إيران: خلافة المرشد تطيح نائب رئيسي وتضع حكومته في قبضة الحرس الثوري
• سباق محموم نحو مجلس الخبراء يطغى على انتخابات البرلمان وقانون الحجاب
في تطور معطوف على سلسلة صراعات داخل إيران، أبرزها السباق على خلافة المرشد الأعلى علي خامنئي، قدّم نائب الرئيس محمد مخبر استقالته من منصبه بعد خلافات واتهامات بالفشل في إدارة الشؤون الاقتصادية، والصدام مع الحرس الثوري.
وقال مصدر مطلع بمكتب الرئيس لـ«الجريدة»، إن الرئيس إبراهيم رئيسي لم يقبل طلب استقالة مخبر حتى لحظة كتابة هذا الخبر، مشيراً إلى أن الأخير منذ بدء عمل الحكومة واجه مشاكل كثيرة مع مجموعة الحرس المتنفذة، وأدت الخلافات بينهما أيضاً إلى استقالة محسن رضائي القائد السابق للحرس، والذي عيّنه رئيسي مساعداً اقتصادياً له.
وكان رئيسي، الذي يفتقر للتجربة الإدارية والاقتصادية، عيّن مخبر نائباً له، وسلّمه مسؤولية كل الشؤون الاقتصادية، ليديرها نيابة عنه.
وانتشرت شائعات في وسائل الاعلام تفيد بأن برويز فتاح رئيس مؤسسة المستضعفين (أكبر كارتل اقتصادي متعلق لمكتب المرشد الأعلى علي خامنئي) والقائد السابق لمقر خاتم الأنبياء (أكبر مجمع اقتصادي للحرس الثوري)، مرشح لتولي منصب نائب رئيس الجمهورية بدلاً من مخبر.
وعملياً، سيتراجع رئيسي عن دعمه للمجموعة الموالية لوالد زوجته سادن الحرم الرضوي وإمام جمعة مشهد أحمد علم الهدى، وسيسلّم زمام إدارة الشؤون الاقتصادية كلها للحرس الثوري.
ويأتي هذا الأمر ضمن الصراع على خلافة المرشد بين المجموعات السياسية ورئيسي، الذي يؤيده الأصوليون المتطرفون ويستبعده الحرس الثوري، الذي يعلم أنه بحاجة شديدة لدعمه، وبالتالي فإن إزاحة مخبر ستكون إرضاءً لقادة الحرس.
وكانت وسائل الإعلام الموالية للحرس شنّت حملة عنيفة ضد زوجة الرئيس جميلة علم الهدى لمشاركتها في عدد من الفعاليات السياسية الداخلية والخارجية بصفتها السيدة الأولى، ما اضطرها للاعتراف بأن هذا المسمى يعود إلى زوجة المرشد منصوره خجسته باقرزاده.
واتهمت أذرع الحرس علم الهدى بالتدخل في تعيين وتغيير مديرين كبار، والسيطرة على الشؤون الإدارية والحكومية عبر مخبر الذي يكنّ الولاء لوالدها.
في السياق، اعتبر البعض أن تحكّم الحرس في كل الأمور المفصلية أجبر رئيسي على تسليم ملف الاقتصاد كله له، والنأي عن الخلافات بين الأجهزة الاقتصادية، ليتفرغ للعمل لتولي خلافة المرشد.
من جهة أخرى، أكد مصدر من أعضاء مجلس خبراء القيادة، أنه مع انشغال الإيرانيين بأمور مثل قانون الحجاب وانتخابات مجلس الشورى، فإن الموضوع الأهم حالياً هو انتخابات مجلس خبراء القيادة، الذي سيتم بالتزامن مع انتخابات البرلمان، لأن الأعضاء الجدد يمكن أن يقوموا بتعيين المرشد المقبل، أو تعيين مجلس قيادي يدير إيران في حال وفاته.
وأوضح المصدر أن معظم الأعضاء الحاليين لمجلس خبراء القيادة يدعمون موضوع تشكيل مجلس قيادي يتولى تسيير الشؤون المرتبطة بالمرشد، ويتولى رئيسه مهام المرشد بشكل دوري، ولكن بعد تغيير أعضاء مجلس القيادة يمكن أن تتغير الأكثرية الداعمة لتعيين مرشد ثابت أو مجلس قيادي.
وحسب المصدر فإنه إذا تم تشكيل مجلس قيادي فمن الممكن تعيين أعضاء يمثلون الاتجاهات السياسية المختلفة في هذا المجلس، ويمكن لهؤلاء التأثير على القرارات، ولكن إذا ما تقرر تعيين مرشد ثابت فيجب على مجلس القيادة انتخاب شخص تابع لاتجاه سياسي واحد ترضى به جميع الاتجاهات السياسية، ومثل هذا الشخص غير موجود حالياً.