مذيعة أجرت مقابلة تلفزيونية مع الكوميدي الأميركي الأسود الشهير ستيف هارفي، وسألته إن كان لديه صديقة، فيرد قائلاً: «إنه لا يملك صديقات ليس لأنه متزوج ولكن لأن نهاية أي صداقة مع أي فتاة ستحمل في طياتها عاجلاً أم آجلاً رغبة جنسية»، هذا ما يقوله أميركي تعود على النظر إلى أي فتاة عذراء ليس لديها (Boy Friend) نظرة الشك في صحتها العقلية، ثم يقول للمذيعة: أنت امرأة جذابة وهناك شباب ينجذبون نحوك، وأي منهم سيقول لك نحن أصدقاء، ولكن هذا ليس صحيحاً، هو صديقك فقط لأنك أوضحت له بصراحة بأن علاقتكما يجب ألا تتخطى حدود الصداقة.
وسيظل صديقك ما دام الشرط قائماً، متمنياً أن يحدث تغيير في صياغة العقد الشفهي، أو شرخ في باب هذه الصداقة أو تصدع في درع هذه العلاقة، وصدقيني هذا الشخص الذي تظنينه صديقك المخلص، سيتسلل إليك بمجرد أن يجد فرصة للوصول إلى مبتغاه الجنسي، لماذا؟ لأننا رجال، ومثل هذا السلوك موجود في عقلية 99.9% من الرجال، ويقصد الرجال الأميركيين المنفتحين على الحضارة الغربية الإباحية، والمتعودين على نمط تكوين صداقة مع الجنس الآخر منذ الصغر.
ثم يكمل السيد هارفي كلامه: «وقد تقول هذه الحقيقة لفتاة، فترد عليك بغضب: هذا غير صحيح، لدي الكثير من الأصدقاء الرجال لا يتجاوزون حدود هذه الصداقة، وأنا أرد نعم، هم لا يتجاوزون حدود هذه الصداقة لأنهم يعرفون أنه لا شيء آخر ممكن أن يحدث «الآن» أو فيما بعد ما بقي الشرط، سأخبرك بشيء آخر، حاولي أن تسألي أياً من أصدقائك الرجال بطريقة مؤدبة وودودة: هل تمانع لو خرجت معك في موعد (Date)؟ وما عليك إلا أن تلاحظي «الألعاب النارية» التي تغلف السعادة الغامرة الظاهرة على وجه هذا الصديق بمجرد سماع هذه الدعوة». انتهى الاقتباس.
وإذا كانت هذه نظرة الرجال الأميركيين تجاه أي فتاة صديقة، وإذا كانت هذه هي عقلية أي شاب غربي لديه صديق أو صديقة، ويتمتع الجميع بحرية الخروج إلى البارات أو إلى شقة أحدهم وممارسة الرذيلة، دون الخوف من عواقب هذه العلاقة المحرمة أصلاً عند المسيحيين، وهي الزنى أو (Adultery)، فما بالك بنظرة الشباب الشرقيين الذين يفتقرون إلى وجود علاقة بريئة بين الرجل والمرأة أو بين الشاب والفتاة، خارج نطاق العمل أو البيت؟
هل تذكرون الرسوم المتحركة وكيف كان الثعلب ينظر إلى الدجاج المنتشر في باحة بيت المزارع، وكيف كان يتخيلها وكأنها مجموعة من الدجاج على سيخ الشواية؟ هل يعقل أن يكون هذا بالضبط هي نظرة الشباب إلى أي فتاة مهما كانت خلوقة ومهذبة ومؤدبة؟ وإذا كان السيد ستيف هارفي يقول عن الشباب الأميركي بأن 99.9% منهم ينظرون إلى الفتاة نظرة جنسية، فما بالك بنظرة الشباب الشرقي المحروم من أي علاقة مع الجنس اللطيف؟ ومع ذلك أقول إن التعميم خطأ وبيننا يعيش كثيرون ينظرون إلى الجنس الآخر كالأخت العزيزة والابنة المؤدبة والأم الحنون والزوجة العطوف، ويعرفون أن كل هؤلاء ينظرون إلى الآخرين بعين الاحترام والتقدير، لأنه وببساطة شديدة «لو خليت خربت».