وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى دمشق أمس، حيث أجرى محادثات مع المسؤولين السوريين قبل أن يتوجه إلى بيروت، وقال عبداللهيان، قبل مغادرته مطار طهران، إن زيارته لسورية تأتي من أجل تسريع تنفيذ اتفاقيات تم التوصل اليها خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لدمشق، ولبحث آخر التطورات الإقليمية والدولية، ويتهم معارضون سوريون حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بمنح إيران مكاسب اقتصادية واسعة في البلاد مقابل دعمها له خلال سنوات الحرب الأهلية، في حين تشكو طهران من بطء تنفيذ الاتفاقات وعدم حصولها على مكاسب اقتصادية تتناسب مع حجم المساعدات التي قدمتها للأسد.
وتأتي زيارة عبداللهيان في وقت تواجه الحكومة السورية تظاهرات في منطقة السويداء ذات الغالبية الدرزية، مع تردي الأوضاع المعيشية التي فاقمها قرب انطلاق العام الدراسي.
الى ذلك، وفي خطوة تعكس التقارب بين طهران والرياض، أكد المشرف على دائرة سكك الحديد في محافظة هرمزغان جنوب إيران علي رضا نصيري، أمس، وصول أول قطار شحن ترانزيت يحمل سلعا روسية للسعودية إلى ميناء رجائي في بندر عباس، حيث ستنقل السلع منه بعد إكمال الإجراءات الجمركية بحريا إلى ميناء جدة في السعودية.
وأشاد المرشد الإيراني علي خامنئي بانضمام البلاد إلى منظمتي بريكس شنغهاي «بفترة زمنية قصيرة».
كما دعا خامنئي خلال لقاء مع رئيسي وأعضاء حكومته، أمس، إلى انهاء أي نزاع مع دول الجوار مضيفاً: «إذا كان هناك نزاع يجب تحويله إلى تعاون».
الى ذلك، أكد ناشطون أن السلطات الإيرانية تكثف عمليات توقيف شخصيات عامة وناشطين وأقارب أشخاص قتلوا على أيدي قوات الأمن خلال احتجاجات العام الماضي، مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشابة مهسا أميني.وأدت وفاة الشابة الكردية الإيرانية البالغة 22 عاما أثناء احتجازها لدى الشرطة في 16 سبتمبر 2022، على خلفية عدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في الجمهورية الإسلامية، إلى تظاهرات حاشدة في إيران ضد النظام، وكسرت تلك التظاهرات محرّمات ومسّت بالأسس الأيديولوجية للجمهورية الإسلامية التي تأسست عام 1979، فرُدِّدت شعارات ضد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وخرجت نساء في مسيرات في الشوارع من دون حجاب.
لكن زخم التظاهرات تراجع بشكل ملحوظ، ما عدا بعض التحركات المتفرقة، بسبب القمع الذي أدى إلى توقيف الآلاف بحسب الأمم المتحدة، ومقتل المئات، بحسب ناشطين حقوقيين، ويؤكد ناشطون منفيون أن السلطات كثفت حملة القمع، خشية تجدد الاحتجاجات في الذكرى الأولى لوفاة أميني، ومن بين الأشخاص الموقوفين خلال أغسطس المغني الشهير مهدي يراحي، بعد نشره أغنية ينتقد فيها إلزامية وضع الحجاب في الجمهورية الإسلامية.
وإضافة إلى يراحي، أوقفت 11 ناشطة في مجال حقوق المرأة في محافظة غيلان (شمال)، وهي إحدى المناطق الأكثر تأثرا بالاحتجاجات العام الماضي، بحسب منظمة «هيومن رايتس أكتيفيستس نيوز إيجينسي» غير الحكومية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها.
من جهتها، تؤكد منظمة العفو الدولية أن عائلات المتظاهرين الذين قتلوا خلال حملة القمع كانوا ضحايا «توقيفات واحتجازات تعسفية لانتزاع صمتهم والافلات من العقاب» فيما يخص مصير أقاربهم.
وأعلنت وزارة الأمن الإيرانية، أمس، إلقاء القبض على 14 شخصا بحوزتهم متفجرات يشكلون تنظيما إرهابيا مرتبطا بإسرائيل في عدة محافظات. ونددت منظمة العفو الدولية بعودة حملة القمع على النساء غير المحجبات، مع تسيير دوريات وتثبيت كاميرات، لكن صورا تنشر على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر أن العصيان لا يضعف.