مقتل فلسطيني باشتباك بين مسلحين والسلطة في «الضفة»
قتل شاب فلسطيني، أمس، خلال مواجهات وقعت بين مسلحين فلسطينيين وأفراد من قوات الأمن الفلسطيني التابعة للسلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، في مخيم طولكرم، شمال الضفة الغربية المحتلة، في حين قالت الشرطة الفلسطينية إنها تحقق في ظروف مقتله.
ووقعت الحادثة حينما دخلت قوى أمنية فلسطينية إلى مخيم طولكرم، بهدف إزالة حواجز نصبها مسلحون في طرق المخيم، ووقع تبادل إطلاق نار بين المسلحين وأفراد الأمن الفلسطيني.
وقال الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء طلال دويكات إن الأجهزة الأمنية أزالت «مواد خطرة وحواجز» من داخل مخيم طولكرم بناء على شكاوى من مؤسسات وأفراد.
وأضاف دويكات أنه بعد إنهاء القوة الأمنية مهمتها قام بعض الشبان المسلحين بإطلاق النار أمام مبنى محافظة طولكرم، «الأمر الذي استدعى تدخل قوى الأمن لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لضبط الحالة الأمنية، ومنع أي مظاهر تهدد السلم الأهلي»، مؤكدا أن «جهود المؤسسة الأمنية مستمرة في كل المحافظات لتوفير الأمن والأمان ومعالجة كل مظاهر الفوضى».
وذكر مصدر أمني فلسطيني أن «القوة الأمنية تعرضت لإطلاق نار كثيف لحظة وصولها الى المخيم، بهدف إزالة الحواجز وقنابل موقوتة وضعت على أطراف الطريق داخل المخيم»، مضيفا: «نحن ننتظر الآن تشريح جثة الشاب القتيل، بهدف الحصول على الرصاصة التي أصابته، لأننا متأكدون أن القتيل أصيب برصاص المسلحين وليست برصاص أفراد الأمن، حينما حاول منعهم من إطلاق النار على الأجهزة الأمنية».
وتحاول الأجهزة الأمنية الفلسطينية فرض سيطرتها في الآونة الأخيرة في مختلف الأراضي الفلسطينية، في ظل انتشار الأسلحة في صفوف الشباب، خصوصا في المخيمات.
في المقابل، يتأهب شبان مسلحون في المخيمات الواقعة شمال الضفة، خصوصا في أعقاب تكرار الاقتحامات الإسرائيلية لتلك المخيمات، مثلما وقع في مخيمات جنين وبلاطة وأيضا في مخيم طولكرم.
وتعهد مسلحون ينتمون لـ «كتيبة الرد السريع» و«سرايا القدس» في مخيم طولكرم، بأنهم لن يسمحوا للأجهزة الأمنية مجدداً بدخول المخيم، ولن يكون هناك تهاون مع من شارك في عملية إطلاق النار التي أسفرت عن إصابة الشاب.
من جهته، دعا المتحدث باسم «حماس» إلى «محاسبة من أطلق الرصاص على المواطنين في طولكرم، وتقديمه للعدالة»، لافتاً إلى أن «استشهاد شاب برصاص أجهزة أمن السُّلطة الفلسطينية في طولكرم جريمة وطنية وأخلاقية. ندعو الإخوة في (فتح) لأن يكون لها موقف واضح». كما دانت منظمة الجهاد الإسلامي مقتل الشاب، متهمة الأمن الفلسطيني بقتله.
وقال رئيس لجنة الخدمات الشعبية في مخيم طولكرم فيصل سلامة، في اتصال هاتفي لـ «الجزيرة»، إن هذا الإجراء جاء بناء على شكوى تقدمت بها إدارة وكالة الغوث الدولية (الأونروا) ضد وجود هذه السواتر في محيط تجمع مدارسها، بحيث تعرقل حركة طواقمها ومعلميها وطلبتها في المخيم.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن السلطة الفلسطينية سترسل وفداً رفيع المستوى إلى السعودية الأسبوع المقبل، لمناقشة ما يمكن أن تفعله المملكة في محادثات التطبيع مع إسرائيل التي تقودها الولايات المتحدة لتعزيز الآمال المتضائلة في إنشاء دولة فلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سعوديين وفلسطينيين سابقين قولهم إن السعودية تعرض استئناف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، وتأمين دعم الرئيس عباس، لتأكيد أن المملكة ليست بوارد أن تضحي بالجهود الفلسطينية لإقامة دولة مستقلة لتحقيق مصالحها الخاصة.
ووفق الصحيفة، فإنه إذا تمكنت السلطة الفلسطينية من السيطرة على التشدد في «الضفة»، فإنها ستثبت قدرتها على حكم دولة مستقلة لا تشكل تهديداً لإسرائيل، كما سيسمح ذلك للقوات الإسرائيلية بتقليص العمليات العسكرية القاتلة في الضفة الغربية التي أضرت بصورتها في جميع أنحاء المنطقة، وأعاقت قدرتها على إقامة علاقات جديدة مع الجيران العرب. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، إحباط عملية دهس جنوب جبل الخليل في الضفة، وقام بـ «تحييد» منفذ الهجوم الذي أسفر عن إصابة إسرائيلي بجروح طفيفة.
وشن الجيش الإسرائيلي حملة مداهمات في مدن الضفة والقدس الشرقية، طالت اعتقال 21 فلسطينيا بينهم شقيقان، ومواطن ونجله، ومسؤول في هيئة «مقاومة الجدار والاستيطان» بمنظمة التحرير الفلسطينية.