تعد الكلى من أهم الأعضاء في الجسم، فهي التي تخلص الجسم من السموم الموجودة في الأطعمة أو الأدوية أو المشروبات، وتنقي الدم من الشوائب التي قد تؤذي الجسم، كما أنها المسؤولة عن هرمونات تنظيم ضغط الدم وموازنة السوائل في الجسم وإدرار البول، لذلك يتطلب من الشخص المحافظة على كمية شرب الماء والسوائل الصحية ونوعيتها للمحافظة على صحتها وكفاءتها العملية مع الحياة.
غير أنه مع بداية الصيف والجو الحار يعمد الكثيرون إلى السفر إلى الأماكن الباردة أو المبردة بواسطة أجهزة التكييف، والاعتياد على الجلوس في الأماكن المغلقة الباردة، فينسون شرب الماء والسوائل، كما أن الإكثار من شرب القهوة والشاي يعمل على إدرار البول وخروج السوائل من الجسم بوقت أقصر، وعدم الشعور بالعطش، مما ينذر بأمراض كثيرة لا يشعر بها الشخص إلا عند الطوارئ واستدعاء الإسعافات الطبية بسبب احتشاء فيها.
ومع التغير المناخي الحاصل وارتفاع درجات الحرارة في كثير من دول العالم، وقفنا وزملاءنا من خبراء التغذية العلاجية في حملات تطوعية توعوية في المجتمع، ولفت انتباه المرضى إلى أهمية النظام الغذائي الصحي الذي يضمن صحة ونشاط الكلى، وخلوها من الحصوات أو العمل على عدم تكوينها، شريطة انخفاض ملح الصوديوم فيها والكوليسترول، ويستعاض عنها بالمأكولات الغنية بالخضار والفواكه والحبوب الكاملة، واللحوم الطرية والبيض والمكسرات النيئة.
كما ننصح بشرب الماء الكافي، ويفضل من آنية فخار أو من خلال فلتر فحم لتنقية المياه، والامتناع عن المأكولات الجاهزة والسريعة التي تحتوي على نسب عالية من مختلف الأملاح التي تضر بالصحة عامة والكلى خاصة، لا سيما لمن يقوم بعمليات غسلها.
إن تحضير الوجبات الخفيفة والسريعة في المنزل يعطي متعة أكبر باختيار المواد الصحية للوجبة، كما أن عدم الاستعانة بالمعلبات التي تعد غير صحية أصلا وترفع معدل الأملاح عامة وليس الصوديوم فقط أمر غير مرغوب فيه، فمع التقدم في العمر يفضل إضافة العصائر الطازجة خلال اليوم وقبل النوم بساعتين على الأقل، والمحافظة على تفريغ المثانة، أعزكم الله، قبل النوم مباشرة، وهو ضروري عند مرضى الضغط ومن يستعملون مدرات البول أو التوت البري أو الهندباء أو شراب البقدونس والشعير، أو العرعر لتطهير المسالك البولية.
ويعدّ النوم الهادئ ساعة القيلولة ظهراً والنوم باكراً ليلاً وسلامة القلب والمحافظة على ضغط الدم الطبيعي، من العوامل المهمة لسلامة الكلى والصحة عامة، كما أن سلامة البروستاتا من التضخم أو الالتهابات والمحافظة عليها من الأمور المهمة لسلامة الكلى، وشرب الماء الكافي مع العلاجات والمكملات الغذائية خلال اليوم أيضاً من الأمور الحتمية لمساعدة الكلى في تنقية الدم وتحفيزها للتخلص من الجرعات الزائدة والسموم الدوائية والغذائية التي قد تتسبب في تكون حصيات في الكلى أو المرارة (إذا كانت دهنية كما يستعملها الرياضيون بكثرة)، علما أن الرياضة والنشاط البدني ضروريان للمحافظة على سلامة الكلى وتجديد السوائل عليها.