انطلقت، أمس الأول، فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي» بدورته الـ 15 تحت رعاية وزير الإعلام رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري.

وأحيا حفل الافتتاح، الذي أقيم بقاعة المسرح الوطني في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي وشهد حضوراً كثيفاً، الفنان عبدالله الرويشد، الذي نال تكريماً خاصاً من «الوطني للثقافة».

Ad

في البداية، اعتلت المذيعة إيمان نجم خشبة المسرح، لتقديم فقرات الحفل.

وبهذه المناسبة، قال الأمين العام لـ «الوطني للثقافة» د. محمد الجسار، في كلمته، ممثلاً راعي الحفل الوزير عبدالرحمن المطيري، إن مهرجان «صيفي ثقافي» يُعتبر أحد مشاريع المجلس التي يهدف من خلالها إلى استقطاب الشباب، وملء أوقات فراغهم بما ينفعهم، وينمي قدراتهم ومهاراتهم.

وبيَّن أن المهرجان لم يغفل هذا العام الفعاليات التي تلبي احتياجات المتطلعين من جميع الأعمار والمشارب لمواكبة المفيد والممتع في عالم تتسارع فيه الأحداث، وتتنافس المعارف، وفق منظومة هدفها الارتقاء بمفهوم الفكر والثقافة.

وأضاف الجسار: «لقد واكب يوم السابع عشر من يوليو الفائت ذكرى مرور خمسين عاماً على صدور المرسوم الأميري بإنشاء (الوطني للثقافة)، وهو اليوم الذي يستحق أن يكون عيداً للثقافة العربية، لما قدَّمه هذا الكيان الشامخ من إسهامات عظيمة في خدمة القارئ والمثقف العربي في كل مكان».

وأوضح أن «هذا الكيان كان بحق قوة الكويت الناعمة، بما يحمله من رسالة حضارية إلى دول العالم المختلفة، بأنها دولة مُحبة للسلام، كما كان همزة وصل ثقافياً وفنياً وأدبياً بينها وبين دول العالم، من خلال الأسابيع الثقافية والبعثات الأثرية والمعارض الفنية والعروض المسرحية، إلى غير ذلك من طرق التواصل الثقافي والفني التي عززت موقع الكويت، فأصبح يُشار إليها على أنها دولة راعية للثقافة والمثقفين».

وذكر الجسار أن «المجلس الوطني فتح نوافذ مشرعة نطل منها على ثقافات العالم المختلفة، وعلى فنونه وآدابه، من خلال إصداراته، التي تنهل من كل اللغات في شرق العالم وغربه، لتنقل إلى العربية أعظم ما أنتجته قرائح المبدعين، وأبدعته عقول المفكرين».

وأكد أن «الكويت شيَّدت صرحاً ثقافياً نجح في أن يكون مشاركاً رئيساً في بناء الجسم الثقافي العربي، وأن يكون مرسلاً لرياح الوعي والمعرفة، فإذا بخيرها يصيب كل بقعة من بقاع عالمنا العربي الكبير، ويسهم في صُنع نهضة الحاضر، وها هو يستشرف المستقبل، ويضع لبناته».

وقال إن استراتيجية المجلس الوطني للسنوات الخمس المقبلة (2023 - 2028)، ما هي إلا ركيزة من ركائز التنمية المستدامة، وخطوة على طريق تحقيق رؤية الكويت الثقافية الجديدة، التي ترتكن على الحوكمة واستثمار المواهب والاقتصاد الإبداعي إلى غير ذلك من المحاور.

وبيَّن أنه تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على صدور المرسوم الأميري بإنشاء «الوطني للثقافة» ستحتفي «أمانة المجلس» بهذه المناسبة، من خلال احتفالية كبرى تبدأ فعالياتها مع مهرجان «صيفي ثقافي»، وتستمر على مدى عام كامل تشهد كثيراً من الفعاليات والبرامج.

وعقب ذلك، قدمت المذيعة إيمان نجم الفنان عبدالله الرويشد، المحتفى فيه، عبر عبارات جميلة وجُمل معبرة، ثم ضجَّت قاعة المسرح الوطني في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بالتصفيق، ترحيباً باستقبال الرويشد، الذي شكر «الوطني للثقافة»، وقال: «كل الشكر والتقدير للمجلس الوطني على هذه الليلة التي تعني لي الكثير، لأنها على أرض الكويت، بين ناسي وأهلي، وأنا أقدم على مدى 40 سنة أغنيات آمل أن تحوز رضاكم، وأشكر مركز الشيخ جابر الأحمد على الاستضافة».

وأضاف الرويشد: «حضوركم أغلى تكريم في حياتي، شكراً لحضوركم».

وفي تعليقه على هتافات الجمهور وطلباته، قال: «يا زين أهل الكويت».

وغنى مجموعة من أشهر أغنياته المحببة، فكان يغني لمن شدت الرحال ومضت، ونكثت في وعودها، وتركته عرضة للألسن، ويردد بعد فوات الأوان: «عرفت الناس والدنيا/ نادر الوفا فيها، / وعرفت النار ما تحرق/ إلا رجل واطيها، /عرفت الناس والدنيا/ نادر الوفى فيها/ أثاري كل ما قلتي كلام في كلام/ يا ويلي ما بقى صاحب وعلى الدنيا السلام».

كما سرد الرويشد عبر أغنية «أي معزة» أحد الدروس التي استوعبها جيداً، حيث قال: «علمني الوقت علمني/ أعبر فوق جرحي وأتبسم/ وابن آدم لو ما عثراته ما تعلم/ لو تصير دموعك نهر جاري/ ما اتراجع عن قراري/ بقت كلمه أقولها وبس/ أنا اليوم غير الأمس/ المعزة ضاعت وش بقى يا روحي/

خلني ساكت لا تنبش جروحي وأي معزة».

وأجاد في انتقاء أغنيات الحفل، الذي توزع على فترتين، حيث غنى للعشاق والمغرمين والمجروحين، وعاش الجمهور معه لحظات مختلفة من السعادة والفرح، وكذلك استرجع الذكريات، حتى إن كانت مؤلمة.

ومن الأغنيات التي قدَّمها: رحلتي، تصوّر، أي معزة، عذروب خلي، اتبع قلبي، اللي نساك، كما غنى: لمني بشوق، دنيا الوله، ما في أحد مرتاح، تذكرني، وغيرها.

مفاجأة سارَّة لجمهور الحفل

كانت مفاجأة الحفل «دويتو» أداه الرويشد مع الفنان البحريني خالد الشيخ، حيث استمتع الحضور بالأداء الجميل لأغنية «تذكرني»، وشهد الحفل تفاعلاً كبيراً من الجمهور، حيث كانوا يغنون مقاطع من أغنيات الرويشد، الذي لم يجد حلاً غير الاستماع إلى هذا الغناء، وإبداء الإعجاب والثناء على جمهور الكويت. ومن أجواء أغنية «تذكرني»: «ورَّد عشب أخضر وسط حوشك/ تذكرني إذا صار الورد جوري على غصونك/ تذكرني لى زاد الهوى/ وانشدت حبالك على خيامك/ تذكرني وخلني مرة آمر على بالك/ اشلون أسلاك فرحي ونظر عيني كلما طريت اسمك تغنى كل ما فيني/ تنكشف أسرار روحي لى من طريت اسمك».