أوكرانيا تفتح طريقاً للقرم وتهاجم 6 مناطق روسية
• أعنف قصف روسي على كييف منذ الربيع... و«الكرملين» يعزز فرضية اغتيال بريغوجين
مع تبادل روسيا وأوكرانيا الهجمات العنيفة، أمس، قالت كييف، إن سيطرة قواتها على بلدة استراتيجية في جنوب شرق البلاد يفتح الطريق إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من جانب واحد في العام 2014.
وأكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أمس أن السيطرة على بلدة روبوتين في مقاطعة زاباروجيا جنوب شرق البلاد هذا الأسبوع سيسمح للجيش بالتقدّم بشكل أكثر سهولة جنوباً باتجاه القرم.
وقال كوليبا، خلال زيارة لباريس، «بعدما رسّخنا وجودنا في أطراف روبوتين، نشقّ طريقنا إلى توكماك وأخيراً ميليتوبول والحدود الإدارية مع القرم».
ويوم الاثنين الماضي، أحرز الجيش الأوكراني المزيد من التقدم على الجبهة الجنوبية واخترق أول خط دفاعي روسي قوي عن طريق السيطرة على بلدة روبوتين الاستراتيجية، موضحاً أن هدفه الوصول إلى بحر أزوف وعزل القوات الروسية عن بعضها البعض.
هجمات بالعمق
في هذه الأثناء، هاجمت أوكرانيا، أمس، ست مناطق على الأقل في عمق روسيا بالطائرات المسيرة، بما في ذلك مطار دُمرت فيه طائرات نقل عسكرية وبرج تلفزيوني.
وأكد مسؤولون روس وقوع هجمات على أهداف في مناطق بسكوف وبريانسك وكالوجا وأورلوف وريازان وموسكو، مشيرين إلى نشوب حريق ضخم في قاعدة منطقة بسكوف، التي تضم نخبة المظليين الروس، على بعد أكثر من 600 كلم عن أوكرانيا.
وأفادت وكالة تاس بوقوع أضرار فيما لا يقل عن أربع طائرات نقل عملاقة من طراز (آي.إل-76) وبأن اثنتين منها «اشتعلت فيهما النيران».
وفيما حاولت الطائرات الأوكرانية مهاجمة برج تلفزيوني في منطقة بريانسك، أعلن حاكم بسكوف ميخائيل فيديرنيكوف إلغاء جميع الرحلات الجوية من مطار المنطقة، التي تقع على الحدود مع إستونيا ولاتفيا العضوين في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، كما أكد خدمات الطوارئ أن موسكو أغلقت أربعة مطارات دولية لفترة وجيزة بعد إسقاط طائرة مسيرة طيار بالقرب من العاصمة.
ونشره حاكم بسكوف مقاطع لحريق ضخم وسط دوي الانفجارات وصفارات الإنذار. وأظهر فيديو آخر أنظمة مضادة للطائرات خلال عملها في أنحاء المدينة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن موجة الهجمات الأوكرانية «لن تمر دون عقاب»، مؤكدة أن الطائرات المسيرة، التي ضرب بعضها مطار بسكوف لم تكن لتقطع مثل تلك المسافة بدون معلومات من دول غربية.
مسيرات وزوارقفي المقابل، اتهمت السلطات الأوكرانية روسيا باستهداف العاصمة كييف ليل الثلاثاء- الأربعاء بأكبر هجوم صاروخي منذ الربيع، مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة ثلاثة، مبينة أن دفاعاتها الجوية أسقطت 28 صاروخاً روسياً وكذلك 15 من أصل 16 طائرة مسيرة.
وكتب مدير الإدارة العسكرية للعاصمة سيرهي بوبكو «لم تشهد كييف هجوماً قوياً مماثلاً منذ الربيع. شن العدو هجوماً كبيراً باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ».
وأفادت وزارة الدفاع الروسية أمس بأن قواتها استهدفت مراكز للقيادة والاستطلاع تابعة للجيش الأوكراني، مشيرة إلى أنها دمرت 4 زوارق حربية أوكرانية في البحر الأسود.
بريغوجين
في غضون ذلك، وبعد يوم من دفن يفغيني بريغوجين إلى جانب والده بسان بطرسبرغ في جنازة خاصة ومغلقة بلا تكريم عسكري، أعطى الكرملين أمس زخماً لفرضية اغتيال مؤسس مجموعة فاغنر في 23 أغسطس الجاري، بأخذه في الاعتبار احتمال تدبير عملية إسقاط طائرته في مقاطعة تفير شمال موسكو وقتله مع تسعة آخرين بينهم ديمتري أوتكين الرجل الثاني في أكبر ميليشيا منظمة وعابرة للحدود.
لافروف وفيدان
من جهة ثانية، يجري وزير الخارجية سيرغي لافروف اليوم محادثات مع نظيره التركي حقان فيدان الذي يزور في زيارة عمل تستمر يومين، بعد ستة أيام على زيارة فيدان الى كييف حيث أجرى محادثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وتأتي زيارة فيدان قبل أيام من لقائه مرتقب بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي على البحر الأسود.
وبحسب مصدر دبلوماسي تركي، فإن الاجتماع الذي قد ينعقد الأحد، سيبحث اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وتوقيع عدة اتفاقيات تعطي دفعة جديدة لتطوير العلاقات.