حقائق عن أصل الفكرة.. متى عرف البشر الذكاء الاصطناعي؟
يصادفك على منصات التواصل الاجتماعي، يومياً، منشورات تشرح لك أداة ذكاء اصطناعي جديدة تقدم خدمة ربما لم تكن تتوقعها.
مثلاً، يُمكن لطالب جامعي أن يستخدم أداة ذكاء اصطناعي تكتب له بحثاً علمياً من دون أن يفكر، في المقابل وبسرعة فائقة، يبتكر المبرمجون أداة ذكاء اصطناعي أخرى تمكن أستاذه من كشف هذا الغش.
أذهل الذكاء الاصطناعي التوليدي العالم، وحيرت أدواته الناس، وأصابهم قلق على مستقبلهم الذي تتحكم فيه تكنولوجيا متسارعة التطور، إذ يقول يقول خبراء إنه «سيجعل معظم الناس في وضع أفضل خلال العقد المقبل»، لكن هناك «مخاوف من كيفية تأثيره على فكرة أن تكون إنساناً تمارس الإرادة الحرة».
كيف ظهر الذكاء الاصطناعي؟ هل كان وليد صدفة؟ أم أن عقلاً استثنائياً ابتكره؟ هل فعلتها شركات التكنولوجيا الكبرى وخلقت أدوات تتحكم بالبشر؟ وقد يكون أغرب سؤال: ما علاقة مسرحية «بجماليون» للكاتب المسرحي، جورج برنارد شو، بالذكاء الاصطناعي التوليدي؟
أول من فكر في الذكاء الاصطناعي التوليدي
لو سئلت: من أول شخص فكر بالذكاء الاصطناعي التوليدي؟ غالباً، سيخطر في بالك شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل «غوغل» و«مايكروسوفت» و«ميتا».
وربما أسماء شخصيات لمعت مثل، سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة «أوبن آيه أي» التي أطلقت «تشات جي بي تي».
لكن هل تعلم أن قصة الذكاء الاصطناعي التوليدي بدأت عام 1966، حينما ابتكر عالم الحاسوب الألماني، جوزيف وايزنباوم، في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، برنامج «إليزا» وهو أول تقنية تسمح بمحادثة بين البشر والآلة.
برنامج «إليزا» هو أول روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي، أطلق عليه اسم (chatbot)، وحينها استخدم للقيام بمهمة معالج نفسي وهمي، يُحاكي البشر ويتفاعل معهم، تماماً كما يفعل الذكاء الاصطناعي التوليدي هذه الأيام.
استوحى وايزنباوم اسم البرنامج «إليزا»، الذي أسس لفكرة الذكاء الاصطناعي التوليدي من شخصية، إليزا دوليتل، في مسرحية «بجماليون» للكاتب المسرحي، جورج برنارد شو، عام 1913.
ما علاقة المسرحية؟
تحكي مسرحية «بجماليون» قصة البروفيسور، هنري هيغينز، أستاذ في علم الصوتيات، الذي أصر على جعل فتاة فقيرة اسمها، إليزا دوليتل، سيدة من الطبقة الأرستقراطية في بريطانيا.
كانت إليزا تبيع الورد، ومن عامة الناس، كلامها سوقي، ولا يتوقع أحد أن تتقن فن التحدث مع أهل الطبقة الأرستقراطية.
وفي أحداث المسرحية يدخل البروفسور هيغينز في تحد مع صديق له ليبرهن على قدرته جعل إليزا تتقمص شخصية دوقة في حفل.
اعتمد هيغينز على استراتيجية نفسية تجعل إليزا تعيد صياغة مفردات الكلام الموجه لها، فتخاطب الناس بعبارات ابتكرتها من كلامهم معها، وهذا هو المفهوم الذي يمكن البناء عليه للتعامل مع الآلة، إعادة صياغة مدخلات البشر لتقديمها لهم على شكل مخرجات.
