سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إلى احتواء تداعيات الحرج السياسي والأزمة التي أعقبت كشف وزير الخارجية إيلي كوهين عن لقاء سري جمعه بنظيرته الليبية نجلاء المنقوش في روما، بوساطة إيطالية أميركية، قبل أن تتم إقالتها، على أثر اندلاع احتجاجات غاضبة ضد حكومة «الوحدة»، بزعامة عبدالحميد الدبيبة في طرابلس.
ووسط انتقادات داخلية لكشف اللقاء الحساس مع مسؤولة ببلد لا يقيم علاقات مع إسرائيل، وما تسبب فيه من ضرر لسمعة البلد العبري الدبلوماسية، أوعز نتنياهو لجميع الوزارات بالحصول مسبقاً على مصادقة من مكتبه بشأن أي لقاء سياسي سري. ووفقاً لتعليمات نتنياهو، فإن النشر عن لقاءات سياسية سرية يتم بعد مصادقته الشخصية عليها.
في موازاة ذلك، ذكرت القناة الـ13 بالتلفزيون الإسرائيلي، أمس، أن وزير الخارجية إيلي كوهين أكد للإدارة الأميركية عدم تعمد تسريب تفاصيل لقاء روما. وكان موقع «واللا» العبري كشف أن إدارة الرئيس جو بايدن أرسلت احتجاجاً شديد اللهجة إلى إسرائيل بعد كشف كوهين عن الاجتماع الذي تم الأسبوع الماضي. وقال مسؤولون أميركيون كبار إن «رسائل صعبة» تم تسليمها إلى كوهين وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية.
وأوضح الموقع أن الرسائل مفادها أن الكشف عن اللقاء من قِبل إسرائيل أضر بالجهود الأميركية لتعزيز التطبيع بين إسرائيل وليبيا ودول عربية أخرى، بل وتسبب في زعزعة الاستقرار بليبيا والإضرار بالمصالح الأمنية الأميركية. وكان كوهين هاجم عبر حسابه بمنصة «إكس» معارضيه، قائلاً إن «من المؤسف أن المعارضين السياسيين الذين لم يروجوا لأي إنجاز يذكر يندفعون إلى الرد دون أن يعرفوا التفاصيل ويلوموا تسريباً لم يكن موجوداً».
إلى ذلك، استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يسعى لتطبيع علاقات مع السعودية، حادثة هبوط طائرة تابعة لـ«طيران سيشل»، وعلى متنها 128 إسرائيلياً في مطار جدة اضطرارياً، لتوجيه الشكر إلى المملكة، حيث تم إيواء جميع الركاب قبل استقدام الشركة الناقلة طائرة بديلة أقلتهم إلى تل أبيب.
وكتب نتنياهو، عبر «إكس»، «أود التعبير عن بالغ تقديري لتعامل السلطات السعودية الدافئ مع المسافرين الإسرائيليين الذين مرت طائرتهم بأزمة»، متابعاً: «ويسعدني أن يعود الجميع إلى بيوتهم سالمين. إنني أثمن عالياً حسن الجوار».