تحدثت الفنانة التشكيلية عليا العنزي عن بدايتها في مجال الفن التشكيلي، «إذ ظهرت موهبتي منذ أيامي الأولى في المدرسة، وأنا عمري سبع سنوات، وأول عمل ما زال راسخاً في ذهني هي صورة المغفور له الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، التي شدّت انتباه الطلبة والمعلمات للوحة، فأبدوا إعجابهم بها، ومع صغر سني وقدرتي على تقليد الصور ودقة الرسم، كنت أحظى بالنصيب الأكثر من إعجابهم وثنائهم».
وحول مشاركاتها في الفعاليات المخصصة للطفل، قالت العنزي: «شاركت بأعمالي الفنية مع برنامج الفنان الصغير، ومعارض وأنشطة المدرسة وبرنامج ماما أنيسة وحصدت العديد من الجوائز آنذاك».
وتابعت: لم أعتمد على المدرسة فقط بصقل موهبتي، بل حاولت اقتناء الكتب الفنية العالمية والعربية والاطلاع عليها لاكتسب خبرة إضافة إلى الانضمام لدورات فنية خاصة بميولي الفنية، وأول انطلاقة لي في عالم الفن هي مشاركتي مع جمعية الفنون التشكيلية بمعرض التحرير والغزو الغاشم، وتم اقتناء إحدى لوحاتي من الديوان الأميري.
وبينت أن شغفها بالفن لم يوقفها عند هذا الحد، بل استكملت دراستها بنفس التخصص الذي ترغب به أي الفنون التطبيقية، وعلقت قائلة: فمهما تعدد سنوات الخبرة ومهما حقق الفنان من شهرة ونجاحات يظل الفنان بحاجة إلى تطوير أدواته وأفكاره لتحقيق المزيد من التقدم والتطور في مجاله الفني.
الحدث والموقف
وذكرت أن من الأشياء التي تحرك مشاعرها كفنانة نحو إنجاز اللوحة الفنية هو الحدث والموقف، سواء كان حزيناً أو مفرحاً، حرباً أو انتصاراً، أو آمالاً وتطلعات للمستقبل، وترى من وجهة نظرها أن الفنان الحقيقي هو المرآة الحقيقية العاكسة للحياة، التي دائماً يكون متعاطفاً معها وما يدور في النفس البشرية.
وتابعت: «فأنا لا أرسم إلا إذا توفرت لي الأجواء المناسبة للرسم ومنها العزلة، والهدوء، وصفاء الذهن، والتفكير، والتخيل، فمشاعر الفنان تنعكس على العمل الفني سواء كان سعيداً أم حزيناً من خلال اختياره للألوان وتفاصيل الحدث، فيجب على الفنان أن يعيش الحقيقة ويدمج بها ما بين الخيال والواقع ليشعر بالعمل الفني والقدرة على توصيله للمشاهد».
وعن المدارس الفنية التي تنتمي إليها العنزي أجابت: «جربت العديد من المدارس الفنية من خلال دراستي، وأبحاثي، لكن من خلال مشاركاتي الفنية اعتمدت على المدرسة الواقعية للتعبير عن الحدث وتوثيقه ولتوصيل الرسالة الفنية كمعارض»، الأقصى في قلوبنا، ومعرض 2 أغسطس 1990، والمعرض التوثيقي بعنوان «المباركية 2022»، ومسابقة Miradas لمحاربة العمى، وغيرها لكن دائماً أميل للمدرسة التأثيرية والتجريدية».
ولفتت إلى أحد أعمالها الفنية، حيث حاولت أن تجسد لوحة فنية تجمع جميع المدارس الفنية كالتكعيبية، والسريالية، والتعبيرية، والواقعية وغيرها وأطلقت عليها «أنا وبيكاسو... وآخرون»، ورسمت أهم رواد مؤسسي العمل الفني كبيكاسو، ودالي، وفان غوخ، ومونيه وغيرهم من عظماء الفن.
