعم السريع» على سلاح المدرعات ومجمع الذخيرة بمنطقة الشجرة، مبيناً أن القوات المسلحة قتلت وجرحت المئات من عناصرها أثناء محاولتهم عدة مرات اقتحام المقرّين، وقامت بتمشيط محيط سلاح المدرعات ومطاردة الميليشيات المتمردة.
في المقابل، قالت «الدعم السريع» إنها «حققت نصراً كبيراً في معركة سلاح المدرعات، وكبّدت قوات البرهان وفلول النظام البائد خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد». وأضافت أنها «بسطت سيطرتها على أجزاء واسعة من معسكر المدرعات في عدد من المحاور، ودفعت قوات العدو إلى الفرار والاحتماء ببعض المباني المجاورة، وجار مطاردتهم وتنظيف المنطقة».
وفي حين استمرت المواجهات بعاصمة ولاية جنوب دارفور، أصدر البرهان، ليل الاثنين ـ الثلاثاء، قراراً بترقية جميع ضباط صف وجنود الفرقة الـ 16 مشاة بمدينة نيالا عاصمة للرتبة الأعلى، اعتباراً من تاريخ صدور القرار.
ونعى البرهان قائد الفرقة الـ16 مشاة بمدينة نيالا، اللواء الركن ياسر فضل الله الخضر، قائلًا: «اغتالته يد الغدر والخيانة وهو يؤدي واجبه المقدس في الدفاع عن الوطن».
ونقلت وسائل إعلام محلية أن قائد الفرقة الـ16 التابعة للجيش قتل برصاص أحد جنوده داخل مقر قيادته.
واحتدمت المواجهات بين الجيش و»الدعم السريع» في عدد من الأحياء القديمة بمدينة أم درمان، لكن بوتيرة أخفّ، من دون استخدام سلاح المدفعية من منطقة وادي سيدنا العسكرية والاكتفاء بعمليات الاستطلاع الجوي إلى الآن.
إلى ذلك، أفادت منظمة «أنقذوا الأطفال» أنّ ما لا يقلّ عن 498 طفلاً «وربّما مئات آخرين» ماتوا جوعاً في السودان خلال 4 أشهر من الحرب.
وحذّر مدير المنظمة بالسودان، عارف نور، في بيان، من أنّه في بلد كان يعاني ثلث سكانه قبل الحرب الجوع، «يموت الأطفال من الجوع في حين كان من الممكن تجنّب ذلك تماماً».
وعلى بعد 50 كلم من المعارك، نشأ سوق جديد يحمل اسم «دقلو»، على جانبَي الطريق الرابط بين الخرطوم ومدينة ود مدني جنوباً يعرض بضائع جديدة من أجهزة كهربائية ومواد بناء وقطع غيار سيارات إلى الأدوية والمواد الغذائية بأقل من سعرها بـ 4 مرات على الأقل، ولكن بشرط ألّا تسأل عن مصدر البضاعة إذا رغبت في الشراء.
ومع انتشار الفوضى والنهب، أكد سكان العاصمة أن أسواقاً تحمل الاسم نفسه نشأت في الخرطوم وضواحيها، حيث يشكو الجميع نهب ممتلكاتهم في ظل المعارك المستمرة.
وقال مصدر أمني إن «البضائع المعروضة في هذه الأسواق مسروقة».