هوكشتاين في لبنان: سياحة «سياسية» وتقاطعات مع عبداللهيان
اختتم المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين زيارته للبنان بعد جولة سياسية وسياحية. الجولة السياحية التي قام بها المسؤول الأميركي لم تخل من الرسائل السياسية، خصوصاً أنه جال في مناطق محسوبة في خانة الخاضعة لسيطرة حزب الله ونفوذه، سواء في أحد المطاعم التي تطل على صخرة الروشة في بيروت، أو بالتجول في قلعة بعلبك، وبعدها زيارة الجنوب وتحديداً مدينة صور، إضافة إلى تجواله على طول الخط الأزرق. الرمزية السياسية للجولة السياحية يقول هوكشتاين من خلالها إن واشنطن موجودة في لبنان وقادرة على التحرك، وإنها شريكة في أي أمر يعني الساحة اللبنانية، ولا يمكن لحزب الله اختزالها.
ويمكن من خلال النظر إلى الجولة معرفة ما انطوت عليه الزيارة، والتي تركزت على 4 نقاط أساسية، الأولى: الحفاظ على الاستقرار في الجنوب وتثبيته، والثانية: الانتهاء من عملية إظهار الحدود البرية وخصوصاً نقطة الـb1، والثالثة: البحث في مسألة تسهيل الولايات المتحدة عملية استجرار الغاز المصري إلى لبنان بالتعاون مع البنك الدولي، والرابعة: تجديد موقف واشنطن حول دعم لبنان في الاستفادة مع عمليات استخراج الغاز وتصديره عندما يحين وقته، ولكن في مقابل شرط أساسي وهو إقرار التشريعات اللازمة وإنشاء الصندوق السيادي، وهو ما يتطلب وجود رئيس للجمهورية، إذ تشير المعلومات إلى أن هوكشتاين كان واضحاً حول ضرورة انجاز الانتخابات الرئاسية قريباً في إطار مواكبة عملية استخراج الغاز.
وتزامنت زيارة هوكشتاين للبنان مع انعقاد جلسة التجديد لقوات اليونيفيل الدولية العاملة في الجنوب، وهذا ملف حضر أيضاً في لقاءات المبعوث الأميركي، إذ شدد على ضرورة تسهيل عمل اليونيفيل والتعاون معها بدلاً من تطويقها، لأن عملها سيكون له أثر إيجابي على الوضع في البلاد. هنا تجدر الإشارة إلى الاختلافات التي حصلت في مجلس الأمن حول الصيغة التي ستعتمد بشكل نهائي في قرار التجديد، لاسيما بعد الاعتراض على الصيغة اللبنانية - الفرنسية التي جرى تقديمها، وتنص على ضرورة التزام قوات اليونيفيل بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية في أي من تحركاتها، كما طالبت إسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة، هذه الصيغة لاقت اعتراضاً أميركياً إماراتياً مشتركاً، ما دفع إلى تأجيل الجلسة، ليوم الخميس، وإعادة البحث في اعتماد الصيغة التي اعتمدت السنة الماضية.
وفي مقابل زيارة هوكشتاين، تأتي زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان لبيروت، قادماً من سورية، وللزيارة أكثر من بعد أيضاً، أولها التقاطع مع الوجود الأميركي، وتثبيت الحضور الإيراني على الساحة اللبنانية، ثانيها القول بشكل رمزي إن أي حل تسعى واشنطن إلى تكريسه في لبنان لا بد له أن يكون متقاطعاً مع طهران، لأن لها اليد الطولى في مسألة الحفاظ على الاستقرار في الجنوب، أو في كيفية إنتاج أو تسوية سياسية أو إنجاز الانتخابات الرئاسية، ويضع عبداللهيان أيضاً قيادة حزب الله في أجواء زيارته للسعودية، والتمسك الإيراني السعودي بالاتفاق والتهدئة، وضرورة تكريسه على الساحة اللبنانية.