أنهت أسعار النفط تعاملات جلسة الجمعة، على ارتفاع لكنها انخفضت للأسبوع الثاني على التوالي، وسط تزايد المخاوف بشأن الإمدادات إلى جانب قوة الدولار الأميركي.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 1.12 دولار أو 1.34% لتبلغ عند التسوية 84.48 دولاراً للبرميل، فيما سجلت خسائر أسبوعية بنسبة 0.38%.

Ad

وارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي «نايمكس» نحو 78 سنتاً أو 0.99% لتبلغ عند التسوية 79.83 دولاراً للبرميل، في المقابل سجلت تراجعاً أسبوعياً بنسبة 1.75%.

وأدى حذر المستثمرين قبيل خطاب رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول في ندوة «جاكسون هول» إلى رفع الدولار، الذي يعتبر ملاذاً آمناً إلى أعلى مستوى في 10 أسابيع، في أكبر مكاسب له خلال شهر، إذ تنتظر الأسواق أي مؤشرات حول المدة التي ستبقى فيها أسعار الفائدة مرتفعة.

ويزيد ارتفاع الدولار تكلفة النفط بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، مما يؤثر سلباً على الطلب.

وقال باول، إن المرونة المتواصلة في الاقتصاد الأميركي قد تتطلب زيادات إضافية في أسعار الفائدة.

وألقى باول، يوم الجمعة، في كلمة حظيت بمتابعة وثيقة، الضوء كذلك على الطبيعة غير المؤكدة للأفق الاقتصادي الأميركي.

وأشار إلى أن الاقتصاد ينمو بشكل أسرع من المتوقع هذا العام، وأن المستهلكين مستمرون في الإنفاق بوتيرة سريعة، وهي اتجاهات يمكن أن تبقي ضغوط التضخم مرتفعة.

كما كرر تصميم مجلس الاحتياطي الفدرالي على إبقاء سعر الفائدة الرئيسي مرتفعاً حتى يتم تخفيض زيادات الأسعار إلى مستهدف البنك المركزي الأميركي البالغ 2%.

وتابع أيضاً: «نحن على استعداد لرفع أسعار الفائدة أكثر إذا كان ذلك مناسباً، ونعتزم الإبقاء على السياسة عند مستوى مقيد حتى نكون واثقين من أن التضخم يتحرك بشكل مطرد نحو هدفنا».

إلى ذلك، توقع بنك «مورغان ستانلي» أن تتلقى أسعار خام برنت دعماً لتستقر بالقرب من 80 دولاراً للبرميل، إذ من المرجح أن تظل سوق النفط تعاني عجزاً في النصف الثاني من 2023 قبل أن تعود لتحقيق فائض صغير في العام المقبل.

وقال محللون في البنك في مذكرة الخميس، إن «أسواق المنتجات المكررة القوية وتخفيضات أوبك الكبيرة تدعم أسعار الخام».

ورفع مورغان ستانلي توقعاته لأسعار خام برنت للربع الثالث من العام إلى 85 دولاراً للبرميل من 75 دولاراً، كما رفعها للربع الأخير إلى 82.50 دولاراً من 70 دولاراً. وجرى تداول خام برنت عند نحو 84 دولاراً للبرميل امس الجمعة، وفق رويترز.

وقال البنك، إنه على الرغم من أن تخفيضات الإنتاج التي تطبقها «أوبك» سيكون لها تأثير إيجابي على أسعار النفط في المستقبل القريب، فإن الطاقة الفائضة عند أعلى مستوياتها منذ 20 عاماً وقد يؤثر انخفاض الحصة السوقية للمجموعة سلباً على الأسعار في المدى الأطول.

وقررت السعودية تمديد تخفيضاتها الطوعية لإنتاج النفط بمقدار مليون برميل يومياً حتى سبتمبر، وتقول المملكة، إنها قد تمددها فترة أطول من ذلك كما قد تزيد حجمها.

ورفع مورغان ستانلي توقعاته للطلب على النفط في 2023 إلى 2.1 مليون برميل يومياً من 1.8 مليون برميل.

وأفادت مصادر تجارية وبيانات للشحن وحسابات لـ«رويترز» بارتفاع صادرات النفط الخام من موانئ روسيا الغربية في أغسطس بشكل طفيف عن يوليو رغم تعهد موسكو بخفض صادراتها من النفط بواقع 500 ألف برميل يومياً.

وتظهر البيانات أن شحنات النفط في أغسطس لا تزال أقل بكثير من أعلى مستوى للصادرات في أربع سنوات سجلته موسكو في مايو.

وأفادت المصادر التجارية وبيانات الشحن وحسابات «رويترز» بأن إجمالي صادرات النفط الخام من الموانئ الواقعة في غرب روسيا بلغت في أغسطس نحو 7.7 ملايين طن (1.8 مليون برميل يومياً)، مقارنة مع 7.5 ملايين طن في يوليو (1.77 مليون برميل يومياً).

وتعهدت موسكو الشهر الماضي بخفض صادراتها بنحو 500 ألف برميل يومياً في الشهر الجاري، بالتزامن مع إعلان السعودية، أكبر منتج في «أوبك»، تمديد خفض الإنتاج.

لكن بما أن روسيا لم تقدم مستوى الأساس لخفض الإمدادات، فإن زيادة شحنات النفط في أغسطس مقارنة مع يوليو لا تعني أن موسكو لا تفي بتعهدها.