مشاركات
وذكرت أنها شاركت في العديد من المعارض الفنية الهادفة على المستوى المحلي والدولي والعالمي من خلال نشر الثقافة والوعي الفني بين المجتمع والفرد في الجانب المحلي وعلى الصعيد الدولي والعالمي والتعرف على الثقافات الشعوب وأنماط الفنون الأخرى، مبينة أن الفن هو إرث ثقافي فهو مرجعية مهمة جداً وجذور وأرشيف لكينونة الحاضر والماضي.
وأشارت إلى أن آخر مشاركتها الفنية في عام 2023 في إسبانيا المشاركة في مسابقة Miradas لمحاربة العمي بلوحة فنية وكان ضمن العشر الفنانين الكويتيين من نقابة الفنانين والإعلاميين والذين حصدوا مراكز متقدمة ضمن 114 عملاً فنياً من دول العالم.
وعند سؤالها: هناك من يرى أن الفنانة أقل إبداعاً من الفنان تجيب: «لا أتفق مع هذه المقولة ففي رأيي أن لكل من الفنان والفنانة فن خاص ورسالة معينة يؤديها إذا ما توافرت الظروف، فالفن الحقيقي هو إبداع فطري ومهارة مكتسبة معاً، والدليل أن هناك من يدرس الفن وعلى دراية بمهاراته لأنه لا يملك الشغف والإبداع الفني ليعزز المهارة والتدريب، وأنا أؤمن بأن كلاً منهما فنان في مجاله وتخصصه، فالفن اتساع وخلق وابتكار وتغيير وتجدد يشمل كل ما نعمله يذكرنا دائماً بعظمة الخالق وقدرته، فكلنا فنانون لإعمار الأرض بالتواصل والعمل والاكتشاف».
وعن أبرز مشاريعها، تقول «من أبرز المشاريع التي أعمل عليها الآن ولله الحمد تقديم دورات أكاديمية هادفة في جميع مجالات الفنون على المستوى المحلي والدولي، وأنا بصدد إنشاء أكاديمية تستقطب جميع فئات المجتمع كطلبة الكليات، وأصحاب المشاريع والهواة والأطفال الموهوبين وذوي الهمم بجميع فئاتهم كالتوحد، ومتلازمة الداون، وأصحاب الإعاقات الجسدية».
وبينت العنزي، أنه من أهم الدورات التي قدمتها اختبار القدرات الأكاديمية لطلبة الكليات الخاصة التطبيقية، والعلاج بالرسم، ودورات الرسم الزيتي والأكريليك، والتأسيس المائي، والانمي والبورتريه والغرافيك والنحت بأنواعه فأصغر متدربة تلقت الدورات عندها كان عمرها خمس سنوات وأكبر متدربة كان عمرها 63 عاماً.
وأشارت إلى أنها نظمت العديد من الفعاليات، والورش التطوعية الخاصة بالرسم لذوي الهمم، ولكبار السن لصنع البهجة والأمل على وجوه الصغار والكبار ولنشر الفن والثقافة في المجتمع، مؤكدة أن الفن لا يقف عند عمر محدد، فالفن فطرة الإنسان ويهذبها ويرشدها لما يريد منها أن تكون، وأيضاً بالتعلم والممارسة والتدريب المتقن يستطيع تحقيق ذلك.
تجدر الإشارة أن العنزي عضوة في نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين، وعضوة في فريق لآلئ كويتية عضوة في أكاديمية إس بي للفنون والحرف.
وهي حاصلة على بكالوريوس تربية فنية «تصميم داخلي»، ومدربة أكاديمية للحرف والفنون، ولديها خبرة في تدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة « ذوي الهمم»، تقدم دورات فنية أكاديمية لجميع الفئات والمستويات، وأيضاً مدربة ومنسقة للفنون في الجامعة الدولية «IUK».