المفارقة أن العالم وايزنباوم، الذي اخترع برنامج إليزا، سعى لإثبات مدى سطحية المحادثة بين الإنسان والآلة.
لكن النتائج جاءت معاكسة، فقد انبهر الناس بما توصل إليه وايزنباوم، وانخرطوا في محادثات طويلة مع الآلة من خلال برنامج قادر فقط على جعل الآلة تعكس كلمات المستخدمين وتحاكيهم بها.
كان وايزنباوم منزعجاً جداً من رد فعل الناس المعجبين بالبرنامج، لدرجة أنه أمضى بقية حياته يُحذّر من مخاطر أجهزة الحاسوب والتكنولوحيا المتقدمة على عقول البشر.
لم يكن وايزنباوم يعرف أن برنامج «إليزا» سيدفع شركات التكنولوجيا لتطوير منصات وأدوات مذهلة في الذكاء الاصطناعي التوليدي.
صحيح أن وايزنباوم صاحب أول تجربة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، لكنه ليس الأول في طرح فكرة الذكاء الاصطناعي العام الذي بني أساسا على جهد باحثين وصفوا بـ«الآباء المؤسسين» للذكاء الاصطناعي.
من هم «الآباء المؤسسون» للذكاء الاصطناعي؟
ولدت الفكرة من أطروحة فلسفية معقدة تقول مقدمتها «هل تستطيع الآلة التفكير؟» للوصول إلى نتيجة، علينا أن نحدد معنى مصطلحي «الآلة" و"التفكير».
ستقودنا إجابة السؤال إلى «الأمل بأن تتنافس الآلات في نهاية المطاف مع البشر»، ولكن «ما هي أفضل الأشياء للبدء بها؟ هذا قرار صعب».
في الواقع، «لا أعرف ما هي الإجابة الصحيحة»، حتى الآن، «لا يمكننا أن نرى سوى مسافة قصيرة للأمام، ولكن يمكننا أن نرى الكثير مما يجب القيام به».
الأطروحة هذه قدمها عالم الرياضيات الإنكليزي، آلان تورينغ، عام 1950، ونشرت في النسخة 236 من مجلة «Mind» البحثية التي تاسست عام 1876.
من هذه الأطروحة بدأ التأسيس الفلسفي لمفهوم الذكاء الاصطناعي، الذي يشهد العالم أهم ابتكاراته اليوم.
فلا تصدق أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والابتكارات المذهلة تأتي بالصدفة، ولا بقدرات خارقة لأسماء لمعت وارتبطت بما يراه العالم اليوم.
فالعلم والتكنولوجيا يتقدمان بطريقة منطقية للغاية، وكل أطروحة علمية تُبنى أساساً على ما سبقها من جهد بحثي، وهذا ما حصل بعد ست سنوات من سؤال العالم تورينغ.
ففي عام 1956، استضاف عالم الحاسوب الأميركي، مارفن مينسكي، وأستاذ الرياضيات الأميركي، جون مكارثي، مشروع كلية دارتموث البحثي الصيفي حول الذكاء الاصطناعي (DSRPAI) في نيو هامبشير بالولايات المتحدة.
في ذلك الحدث «صيغت كلمة "الذكاء الاصطناعي»، رسمياً.
وفي اقتراحه، قال مكارثي إن «المشروع كان من المفترض أن يستمر على أساس التخمين بأن كل جانب من جوانب التعلم، أو أي سمة أخرى من سمات الذكاء، يمكن من حيث المبدأ، وصفها بدقة شديدة، بحيث يمكن صنع آلة لمحاكاتها».
هؤلاء العلماء أطلق عليهم «الآباء المؤسسون» للذكاء الاصطناعي الذي حددوا له خمسة مجالات: البحث، والتعرف على الأنماط، والتعلم، والتخطيط، والاستقراء.
في ذلك الوقت، اقترح مكارثي أن «أفضل أمل للذكاء الاصطناعي على المستوى البشري هو الذكاء الاصطناعي المنطقي، استناداً إلى إضفاء الطابع الرسمي على المعرفة المنطقية، والتفكير في المنطق الرياضي».
