عقدة جديدة قد تنسف التفاهم الأميركي - الإيراني
• واشنطن تؤكد عدم رغبة سجينَين إيرانيين في العودة... وبلدهما غير مقتنع
• طهران تختبر أول سلاح ليزر محمول لاستهداف الطائرات المسيّرة
أكد مصدر مطلع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن الاتفاق الإيراني ــ الأميركي على تبادل 5 سجناء وفك أرصدة إيرانية هو المرحلة الأولى من تفاهمات عديدة تتضمن التسامح مع بيع الجمهورية الإسلامية لنفطها وتحصيل عائداته مقابل تجميدها أنشطتها التي لا يسمح بها الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وذكر المصدر لـ «الجريدة» أن معظم الأموال التي كانت محتجزة في كوريا الجنوبية وصلت بالفعل إلى حسابات 5 مصارف إيرانية في قطر، وأن إطلاق السجناء بات وشيكاً، لكن عقدة جديدة ظهرت خلال عملية التبادل، إذ أكدت واشنطن أن اثنين من السجناء الإيرانيين لا يرغبان في العودة لبلدهما ويريدان البقاء في الولايات المتحدة أو السفر إلى دولة ثالثة وهو ما لم تقتنع به دوائر صنع القرار في طهران.
وأشار إلى وجود 11 إيرانياً داخل سجون الولايات المتحدة بتهمة مساعدة بلدهم على الإفلات من العقوبات الأميركية، حيث تطالب طهران بالإفراج عنهم جميعاً وإعادتهم مقابل السجناء الأميركيين الـ5 المحتجزين لديها.
ولفت إلى أن الأميركيين طالبوا بتوسيع الضمانات الأمنية الإيرانية التي تعهدوا بها في الاتفاق الأولي لكي تشمل، إضافة إلى عدم مهاجمة القواعد والقوات الأميركية في المنطقة، عدم مهاجمة القوات التي أرسلها «البنتاغون» أخيراً لمنطقة الخليج بهدف تعزيز أمن الملاحة وتجنب الصدام معها في حال تواجدها على متن سفن تجارية لحمايتها، الأمر الذي يعني أن إيران ستتعهد بـ «عدم احتجاز أي سفينة، تحمل على متنها عناصر حماية من القوات الأميركية حتى وإن كانت مخالفة».
وتمثل نقطة توسيع الضمانات الأمنية عقبة كبيرة قد تنسف التفاهم الناشئ بين واشنطن وطهران التي دأبت على احتجاز سفن تجارية وناقلات في حوادث وصفت بـ «المفتعلة» بهدف مساومة أطراف دولية ساعدت الولايات المتحدة على تطبيق عقوباتها بشأن الأنشطة التجارية لـ «الحرس الثوري».
إلى ذلك، كشف مصدر في وزارة الدفاع الإيرانية عن ماهية سلاح تجريبي تمت مشاهدته لأول مرة خلال مناورات «الحرب الإلكترونية ومواجهة المسيرات» التي أجرتها طهران الجمعة الماضي.
وأوضح المصدر أن السلاح المحمول على الكتف يعمل بأشعة الليزر والأمواج الصوتية، زاعماً أن بإمكانه إسقاط كل المسيرات التي تكون على مسافة 10 كيلومترات من المستخدم عبر التشويش عليها.
كما زعم أن السلاح الإيراني أثبت فاعلية كبيرة ضد المسيرات الغربية التي تستخدمها أوكرانيا بعد أن تمكنت القوات الروسية من السيطرة أو إسقاط المسيرات على جبهات القتال، معرباً عن اعتقاده بأن إيران أول دولة تتمكن من تصنيع هذا النوع من الأسلحة.
وأكد أن الحرب الروسية ــ الأوكرانية باتت مسرحاً لاختبار الأسلحة الإيرانية وقدراتها على مواجهة الأسلحة الغربية في ظل تخوف طهران من تعرضها لأي هجوم مستقبلي.
وذكر المصدر أن الروس طلبوا شراء 10 آلاف قطعة من السلاح الجديد، إلا أن طهران أبلغتهم أن خطوط الإنتاج الحالية يدوية ومحدودة ولا يمكنها سوى تصنيع 50 قطعة شهرياً، لكنها ستعمل على تدشين خط أكثر تطوراً من حيث قدرة السلاح وسرعة الإنتاج لتلبية الاحتياجات العملية.
وأفاد بأن السلاح تمت تجربته في البحر الأسود ضد عدد من المسيرات البحرية الغربية، وأثبت فاعلية في التشويش عليها، مشدداً على أن القيادة الإيرانية أمرت بتسريع الخطوات لإنتاج السلاح وتزويد القوات البحرية الإيرانية في الخليج به لكن بعد بدء خط الإنتاج الدائم.
وأشار إلى احتمال إمداد حلفاء طهران في سورية ولبنان بالسلاح الرخيص نسبياً والذي يمثل طفرة تمكن من استهداف المسيرات بكلفة ضئيلة مقارنة بالأساليب الباهظة المعتمدة حالياً في أنحاء العالم، قبل تصديرها لدول أخرى.