طهران تحبط محاولة إسرائيلية لـ «تفخيخ» صواريخها
• الأسد: مبادرة إيران للتصالح مع العرب استراتيجية
• رئيسي يُطمئن السُّنة قبيل ذكرى مهسا
وسط حديث إسرائيلي عن تحركات إيرانية لإشعال الجبهة اللبنانية تزامن مع بدء وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان زيارة رسمية لبيروت التي وصلها أمس قادماً من دمشق عقب إجراء محادثات مع الرئيس بشار الأسد، أفادت السلطات الإيرانية بأنها أحبطت هجوماً تخريبياً دبره جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» ضد برنامج تطويرها للصواريخ.
ووصفت وزارة الدفاع الإيرانية، في بيان أمس، العملية الاستخباراتية والأمنية التي تم إحباطها بأنها «من الأكبر والأكثر تعقيداً في السنوات الأخيرة».
وقالت إن أجهزة التجسس الإسرائيلية كانت تستهدف دائماً صناعة الصواريخ الإيرانية بسبب «فعاليتها الاستراتيجية في خلق الردع ضد تهديدات العدو».
وأوضحت السلطات الإيرانية أنها رصدت في السنوات الماضية محاولة من شبكة محترفة أمنية وتكنولوجية، تتبع «الموساد»، عملت على انتاج أجزاء مقلدة بشكل معيوب، بهدف بيعها وإدخالها في خطوط تصنيع وإنتاج الصواريخ الإيرانية لكي تصبح «قنابل موقوتة» تضرب الخطوط الصناعية والموظفين العاملين بالمجال الحساس.
وزعمت أن «برنامج العدو الصهيوني» كان تحت مراقبة المخابرات الإيرانية منذ البداية وتم «تحييد الشبكة من خلال اعتقال عملائها».
وأشارت الوزارة إلى أنه «تم تحديد كل طرق وأنشطة الموساد لتوريد ونقل القطعة التي كانوا يبحثون عنها، إلى جانب ضباط أجانب وعملاء داخليين، ووضعها تحت مظلة المخابرات». وجاء الاتهام بشأن ضرب برنامج إيران الصاروخي المثير للقلق والذي يعتقد أنه يستخدم لأغراض مزدوجة علمية وعسكرية، حيث تخشى قوى غربية من تطوير الجمهورية الإسلامية لصواريخ يمكنها حمل رؤوس نووية، بعد يومين من إعلان طهران أنها كشفت 14 عميلاً لـ»الموساد».
تجدر الإشارة إلى أن مصادر قد تحدثت لـ»الجريدة» في السنوات الماضية عن فتح السلطات الإيرانية لتحقيقات بعد تسبب «أجزاء مغشوشة» تم تسريبها إلى صواريخ إيرانية محلية الصنع، في إفشال محاولات لوضع أقمار صناعية بمدارات فضائية.
عبداللهيان والأسد
إلى ذلك، أكّد وزير الخارجية الإيراني من دمشق، حرص بلاده على تنفيذ اتفاقيات ثنائية في مجالات عدّة تمّ توقيعها بين البلدين خلال زيارة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي في مايو الماضي. ونقلت الرئاسة السورية عن عبداللهيان بعد لقائه الأسد، تشديده على «أهمية تعزيز العلاقات الثنائية» بين البلدين.
وأكد عبداللهيان أنه «كما وقفت الجمهورية الإسلامية إلى جانب سورية في أيامها الصعبة، فستواصل وقوفها الى جانبها وشعبها في المرحلة الجديدة».
ولفتت إلى أن «الأسد يرحب بمبادرة إيران لتعزيز العلاقات مع الدول العربية في المنطقة ويعتبرها عملاً استراتيجياً مهماً». في إشارة إلى اتفاق المصالحة الإيراني السعودي ومحاولات طهران للانفتاح على عدة عواصم عربية وخليجية.
وفي تصريحات منفصلة، أشار وزير الخارجية الإيراني خلال اجتماع مع نظيره السوري فيصل المقداد إلى أن «طهران تؤكد ضرورة احترام جميع الأطراف سيادة سورية ووحدة أراضيها».
تعاون نووي
في غضون ذلك، جدد رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي تأكيد بلده على أن عودتها عن الخطوات التي اتخذتها بهدف تقليل التزامها بالاتفاق النووي يتطلب رفع كل العقوبات الأميركية المفروضة عليها.
وفي ظل تقارير عن احتمال إطلاق مفاوضات تمهيدية بين طهران والقوى الغربية بشأن إحياء الاتفاق النووي، ذكر إسلامي أن تركيب مزيد من كاميرات الرقابة الدولية بالمنشآت الإيرانية مرهون بالتزام بقية الأطراف بـالاتفاق المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.
وقال إسلامي: «مستعدون لتعاون بنّاء مع جيراننا العرب بالمجال النووي. حوارنا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستمر وتم أخيراً إغلاق ملف التحقيق بذرات اليورانيوم عالية التخصيب التي عثر عليها في أماكن غير معلنة».
من جهة أخرى، سعى الرئيس الإيراني، خلال اجتماع مع علماء ونخب من أهل السنة في طهران إلى طمأنة الأقلية السنية في بلد قبيل حلول ذكرى وفاة مهسا أميني التي أطلقت موجة احتجاجات غير مسبوقة في عموم الجمهورية الإسلامية وتسبب في صدامات دامية خاصة في مناطق بلوشستان سيستان وكردستان التي تتركز بها الأقلية السنية.
وقال رئيسي، إن «القاسم المشترك بيننا جميعاً اليوم هو اتباع كل ما هو في مصلحة الوطن وشرف الوطن والحكومة والشعب لديهما رأي مشترك في هذا الاتجاه»، معتبراً أن «الأمة الإسلامية اليوم هي أكبر عائق أمام الاستكبار ونظام الهيمنة والأنانية» في إشارة إلى الولايات المتحدة.
على صعيد منفصل، أصدرت محكمة الجنايات في الكرخ بالعاصمة العراقية بغداد حكماً بالسجن المؤبد بحق ضابط في «الحرس الثوري» الإيراني وعراقيين قتلوا أميركياً في بغداد نوفمبر العام الماضي.