وسط خلاف ألماني ـ فرنسي حول ملفات الطاقة والدفاع، عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استراتيجيته الجديدة للدفاع، مشيراً إلى ضرورة إحراز تقدم حاسم في العلاقات العسكرية مع ألمانيا، بعد فشل لقاء جمعه في باريس مع المستشار الألماني أولاف شولتس في تحقيق اختراق. وفي خطاب بمدينة تولون جنوب فرنسا، دعا ماكرون إلى «تعزيز العلاقات مع ألمانيا» في مجال الدفاع، آملاً «إحراز تقدّم حاسم في الأسابيع المقبلة».

واعتبر أن «ألمانيا شريك أساسي، ونجاح المشروع الأوروبي يعتمد جزئياً على التوازن في شراكتها»، مؤكدا أن «على قواتنا الاتحاد».

وفي اجتماع «الناتو» الأخير، وقّعت ألمانيا اتفاقاً مع 14 دولة أخرى في الحلف وفنلندا بشأن نظام دفاع جوي جديد يسمى مبادرة سكاي شيلد الأوروبية أو ESSI. وتهدف المبادرة إلى إنشاء برنامج دفاع جوي مشترك في القارة تشكّل الأنظمة الدفاعية الأميركية والإسرائيلية عاموده الفقري، لكن لم يتم ضم فرنسا إليه.
Ad


كما أعلنت ألمانيا تخصيص ألمانيا حزمة دعم بنحو 100 مليار يورو لموازنة الجيش الألماني (بوندسفير)، سيذهب معظمها لشراء عتاد عسكري أميركي، بما في ذلك تطوير أسطول المقاتلات الجوية وشراء طائرات أميركية مقاتلة، وهو ما اعتبرته فرنسا إلغاء للخطط المشتركة مع برلين لتطوير الأنظمة الدفاعية الأوروبية والاعتماد عليها، وتراجعاً عن التفاهمات السابقة حول توحيد سياسات التسليح.

إلى ذلك، أعلن ماكرون أن فرنسا والمملكة المتحدة ستعقدان قمة حول شؤون الدفاع في الربع الأول من عام 2023، داعياً إلى تعزيز العلاقات بين البلدين.

وقال ماكرون، خلال عرضه للاستراتيجية الفرنسية للدفاع: «يجب نقل شراكتنا مع المملكة المتحدة إلى مستوى آخر، وأتمنى أن نستأنف بنشاط موضوع حوارنا حول العمليات والقدرات والمجال النووي والهجين، وأن نكون في مستوى الطموح الذي يليق ببلدينا الصديقين والحليفين». إلى ذلك، كشف ماكرون أن استراتيجيته الجديدة في إفريقيا ستكون جاهزة في غضون 6 أشهر بعد مشاورات باريس مع شركائها في القارة، مؤكداً إنهاء مهمة قوة برخان المناهضة للجهاديين في إفريقيا.

وقال ماكرون: «سنطلق في الأيام المقبلة مرحلة مشاورات مع شركائنا الإفريقيين وحلفائنا والمنظمات الإقليمية من أجل أن نطور، معاً، وضع وشكل ومهمات القواعد العسكرية الفرنسية الحالية في منطقة الساحل وغرب إفريقيا»، مضيفاً «ستكون هذه الاستراتيجية جاهزة خلال 6 أشهر».