مرت عشرات السنوات على ما طرحه «الآباء المؤسسون» للذكاء الاصطناعي من قواعد، وفيها حققت شركات التكنولوجيا الكبرى قفزات هائلة، فأنتجت سيارات ذاتية القيادة، وروبوتات ذكية، وأجهزة يمكنها منافسة البشر في الذكاء وأداء المهمات، وبرامج معقدة تحاكي البشر عرفت بالذكاء الاصطناعي التوليدي. وخلق هذا الواقع أسئلة صعبة عن مستقبل البشر.
فهل هذا ما سعى إليه «الآباء المؤسسون» للذكاء الاصطناعي؟
يعرض سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشر كة «أوبن آيه أي»، مبادئ عامة تعبر عن فلسفة شركته إزاء الذكاء الاصطناعي، والتي تؤكد على أن الذكاء العام الاصطناعي يهدف إلى تطوير مستقبل البشرية، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر التي قد تنشأ عنه.
ويقول «نحن لا نتوقع أن يكون المستقبل مدينة فاضلة، ولكننا نريد تعظيم الخير وتقليل الشر، وأن يكون الذكاء الاصطناعي العام بمثابة مكبر للصوت للإنسانية»، و«نريد أن نجتاز المخاطر الهائلة بنجاح».
تخيل أن تورينغ، ومكارثي، ومينسكي ، ووايزنباوم، جلسا في قاعة يعرض فيها ألتمان فلسفته هذه، ماذا يقول هؤلاء العلماء؟
قد يفخرون بالإنجاز الذي أسسوا لفكرته، وربما يشعرون بالخيبة، فيكرر تورينع ما قاله عام 1950 «لا أعرف ما هي الإجابة الصحيحة».
وربما يصر وايزنباوم على انزعاجه الذي عبر عنه عام 1966 من انجرار البشر وراء آلات تحاكيهم بسطحية، أو يعيد مكارثي و مينسكي التأكيد على ما قدماه عام 1956 بأن «أفضل أمل على مستوى البشر، هو التركيز على الذكاء الاصطناعي المنطقي».
مثلاً، يُمكن لطالب جامعي أن يستخدم أداة ذكاء اصطناعي تكتب له بحثاً علمياً من دون أن يفكر، في المقابل وبسرعة فائقة، يبتكر المبرمجون أداة ذكاء اصطناعي أخرى تمكن أستاذه من كشف هذا الغش.
أذهل الذكاء الاصطناعي التوليدي العالم، وحيرت أدواته الناس، وأصابهم قلق على مستقبلهم الذي تتحكم فيه تكنولوجيا متسارعة التطور، إذ يقول يقول خبراء إنه «سيجعل معظم الناس في وضع أفضل خلال العقد المقبل»، لكن هناك «مخاوف من كيفية تأثيره على فكرة أن تكون إنساناً تمارس الإرادة الحرة».
كيف ظهر الذكاء الاصطناعي؟ هل كان وليد صدفة؟ أم أن عقلاً استثنائياً ابتكره؟ هل فعلتها شركات التكنولوجيا الكبرى وخلقت أدوات تتحكم بالبشر؟ وقد يكون أغرب سؤال: ما علاقة مسرحية «بجماليون» للكاتب المسرحي، جورج برنارد شو، بالذكاء الاصطناعي التوليدي؟
أول من فكر في الذكاء الاصطناعي التوليدي
لو سئلت: من أول شخص فكر بالذكاء الاصطناعي التوليدي؟ غالباً، سيخطر في بالك شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل «غوغل» و«مايكروسوفت» و«ميتا».
وربما أسماء شخصيات لمعت مثل، سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة «أوبن آيه أي» التي أطلقت «تشات جي بي تي».
لكن هل تعلم أن قصة الذكاء الاصطناعي التوليدي بدأت عام 1966، حينما ابتكر عالم الحاسوب الألماني، جوزيف وايزنباوم، في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، برنامج «إليزا» وهو أول تقنية تسمح بمحادثة بين البشر والآلة.
