ثمة كتاب علمي قيّم للغاية للعالم الفيزيائي البارز مارتن ريز، حمل العنوان «موطننا الكوني»، شدد فيه على أن كوننا هائل للغاية، ففي مجرتنا درب التبانة وفيها مليارات النجوم والكواكب، وفي الكون مليارات المجرات، لكن كل هذا الكم الهائل لا يشكل سوى 2% من الكون، في حين 98% منه يتكوّن من مادة وطاقة غامضتين يُطلق عليهما اسم المادة المظلمة والطاقة المظلمة، والعلماء لا يعرفون شيئا عنها قط، لكنهم يعرفون أنها موجودة عبر الجاذبية التي تمارسها في الكون.
علاوة على هذا الغموض في كوننا، ربما يكون هناك أكوان أخرى لا نهاية لها تولد من الثقوب السوداء كل يوم، وربما أيضاً هناك أكوان متوازية لاحصر لها تقطن أبعاداً فوق الأبعاد الثلاثة التي نعرفها نحن البشر.
شيء مخيف، أليس كذلك؟ بالطبع، لكن، رغم هذا المجهول الكبير والمدوّخ، هناك حقيقة واحدة مؤكدة: الكل، من أصغر ذرة إلى أكبر مجرة مترابط بشكل لا فكاك فيه، والكل يعتمد على الكل، وكل جزء يحتوي على الكل في «هولوغرام» واحد، كما أن كلاً من الكون أو الأكوان الهائلة ولدت وتولد من كيان أصغر بمليارات المرات من إلكترون واحد، ومن هنا القول الأثير حول الفرد الإنسان: أتحسب أنك كوكب صغير وقد انطوى فيك العالم الكبير؟
حين ننزل من الفضاء إلى الأرض، وبالتحديد إلى وطننا لبنان، أول ما يجب عمله هو تطبيق قانوني الكون الأساسيين هذين على حياتنا الاجتماعية والوجودية، أي لا انفصال وترابط كل شيء مع كل شيء، وإخراج وعينا من أوهامه المركزية الأنانية، لكن كيف، ونحن ننقسم إلى عشرات الطوائف والمذاهب والعقائد، وحتى ننقسم على التاريخ الذي يقرأه كلٌ وفق مزاجه أو مخاوفه أو طموحاته؟
هنا يبرز الدور الهائل والحاسم لمسألة الهوية، فوحدها المجتمعات التي تبلور هوية وطنية قوية وصلبة وقادرة على التأقلم مع معطيات الثورة التكنولوجية الرابعة، سيكون في وسعها الصمود والبقاء على قيد الحياة.
لماذا الهوية الوطنية اللبنانية وحدها القادرة، ليس فقط على تمكين الوطن من الصمود في وجه هذه الأعاصير والتسوناميات العاتية، بل أيضاً على إيجاد الحلول لكل الكوارث الاقتصادية والاجتماعية الراهنة التي تهدد وجوده نفسه؟ لأنها ترتكز على ثلاثة مداميك مترابطة: حب الوطن، وحب كل مواطنيه، وحب طبيعته البيئية وتقديسها.
لقد طرح منتدى التكامل الإقليمي، في وثيقة «ميثاق الهوية الوطنية اللبنانية»، هذا الشعار الثلاثي وهو: تحب وطنك؟ عليك إذاً أن تحب كل مواطنيه بلا استثناء، ومعهما حب البيئة الطبيعية للوطن، وبكل حماسة واندفاع ونصرة كل كائناتها ومكوناتها.
***
ما سبق عبارة عن لوحة وطنية رسمها الكاتب والزميل سعد محيو في محاضرة له في بيروت عن «الهوية الوطنية» استقطعت منها ما يصلح لمقال، وهو بتلك الترنيمة ينبض حباً بوطننا الذي نحلم به، وهويتنا التي نسعى إليها كي تكون مظلتنا الأولى والأخيرة.
علاوة على هذا الغموض في كوننا، ربما يكون هناك أكوان أخرى لا نهاية لها تولد من الثقوب السوداء كل يوم، وربما أيضاً هناك أكوان متوازية لاحصر لها تقطن أبعاداً فوق الأبعاد الثلاثة التي نعرفها نحن البشر.
شيء مخيف، أليس كذلك؟ بالطبع، لكن، رغم هذا المجهول الكبير والمدوّخ، هناك حقيقة واحدة مؤكدة: الكل، من أصغر ذرة إلى أكبر مجرة مترابط بشكل لا فكاك فيه، والكل يعتمد على الكل، وكل جزء يحتوي على الكل في «هولوغرام» واحد، كما أن كلاً من الكون أو الأكوان الهائلة ولدت وتولد من كيان أصغر بمليارات المرات من إلكترون واحد، ومن هنا القول الأثير حول الفرد الإنسان: أتحسب أنك كوكب صغير وقد انطوى فيك العالم الكبير؟
حين ننزل من الفضاء إلى الأرض، وبالتحديد إلى وطننا لبنان، أول ما يجب عمله هو تطبيق قانوني الكون الأساسيين هذين على حياتنا الاجتماعية والوجودية، أي لا انفصال وترابط كل شيء مع كل شيء، وإخراج وعينا من أوهامه المركزية الأنانية، لكن كيف، ونحن ننقسم إلى عشرات الطوائف والمذاهب والعقائد، وحتى ننقسم على التاريخ الذي يقرأه كلٌ وفق مزاجه أو مخاوفه أو طموحاته؟
هنا يبرز الدور الهائل والحاسم لمسألة الهوية، فوحدها المجتمعات التي تبلور هوية وطنية قوية وصلبة وقادرة على التأقلم مع معطيات الثورة التكنولوجية الرابعة، سيكون في وسعها الصمود والبقاء على قيد الحياة.
لماذا الهوية الوطنية اللبنانية وحدها القادرة، ليس فقط على تمكين الوطن من الصمود في وجه هذه الأعاصير والتسوناميات العاتية، بل أيضاً على إيجاد الحلول لكل الكوارث الاقتصادية والاجتماعية الراهنة التي تهدد وجوده نفسه؟ لأنها ترتكز على ثلاثة مداميك مترابطة: حب الوطن، وحب كل مواطنيه، وحب طبيعته البيئية وتقديسها.
لقد طرح منتدى التكامل الإقليمي، في وثيقة «ميثاق الهوية الوطنية اللبنانية»، هذا الشعار الثلاثي وهو: تحب وطنك؟ عليك إذاً أن تحب كل مواطنيه بلا استثناء، ومعهما حب البيئة الطبيعية للوطن، وبكل حماسة واندفاع ونصرة كل كائناتها ومكوناتها.
***
ما سبق عبارة عن لوحة وطنية رسمها الكاتب والزميل سعد محيو في محاضرة له في بيروت عن «الهوية الوطنية» استقطعت منها ما يصلح لمقال، وهو بتلك الترنيمة ينبض حباً بوطننا الذي نحلم به، وهويتنا التي نسعى إليها كي تكون مظلتنا الأولى والأخيرة.