ينتظر لبنان زيارة المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين في منتصف الشهر الجاري للمشاركة بعد تأجيل مشاركته في إطلاق العمل بمنصة التنقيب عن النفط والغاز في البلوك 9. ويحمل هوكشتاين عنوانين أساسيين؛ الأول يتصل بمواكبة طرح دورة التراخيص للاستثمار في البلوكين 8 و10، المحاذيين لرقم 9 الذي بدأت أعمال التنقيب فيه.

وتقدمت «توتال الفرنسية» بطلب الحصول على الاستثمار بالبلوكين، وهذا ما سيُشرف عليه هوكشتاين، وسط معلومات تفيد بأن يكون العمل من نصيب التحالف نفسه العمال في البلوك 9، أي توتال وإيني الإيطالية وشركة قطر للبترول.

Ad

وإلى جانب مواكبة هوكشتاين لهذا الملف، لا سيما أنه هو الذي هندس سابقاً آلية عمل هذا التحالف وتوزيع حصصه، فإنه من الممكن أن يطرح مجدداً ملف ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، لا سيما أنه يعتبر نفسه قد حقق إنجازاً في الانتهاء من ترسيم الحدود البحرية، وبالتالي يريد استكمال عمله في ظل رفض لبنان استخدام عبارة «ترسيم»، إنما يضعها في سياق «إظهار الحدود»، باعتبار أنها مرسّمة منذ سنوات طويلة وتم تثبيتها مع الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب عام 2000، فيما تبقى هناك نقاط عالقة وعددها 13 نقطة، 7 نقاط متفق على حلّها، و6 نقاط لا يزال هناك خلاف حولها.

وتتزامن زيارة هوكشتاين للبنان، مع وجود وزير خارجيته عبدالله بوحبيب في نيويورك للمشاركة باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما سيبحث مجلس الأمن في31 الجاري مسألة التجديد لقوات الطوارئ الدولية، إذ يطرح بو حبيب تسمية الجزء الشمالي لبلدة الغجر، بخراج بلدة الماري تأكيداً للبنانيتها. ولطالما اهتمت الولايات المتحدة بإنجاز ترسيم الحدود البرية أيضاً، ولكن ذلك غير ممكن حالياً وفق ما تقول مصادر متابعة، نظراً لعدم وجود رئيس للجمهورية، وسط تساؤلات تطرح إذا ما كانت هذه المساعي ستقود إلى المزيد من الضغوط الدولية لإنجاز الانتخابات الرئاسية، لأن أي اتفاق سيكون بحاجة إلى توقيع رئيس الجمهورية.

وسيطرح هوكشتاين ملف الترسيم البري، فيما لدى لبنان مطالب واضحة، وهي انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، لأنها أراض محتلة. فيما تعتبر مصادر لبنانية أن جانبا من الضغوط الهادفة لإنجاز الترسيم هو تكريس الاستقرار في الجنوب أولاً، ومحاولة ممارسة المزيد من الضغوط على حزب الله ثانياً، باعتبار أن الانتهاء من ترسيم الحدود يفترض أن يطرح ملف سلاح حزب الله وتسليمه للدولة اللبنانية، على اعتبار أن الحاجة إليه قد انتفت. هذا أمر سيرفضه الحزب بالتأكيد لأنه يعتبر أن سلاحه بهدف الردع لا الهجوم، وبالتالي هو سيكون حريصاً على الحفاظ على توازن الردع، وحماية عمليات التنقيب عن الغاز واستخراجه وتصديره.