استهل سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد زيارته الرسمية لبريطانيا أمس بلقاء رئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك، في مقر رئاسة الوزراء بالعاصمة لندن.

وحمل سموه سوناك، في مستهل اللقاء، تحيات سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد إلى الملك تشارلز الثالث، ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية.

Ad

من جانبه، عبر رئيس الوزراء البريطاني عن سعادته بهذه الزيارة، مؤكدا متانة العلاقات التاريخية والممتدة لأكثر من 100 عام بين البلدين الصديقين، كما أعرب عن تطلعه إلى مزيد من التعاون المشترك بين الكويت والمملكة المتحدة.

سموه يحيي المشاركين في استقباله قبيل الاجتماع مع سوناك

وتم خلال الاجتماع بحث العلاقات المميزة بين الكويت والمملكة المتحدة في المجالات كافة، بما يعكس عمق العلاقات التاريخية الوطيدة بين الشعبين والبلدين الصديقين، كما تم التطرق إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وساد الاجتماع جو ودي عكس روح التفاهم والصداقة في مشهد جسد تطلع الجانبين إلى مزيد من التعاون والتنسيق على مختلف الصعد، بما يسهم في تعزيز مسيرة العلاقات الثنائية، وفتح آفاق أرحب للتعاون بين الكويت والمملكة المتحدة.

ورافق سموه في اللقاء أعضاء الوفد الرسمي المرافق.

شراكة استثمارية

وبحضور سمو ولي العهد ورئيس وزراء بريطانيا، تم التوقيع على مذكرة تفاهم للشراكة الاستثمارية بين الكويت والمملكة المتحدة.

ووقّع الاتفاقية عن حكومة الكويت نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار وزير المالية بالوكالة، د. سعد البراك، وعن حكومة المملكة المتحدة وزير الاستثمار اللورد دومينيك جونسون.

حضر توقيع الاتفاقية وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، والمستشار بالديوان الأميري محمد أبو الحسن، ومدير مكتب سمو ولي العهد الفريق المتقاعد جمال ذياب، ونائب وزير الخارجية الشيخ جراح الجابر، وسفير الكويت لدى المملكة المتحدة، بدر العوضي، ومساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا، السفير صادق معرفي.

روابط قوية

من جهته، رحب عمدة الحي المالي لمدينة لندن اللورد نيكولاس ليونز أمس، بزيارة سمو ولي العهد إلى المملكة المتحدة.

وقال ليونز لـ«كونا» إن «الروابط القوية بين بلدينا لا تزال تسير قدماً نحو مزيد من المتانة، كما يتضح هذا من خلال الاحتفال بالذكرى الـ 70 لتأسيس مكتب الاستثمار الكويتي في لندن».

وأكد بهذه المناسبة أن مكتب الاستثمار الكويتي يستثمر عبر فرعه في العاصمة البريطانية في مختلف القطاعات، معتبراً أن الالتزام طويل الأمد من الجانب الكويتي تجاه المملكة المتحدة يظهر مدى قوة جاذبية لندن للمستثمرين العالميين ومكانها الفريد بين الاسواق الاقتصادية العالمية.

وأعرب عن تطلعه الكبير لمواصلة تعزيز العلاقات الاقتصادية مع دولة الكويت ولاسيما خلال زيارته المرتقبة إلى البلاد في أكتوبر المقبل.

محطة مهمة

بدورها، وصفت رئيسة غرفة التجارة العربية - البريطانية البارونة إليزابيث سيمونز زيارة ولي العهد للمملكة المتحدة بأنها «محطة مهمة» في تاريخ العلاقات بين البلدين.

وأعربت سيمونز في لقاء مع «كونا» عن ترحيبها وبالغ سعادتها بزيارة سمو ولي العهد مؤكدة أن «وجود مكتب الاستثمار الكويتي في لندن على مدى سبعة عقود يعتبر أحد أعظم إنجازات الشراكة الاستراتيجية الدائمة بين بلدينا».

واعتبرت أن مثل هذه الزيارات الرسمية دليل على التقارب بين البلدين كما أن السفر المنتظم للأفراد والأسر والطلاب الكويتيين إلى المملكة المتحدة يؤدي دوراً مهماً في نمو قطاعات واسعة من الاقتصاد البريطاني.

ورأت سيمونز أن قرار الحكومة البريطانية بالسماح للمواطنين الكويتيين بالسفر من دون تأشيرة الى المملكة المتحدة بموجب نظام تصريح السفر الإلكتروني الجديد اعتباراً من فبراير المقبل من شأنه أن يزيد قوة هذه الروابط على المستويين الرسمي والشعبي.

وأشارت إلى أن دولة الكويت تعد واحدة من أكبر المستثمرين في الاقتصاد البريطاني باستثمارات ضخمة يديرها مكتب الاستثمار الكويتي الذي يؤدي دوراً حيوياً في الحي المالي لمدينة لندن.

وذكرت أنه على مدى عقود استثمرت الكويت في قطاعات حيوية بالمملكة المتحدة مثل العقارات والبنية التحتية، مؤكدة أن لندن والكويت تحرصان اليوم على تنويع التعاون الثنائي في الصناعات الديناميكية الناشئة والتكنولوجيا المبتكرة التي تملك فيها لندن خبرات عالمية المستوى.

زيادة الاستثمارات

وفيما يتعلق بالتبادلات التجارية، قالت سيمونز إنها سجلت ارتفاعاً كبيراً في قيمة التجارة الثنائية والاستثمار بين البلدين بزيادة قدرها 118.3 في المئة مقارنة بالفترة الممتدة بين الربع الثاني من عام 2021 والربع الأول من العام الماضي.

ورأت أن التقدم القوي في مفاوضات التجارة الحرة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي منذ بدء المحادثات الرسمية في يونيو من العام الماضي سيجلب فوائد كبيرة لجميع المصدرين والمستثمرين بعد دخول الاتفاقية حيز التنفيذ.

وأعربت في هذا السياق عن تطلع الجانب البريطاني إلى تكثيف التعاون مع الكويت وبقية دول مجلس التعاون خلال السنوات المقبلة، مشيرة إلى أنه يجري العمل على مساعدة الشركات والمستثمرين للاستفادة من الفرص الجديدة التي يوفرها السوق البريطاني.

وأضافت أن «غرفة التجارة العربية - البريطانية فخورة بدورها في مواصلة بناء صرح العلاقات الحيوية وبخاصة بين بريطانيا والكويت».

وأكدت أن «أنشطة مكتب الاستثمار الكويتي في لندن خلال تلك الفترة الطويلة تعد بمثابة رسالة واضحة عن الثقة الكبيرة في الاقتصاد البريطاني».

وأشادت سيمونز بنجاح «الهيئة العامة للاستثمار» الكويتية في تحقيق اهداف الدولة بتقليل الاعتماد على عائدات النفط وخلق محفظة استثمارية دولية «هائلة» في المملكة المتحدة وفي دول أخرى من شأنها أن تضمن للأجيال القادمة مصادر دخل متنوعة.