الغابون: الجنرال نغيما يؤدي اليمين رئيساً ويَعِد بانتخابات حرّة وإعادة السلطة للمدنيين
• المجلس العسكري في النيجر يعيد فتح المجال الجوي ويواصل الضغط على فرنسا
بعد إطاحته الرئيس الغابوني علي بونغو، أدى الجنرال بريس أوليغي نغيما، اليوم، اليمين أمام المحكمة الدستورية رئيساً مؤقتاً للغابون خلال مراسم أقيمت بالقصر الجمهوري في ليبرفيل، وأذيع على التلفزيون، وشهد إطلاق المدافع مقذوفات احتفالاً بالمناسبة.
ووعد الجنرال نغيما، الذي وضع انقلابه قبل 5 أيام حداً لحُكم عائلة بونغو الممتد لأكثر من 5 عقود في الغابون، بـ «إعادة السلطة الى المدنيين» عبر «انتخابات حرّة وشفافة وذات مصداقية»، لكن من دون تحديد موعدها.
وطلب نغيما مشاركة كل «القوى الفاعلة للأمة» في وضع «دستور جديد سيتم اعتماده عن طريق استفتاء»، «لمؤسسات أكثر احتراما لحقوق الإنسان والديموقراطية».
وقال نغيما، بعد أداء اليمين رئيساً للجمهورية أمام قضاة المحكمة الدستورية المنتهية ولايتها، أنه في نهاية هذه العملية «نعتزم إعادة السلطة للمدنيين من خلال تنظيم انتخابات حرّة وشفافة وذات مصداقية».
وأوضح في خطابه، الذي تجمّعت الحشود لاستماعه في ساحة مسجد الحسن الثاني قبالة القصر الجمهوري، أنه أعطى توجيهات للحكومة الجديدة لبدء إجراءات لإعادة السياسيين الموجودين في المنفى.
ومنذ قيادته الانقلاب العسكري، الأربعاء، يظهر نغيما يومياً محاطاً بضباط كبار من الجيش والدّرك والشرطة. وباستثناء شريحة من المعارضة لا تزال تطالب بتسليم السلطة إلى المدنيين، وتحديداً إلى مرشحها الذي حلّ ثانياً في الانتخابات، يبدو نغيما متمتعاً بتأييد غالبية من المواطنين الذين ينزلون يومياً إلى الشارع لإبداء تأييدهم للجيش الذي «حررهم من عائلة بونغو».
وحكمت العائلة منذ أكثر من 55 عاماً هذه الدولة النفطية الصغيرة التي تعدّ من الأغنى في وسط إفريقيا، غير أن الثروات فيها تبقى محصورة بيد النخبة الحاكمة التي تتهمها المعارضة والانقلابيون بـ «الفساد» و«سوء الإدارة». وفي النيجر، قال متحدث باسم وزارة النقل إن القادة العسكريين أعادوا فتح المجال الجوي أمام جميع الرحلات، والذي كان قد أغلق في السادس من أغسطس بعد استيلائهم على السلطة واحتجاز الرئيس المنتخب محمد بازوم.
وفي إطار ضغوط قادة الجيش على دولة الاستعمار السابق، تظاهر الآلاف في النيجر لليوم الثالث توالياً، مطالبين برحيل القوات الفرنسية، وهو مطلب النظام العسكري الذي وصل إلى السلطة بعد انقلاب 26 يوليو.
وهتف المتظاهرون «فلتسقط فرنسا! فرنسا ارحلي»، مكررين شعارات رُدّدت في تظاهرات سابقة في نيامي منذ الانقلاب.
وشنّ النظام العسكري في النيجر هجوماً لفظياً جديداً ضد فرنسا، الجمعة، متهماً باريس بـ «التدخل الصارخ» عبر دعم الرئيس المخلوع بازوم.
ومُذاك، انضم عشرات الآلاف إلى الاحتجاجات ضد الفرنسيين عند مستديرة قرب قاعدة عسكرية نيجرية، حيث يتمركز جنود فرنسيون.
وتدهورت العلاقات مع فرنسا، (القوة الاستعمارية السابقة للنيجر)، بسرعة، بعد دعم باريس لبازوم، وفي 3 أغسطس، أعلن المجلس العسكري إلغاء اتفاقات عسكرية عدة مبرمة مع فرنسا تتصل خصوصاً بتمركز الكتيبة الفرنسية التي تنشر 1500 جندي في النيجر للمشاركة في محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة.
كما سحبت النيجر الحصانة الدبلوماسية والتأشيرة من السفير الفرنسي سيلفان إيتيه وطلبت منه «المغادرة»، بموجب أمر من وزارة الداخلية صدر الخميس وقرار من المحكمة العليا في نيامي الجمعة، اطّلعت عليهما وكالة فرانس برس.