ماكرون يتحدى مهلة «عسكر» النيجر: لن نسحب سفيرنا
على وقع تدهور العلاقات مع عدد من الدول الإفريقية، وخصوصاً الواقعة في غرب القارة السمراء، أمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سفيره سيلفان إيتي بالبقاء في النيجر، متحدياً قرار المجلس العسكري الحاكم بقيادة اللواء عبدالرحمن تشياني بطرده.
ومع انتهاء مهلة المجلس العسكري لمغادرة السفير الفرنسي، قال ماكرون، خلال كلمة أمام سفرائه ودبلوماسييه في قصر الإليزيه: «سفيرنا في نيامي باقٍ رغم ضغوط قادة الانقلاب»، مضيفاً: «المشكلة في النيجر الآن هي الانقلابيون». وجدد أنه سيواصل دعم رئيس النيجر المطاح به محمد بازوم، واصفاً قراره عدم الاستقالة بأنه «شجاع».
وحذر المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، التي تراجعت جزئياً عن التدخل العسكري لإنهاء الانقلاب وإعادة الديموقراطية، من أنها «إذا تخلت عن بازوم فإن رؤساء المجموعة سيكونون معرضين للخطر»، مشدداً على أن سياسته في النيجر واضحة، وهي عدم الاعتراف بالانقلابيين ودعم بازوم وشجاعته والمبادئ والمصالح العسكرية المشتركة.
وبينما قال ماكرون: «سمعت من واشنطن وعواصم أوروبية أصواتاً تدعو إلى عدم المبالغة في التعامل مع الوضع بالنيجر، وعلينا البحث عن شركاء جدد في إفريقيا»، أكد أن «وجودنا في إفريقيا لا يتعلق فقط بالتهديد الإرهابي، والحل العسكري لا ينبغي أن يحل محل السياسي»، معقباً: «لو لم نتدخل عسكرياً في إفريقيا لما كانت النيجر ومالي وبوركينا فاسو موجودة اليوم بحدودها المعروفة».
ويوم الجمعة، أمهلت وزارة خارجية النيجر السفير الفرنسي 48 ساعة للمغادرة، بسبب «رفضه الاجتماع مع الحكام الجدد»، واعتبرت أن «تصرفات الحكومة الفرنسية تتعارض مع مصالح النيجر».
ولا يزال 1500 جندي فرنسي يتمركزون في النيجر، وكانوا يساعدون بازوم في القتال ضد الجماعات المتشددة، قبل أن يحتجزه ضباط الحرس الرئاسي بقيادة الجنرال تياني في 26 يوليو.
وقبل ساعات قليلة من انتهاء المهلة النهائية لسفير ماكرون، تظاهر الآلاف تأييداً للانقلاب قرب مطار نيامي بجوار القاعدة العسكرية الفرنسية في العاصمة، ولوح بعضهم بأعلام النيجر وروسيا، وحمل آخرون لافتات تطالب برحيل القوات الفرنسية البالغ تعدادها 1500 جندي.
وبعد محادثات مطولة مع مبعوثة الرئيس الأميركي جو بايدن ومساعدة وزير الخارجية للشؤون الإفريقية ماري كاثرين، أكد رئيس نيجيريا و«إيكواس» بولا تينوبو أمس الأول أن خيار التدخل العسكري والحرب في النيجر ليس بالحل المثالي، كاشفاً عن محاولات لتعطيل قرار المجموعة، التي وضعت جيوشها خطة إنهاء الانقلاب وحددت موعدها.