تعليقاً على مقال نشره في 18 الجاري 9 سفراء ودبلوماسيين معتمدين لدى البلاد حول صفقة الحبوب، قال السفير الروسي لدى البلاد فلاديمير جيلتوف، في بيان تلقّت "الجريدة" نسخة منه: "لقد أقدمت مجموعة السفراء الغربيين التسعة أخيراً على ترويج روايتهم لحالة صفقة الحبوب المسماة بمبادرة الحبوب للبحر الأسود. وجاءت هذه الخطوة الجماعية في محاولة لفرض التصوّر الغربي المسيّس لأسباب الأزمة الغذائية التي يعيشها العالم حاليا في ضوء التحديات والمخاطر للأمن الغذائي".
وأضاف: "كالمعتاد، توجّه أصابع الاتهام الغربية الى روسيا لتحميلها المسؤولية المزعومة عن ارتفاع أسعار الأغذية جراء خروجها من صفقة الحبوب. وها هي القصة الغربية المتداولة التي توجّه الى دول الجنوب العالمي الرافضة لدعم الأجندة الغربية في المعضلة الأوكرانية، والواقع أن الكثير من هذه الدول تعاني فعلا ارتفاع الأسعار الذي تكمن أسبابه الحقيقية في سياسات وتصرّفات الحكومات الغربية الساعية الى تحقيق غاياتها الجيوسياسية استرشادا بمبدأ (الهدف يبرر الوسيلة)".
وتابع جيلتوف: "ومن هذا المنطلق، تروي قصة السفراء التسعة الغربيين نصف الحقيقة حول تطبيق صفقة الحبوب للبحر الأسود تفاديا للوقائع الدامغة، وتضليلا للرأي العام الكويتي والقارئ المحترم".
وأضاف: "أولا، لم تذكر القصة الغربية نسبة الحبوب الأوكرانية المصدرة الى الدول الفقيرة في أثناء تطبيق صفقة الحبوب، ويكمن سبب هذا النسيان الغربي في الرغبة في إخفاء الحقيقة، وهي تنص على أن أقل من 3 بالمئة فقط (922 ألف طن) من إجمالي الصادرات الأوكرانية في إطار صفقة الحبوب (33 مليون طن). والسؤال: الى أين إذن ذهبت حصة الأسد من الحبوب الأوكرانية؟ والجواب: الى الدول الأوروبية الغنية (وخاصة إسبانيا)، الى جانب تركيا والصين. وفي ضوء هذه الوقائع، كل الروايات الغربية حول الاهتمام بتوفير الغذاء للدول المحتاجة الأقل ثروة عبارة عن كلام فارغ يندرج في سياق الحملة الغربية بهدف تبرير السياسات المعادية لروسيا، وبالتالي منع وصول الحبوب الروسية بكمية ضخمة الى سوق الغذاء العالمية من أجل استقرارها والسيطرة المستدامة على الأسعار".
وتابع: "ثانيا، لم تذكر القصة الغربية الجزء الثاني من صفقة الحبوب وهو يتعلق بتوريدات الحبوب الروسية، حسب مذكرة روسيا - الأمم المتحدة. أما هذا الجزء من الصفقة فلم ينفذ جملة وتفصيلا بسبب تصرفات الدول الغربية الرافضة لتوفير الإمكانات الخاصة بالتحويلات والمدفوعات البنكية مقابل توريدات الحبوب الروسية الى الدول المحتاجة وغيرها من المتطلبات".
ولفت السفير الروسي إلى نقطة ثالثة قائلاً: "لم تذكر القصة الغربية القدرات التصديرية لكل من روسيا وأوكرانيا. فتشكّل حصة روسيا في سوق القمح العالمية 20 بالمئة، ولا تزيد حصة أوكرانيا على 5 بالمئة.
وهذه الأرقام والوقائع هي خير دليل على التلاعب الغربي بورقة الحبوب للبحر الأسود، وبالتالي بالامن الغذائي العالمي لما فيه مصلحة استمرار الحملة المعادية لروسيا وشيطنتها من خلال ترويج البروباغندا الغربية، تجاهلا لمصالح دول الجنوب العالمي الأكثر حاجة الى الاستقرار في الأسعار، وتأمين الأمن الغذائي العالمي من خلال توفير الإمكانات للدول الإفريقية والآسيوية لشراء الحبوب من أكبر مصدّر لها".