قصيدة: في الروضة النبوية الشريفة
هي روضةٌ نبويةٌ بشذاها
تشفي العليلَ بحسنها وبهاها
ما بينَ قبرِ نبيِّنا محبوبِنا
والمنبرِ المعمورِ روضةُ طه
جلسَ المحبُّونَ التُّقاةُ برُكنِها
فاستبشروا بجمالها وسناها
فكأنَّهم في أيكةٍ قُدسيةٍ
واخضرتِ الأرجاءُ من سُقياها
وبدا على قسَماتهم سيما الرضا
إذ أُكرموا سَعدًا بنُبل نقاها
هم في الروابي هانئونَ بذكرهم
متمتعونَ بجوِّها ورواها
قرؤُوا الكتابَ وسبَّحوا واستغفروا
فبذاكَ نالوا البِرَّ من فحواها
هبَّ النسيمُ عليهِمُ بسعادةٍ
فتنشقوا الأطيابَ من ريَّاها
بتوجُّهٍ وتبتُّلٍ وتعبُّدٍ
طاب المقامُ لهم وطاب هواها
في تِرعةٍ من جنةٍ علويةٍ
قد كُرِّمتْ بمكانها وعُلاها
زانتْ بها الصلواتُ منحةُ قُربِهِ
واللهُ ربُّ العرشِ قد نمَّاها
شهدتْ عهودَ رسالةٍ نبويةٍ
أحداثُها مرَّت بظلِّ حماها
فالمنبرُ النبويُّ يعلو قائمًا
في بقعةٍ موصوفةٍ بزكاها
وهنا حنينُ الجذعِ أكبرُ شاهدٍ
لمحبةِ الأجناسِ في نجواها
وهنا عمودُ أبي لُبابةَ عندما
تاب الإلهُ عليه في أرجاها
عند اسطوانةِ روضةٍ، قدِمت هنا
عامَ الوفودِ، وفودُ أهلِ قُراها
وهنا تلا كعبٌ قصيدةَ توبةٍ
فيها المديحُ العذبُ في معناها
وهنا استجار ابنُ الربيعِ بزينبٍ
زوج سعت للخيرِ في مبغاها
وهنا تأسست المجالسُ تزدهي
عبرَ العصورِ جليلةً بغناها
صلى عليكَ اللهُ يا خيرَ الورى
يا مَن قرأتَ بشمسهِ وضُحاها
زكَّيتَ أُمَّتَكَ الكريمةَ بالهدى
وأنَرتَ حاضِرَ أرضها ورُباها