برنامج «إليزا» هو أول روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي، أطلق عليه اسم (chatbot)، وحينها استخدم للقيام بمهمة معالج نفسي وهمي، يُحاكي البشر ويتفاعل معهم، تماماً كما يفعل الذكاء الاصطناعي التوليدي هذه الأيام.
استوحى وايزنباوم اسم البرنامج «إليزا»، الذي أسس لفكرة الذكاء الاصطناعي التوليدي من شخصية، إليزا دوليتل، في مسرحية «بجماليون» للكاتب المسرحي، جورج برنارد شو، عام 1913.
ما علاقة المسرحية؟
تحكي مسرحية «بجماليون» قصة البروفيسور، هنري هيغينز، أستاذ في علم الصوتيات، الذي أصر على جعل فتاة فقيرة اسمها، إليزا دوليتل، سيدة من الطبقة الأرستقراطية في بريطانيا.
كانت إليزا تبيع الورد، ومن عامة الناس، كلامها سوقي، ولا يتوقع أحد أن تتقن فن التحدث مع أهل الطبقة الأرستقراطية.
وفي أحداث المسرحية يدخل البروفسور هيغينز في تحد مع صديق له ليبرهن على قدرته جعل إليزا تتقمص شخصية دوقة في حفل.
اعتمد هيغينز على استراتيجية نفسية تجعل إليزا تعيد صياغة مفردات الكلام الموجه لها، فتخاطب الناس بعبارات ابتكرتها من كلامهم معها، وهذا هو المفهوم الذي يمكن البناء عليه للتعامل مع الآلة، إعادة صياغة مدخلات البشر لتقديمها لهم على شكل مخرجات.
المفارقة أن العالم وايزنباوم، الذي اخترع برنامج إليزا، سعى لإثبات مدى سطحية المحادثة بين الإنسان والآلة.
لكن النتائج جاءت معاكسة، فقد انبهر الناس بما توصل إليه وايزنباوم، وانخرطوا في محادثات طويلة مع الآلة من خلال برنامج قادر فقط على جعل الآلة تعكس كلمات المستخدمين وتحاكيهم بها.
كان وايزنباوم منزعجاً جداً من رد فعل الناس المعجبين بالبرنامج، لدرجة أنه أمضى بقية حياته يُحذّر من مخاطر أجهزة الحاسوب والتكنولوحيا المتقدمة على عقول البشر.
لم يكن وايزنباوم يعرف أن برنامج «إليزا» سيدفع شركات التكنولوجيا لتطوير منصات وأدوات مذهلة في الذكاء الاصطناعي التوليدي.
صحيح أن وايزنباوم صاحب أول تجربة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، لكنه ليس الأول في طرح فكرة الذكاء الاصطناعي العام الذي بني أساسا على جهد باحثين وصفوا بـ«الآباء المؤسسين» للذكاء الاصطناعي.
من هم «الآباء المؤسسون» للذكاء الاصطناعي؟
ولدت الفكرة من أطروحة فلسفية معقدة تقول مقدمتها «هل تستطيع الآلة التفكير؟» للوصول إلى نتيجة، علينا أن نحدد معنى مصطلحي «الآلة" و"التفكير».
ستقودنا إجابة السؤال إلى «الأمل بأن تتنافس الآلات في نهاية المطاف مع البشر»، ولكن «ما هي أفضل الأشياء للبدء بها؟ هذا قرار صعب».
في الواقع، «لا أعرف ما هي الإجابة الصحيحة»، حتى الآن، «لا يمكننا أن نرى سوى مسافة قصيرة للأمام، ولكن يمكننا أن نرى الكثير مما يجب القيام به».
الأطروحة هذه قدمها عالم الرياضيات الإنكليزي، آلان تورينغ، عام 1950، ونشرت في النسخة 236 من مجلة «Mind» البحثية التي تاسست عام 1876.
