كنت أتمنى لو أن سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر بدأ جولته التفقدية من دروازة عبدالرزاق الموازية لقصر السيف مقر ديوانه الكريم لينطلق، إذا أنجاه الرحمن اللطيف من سرعة باص مستعجل أو وقوف مفاجئ لتاكسي متمهل، ليسأل بعدها عن احتياجات المواطنين والعراقيل التي تواجههم في المستشفيات والإدارات الحكومية.
المواطن يريد الحصول على منزل بسعر معقول يؤويه هو وأسرته قبل أن يصبح عميداً لعائلته، وشوارع نظيفة ومرتبة تحافظ على سيارته وقواه العقلية، ونظام صحي جيد يأمن به على نفسه، وتعليم عالي المستوى يثق به ليعد أبناءه في مواجهة تحديات المستقبل المجهول.
ولأن الحكومات المتعاقبة - ولا تهون الحالية- عجزت عن حل أو تحريك هذه الملفات الأربعة الضرورية والماسة بجوهر حياة كل المواطنين كما أزعم، فعلى أثر هذا انفتحت شهية النواب لاقتراحات توزيع العطايا والهبات تعويضاً عن الفشل الحكومي بإدارة تلك الملفات العالقة لسنوات طوال وإسكاتاً لقواعدهم الانتخابية، وبمسايرات سلطوية أحياناً كثيرة بغرض شراء الوقت والشعبية من المال العام، وبآخر المطاف فإن هذه الأموال لا تعدل أوضاع الناس ولا ترضيهم كونها غالباً ما تصرف على الكماليات ترويحاً للنفس عن نقص الأساسيات، والمفارقة الأخرى أنه بنفس الوقت الذي ينتقد أو يهاجم به البعض التجار، تجده يقر أو يطالب بمثل هذه المنح التي تنتقل من خزنة الدولة لجيب التاجر بواسطة المواطن الفرحان بها لفترة مؤقتة، بينما لم يتغير شيء على أرض الواقع بالملفات الأربعة العالقة لعقود ولم تحل تلك القضايا الرئيسية التي يحتاجها كل مواطن، ليبقى الوضع كما هو عليه، سواء قبل الزيارات أو بعدها.