غداة طرح عدوه اللدود زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان (حميدتي) مبادرة شاملة لبناء دولة السودان الجديدة، نفى قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان اليوم «وجود صفقة أو اتفاق مع أي جهة خانت الشعب»، مشدداً على أن الجهد سينصب نحو حسم المعركة المستمرة منذ 5 أشهر من «العدو».
وأكد البرهان، خلال تفقده قاعدة فلامنغو البحرية بمنطقة البحر الأحمر، استمرار القوات المسلحة في حربها ضد «الميليشيا المتمردة التي روعت المواطنين وانتهكت حرماتهم ونهبت أموالهم وممتلكاتهم»، موضحاً أن خروجه الأول من مقر القيادة العامة جاء بترتيب من الجيش وليس بصفقة.
وقال البرهان: «الدولة تكرس كل جهدها ووقتها حتى تخرج من هذه المحنة أكثر قوة ومرفوعة الرأس، والجيش يقاتل وحده دون دعم من أي أحد أو ظهير، ونعتمد على أنفسنا في إنهاء الخيانة والتمرد».
وذكر أن «الحرب بدأت بكذبة مفادها بأن الميليشيا تقاتل الفلول، ولكن الحقيقة أنها تحارب الجيش الوطني الواحد الذي يضطلع بحماية الأمن والاستقرار».
ومع وصول البرهان إلى بورتسودان ضمن تحرّك غير مسبوق بدأه نهاية الأسبوع الماضي بمناطق بحري وأم درمان ووادي سيدنا، مروراً بشندي وعطبرة، تمهيداً لجولة خارجية تشمل مصر والسعودية والإمارات، كشف حميدتي عن مبادرة شاملة تنص على «أن السودان يجب أن يتأسس بوصفه جمهورية حقيقية، السلطة والنفوذ فيها لكل السودانيين، لا يتمايزون في ذلك إلا بما تسفر عنه الانتخابات العادلة والحرة في ظل نظام ديموقراطي فدرالي حقيقي، قائمٌ على تقاسم السلطات وتشاركها».
وفي بيانه، بدا حميدتي مستعداً للتفاوض مع الجيش حول شكل الدولة المستقبلية، لكن مبادرته تجاوزت الجوانب الفنية لوقف إطلاق النار الدائم، والتي عرقلت جهود وساطة السعودية والولايات المتحدة والوساطة الإفريقية.
ولم تلق مبادرة حميدتي صدى على الأرض أو تفاعلاً من القوى المدنية، التي حذرت البرهان من إعلان حكومة جديدة تدفع قوات الدعم السريع إلى تشكيل سلطة موازية.
وتواصلت الاشتباكات في العديد من مناطق السودان اليوم، وقصف الجيش مواقع «الدعم السريع» في شرق ووسط مدينة أم درمان، وواصل الغارات الجوية على مناطق تمركزها بالعاصمة الخرطوم وضواحيها.