من هذه الأطروحة بدأ التأسيس الفلسفي لمفهوم الذكاء الاصطناعي، الذي يشهد العالم أهم ابتكاراته اليوم.
فلا تصدق أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والابتكارات المذهلة تأتي بالصدفة، ولا بقدرات خارقة لأسماء لمعت وارتبطت بما يراه العالم اليوم.
فالعلم والتكنولوجيا يتقدمان بطريقة منطقية للغاية، وكل أطروحة علمية تُبنى أساساً على ما سبقها من جهد بحثي، وهذا ما حصل بعد ست سنوات من سؤال العالم تورينغ.
ففي عام 1956، استضاف عالم الحاسوب الأميركي، مارفن مينسكي، وأستاذ الرياضيات الأميركي، جون مكارثي، مشروع كلية دارتموث البحثي الصيفي حول الذكاء الاصطناعي (DSRPAI) في نيو هامبشير بالولايات المتحدة.
في ذلك الحدث «صيغت كلمة "الذكاء الاصطناعي»، رسمياً.
وفي اقتراحه، قال مكارثي إن «المشروع كان من المفترض أن يستمر على أساس التخمين بأن كل جانب من جوانب التعلم، أو أي سمة أخرى من سمات الذكاء، يمكن من حيث المبدأ، وصفها بدقة شديدة، بحيث يمكن صنع آلة لمحاكاتها».
هؤلاء العلماء أطلق عليهم «الآباء المؤسسون» للذكاء الاصطناعي الذي حددوا له خمسة مجالات: البحث، والتعرف على الأنماط، والتعلم، والتخطيط، والاستقراء.
في ذلك الوقت، اقترح مكارثي أن «أفضل أمل للذكاء الاصطناعي على المستوى البشري هو الذكاء الاصطناعي المنطقي، استناداً إلى إضفاء الطابع الرسمي على المعرفة المنطقية، والتفكير في المنطق الرياضي».
مرت عشرات السنوات على ما طرحه «الآباء المؤسسون» للذكاء الاصطناعي من قواعد، وفيها حققت شركات التكنولوجيا الكبرى قفزات هائلة، فأنتجت سيارات ذاتية القيادة، وروبوتات ذكية، وأجهزة يمكنها منافسة البشر في الذكاء وأداء المهمات، وبرامج معقدة تحاكي البشر عرفت بالذكاء الاصطناعي التوليدي. وخلق هذا الواقع أسئلة صعبة عن مستقبل البشر.
فهل هذا ما سعى إليه «الآباء المؤسسون» للذكاء الاصطناعي؟
يعرض سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشر كة «أوبن آيه أي»، مبادئ عامة تعبر عن فلسفة شركته إزاء الذكاء الاصطناعي، والتي تؤكد على أن الذكاء العام الاصطناعي يهدف إلى تطوير مستقبل البشرية، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر التي قد تنشأ عنه.
ويقول «نحن لا نتوقع أن يكون المستقبل مدينة فاضلة، ولكننا نريد تعظيم الخير وتقليل الشر، وأن يكون الذكاء الاصطناعي العام بمثابة مكبر للصوت للإنسانية»، و«نريد أن نجتاز المخاطر الهائلة بنجاح».
تخيل أن تورينغ، ومكارثي، ومينسكي ، ووايزنباوم، جلسا في قاعة يعرض فيها ألتمان فلسفته هذه، ماذا يقول هؤلاء العلماء؟
قد يفخرون بالإنجاز الذي أسسوا لفكرته، وربما يشعرون بالخيبة، فيكرر تورينع ما قاله عام 1950 «لا أعرف ما هي الإجابة الصحيحة».
وربما يصر وايزنباوم على انزعاجه الذي عبر عنه عام 1966 من انجرار البشر وراء آلات تحاكيهم بسطحية، أو يعيد مكارثي و مينسكي التأكيد على ما قدماه عام 1956 بأن «أفضل أمل على مستوى البشر، هو التركيز على الذكاء الاصطناعي المنطقي».