حذّر وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف من استخدام القوة لمعالجة الأزمة في النيجر، لأن أي تدخل عسكري ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة، معلناً عن تحضير رئيسه عبدالمجيد تبون لطرح مبادرة لحل سياسي للأزمة تشمل فترة انتقالية مدتها 6 أشهر تشرف عليها شخصية مدنية.
وقال عطاف: «من مبدأ عدم شرعية التغييرات غير الدستورية، وتغلّب الخيار السلمي، فإن الرئيس تبون على ضوء المشاورات والاتصالات سيتقدم بمبادرة تحمل أيضاً ضمانات لكل الأطراف، وسيتم عرضها على المجتمع الدولي لحشد الدعم لها»، مضيفاً: «نرفض التغيير غير الدستوري لنظام الحُكم بالنيجر، والرئيس بازوم هو الرئيس الشرعي لها».
إلى ذلك، وغداة تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مواصلة سياسته الحازمة بعدم الاعتراف بإطاحة الرئيس المحتجز محمد بازوم وبقاء سفيره في نيامي، اعتبرت وزيرة خارجيته كاترين كولونا أمس، أن «الانقلابيين في النيجر سيخفقون، وقد أخفقوا بالفعل»، والأحداث الأخيرة أكدت أن المؤسسات الديموقراطية مهمة.
وأوضحت كولونا، خلال المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا حول العالم، أن إدانة باريس للانقلاب في النيجر تنبع من دعمها للديموقراطية، وأنه لا يوجد انقلابيون يتحلّون بالديموقراطية، مشددة على مواصلة دعم «النظام الدستوري حتى وإن تردد آخرون».
وطالبت بتمثيل القارة الإفريقية في مجموعة العشرين، مشيرة إلى أن لدى فرنسا مستقبلاً مع الدول الإفريقية، فهي بلدان شريكة وأساسية، حسب قولها.
وأضافت: باريس لن تلعب دور الأب في إفريقيا، ولن تكون في موقع ضعف، لكنها لا يمكن أن تتجاهل ما تقوله المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (إيكواس) بشأن الوضع في النيجر، كما لا يمكننا الاستمرار على نهج مالي وبوركينا فاسو.
ووسط غضب باريس من تردد الولايات المتحدة في وصف التطورات بالانقلاب العسكري على أمل فض الصراع بطريقة دبلوماسية، أكد الاتحاد الأوروبي دعمه الكامل لسفير فرنسا في النيجر باعتبار قرار طرده استفزازاً جديداً لا يمكن بأي حال أن يساعد في إيجاد حل دبلوماسي للأزمة الحالية، مجدداً أنه «لا يعترف ولن يعترف بالسلطات المنبثقة من الانقلاب في النيجر».
وفي روسيا، المستفيد الأكبر من التوتر الفرنسي - الإفريقي، اعتبرت صحيفة إزفيستيا أن السياسة الناعمة لواشنطن واضح أنها تعارض التدخل العسكري في النيجر وتثير غضب باريس.
وأفادت الصحيفة بأنه رداً على إشاعات بأن استيلاء الجيش على السلطة سيجبر جميع القوات الأجنبية على مغادرة النيجر، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بات رايدر «في الوقت الحالي، لا أتلقى أي طلبات بسحب قواتنا، لم تتغير ترتيباتنا، ونركز على حمايتها والتعاون مع الجيش النيجري في القواعد الموجودة هناك للحفاظ على عملها»، مؤكداً أن واشنطن لا تزال تركز في الوقت الراهن على التوصل إلى حل دبلوماسي.
وترى الصحيفة الروسية أن واشنطن تمتنع عن توجيه انتقادات حادة إلى السلطات الجديدة في نيامي بسبب نشرها لنحو 1100 جندي في النيجر، وتمتعها بإمكانية الوصول إلى كل من القاعدة الجوية رقم 201 قرب مدينة أغاديس في حدود الصحراء الكبرى (حيث يوجد أسطول من الطائرات دون طيار القتالية والاستطلاعية)، والقاعدة الجوية 101 بالقرب من النيجر.
وبحسب إزفيستيا، يتعارض هذا الموقف أيضاً مع سياسة «إيكواس» التي كشفت عن استعدادها لإرسال قوات إلى النيجر بدعم فرنسي.
وبعد شهر من الانقلاب، ندد «الحزب من أجل الديموقراطية والاشتراكية» الذي يتزعمه بازوم أمس الأول، بـ «حملة» تهدف إلى «تقسيمه».
وقال الحزب، في رسالة إلى مسؤوليه «نحن ضحية حملة تهدف إلى تقسيمه»، تغذيها «شائعات تم ترويجها بمهارة» على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحاف، مضيفاً: منذ 26 يوليو تاريخ قيام الجنرال عبدالرحمن تياني بانقلاب واحتجازه رهائن، تستهدفنا هجمات لإضعافنا.