بدأت الهند، أمس، مناورات عسكرية كبيرة، خصوصا قرب الحدود مع الصين، تتزامن مع استضافتها قمة دول مجموعة العشرين، التي سيغيب عنها الرئيس الصيني ويحضرها رئيس وزرائه بدلا منه.
وأفاد مسؤول دفاعي هندي وكالة فرانس برس بأن المناورات التي تستمر 11 يوما هي «مناورة تدريب سنوية» في المناطق الشمالية المحاذية للصين وباكستان.
وتشهد العلاقات بين الصين والهند توترا منذ اشتباك حدودي في يونيو 2020 أدى الى مقتل 20 جنديا هنديا و4 عسكريين على الأقل لدى الجانب الصيني.
وفي أواخر أغسطس، سجّل توتر جديد بين البلدين بعد نشر الصين خريطة تظهر فيها ضمن أراضيها مناطق تؤكد نيودلهي أنها عائدة لها.
وتتوجّس الهند من تنامي النزعة العسكرية لجارتها الشمالية، كما أنّ الحدود المشتركة للبلدين وطولها 3500 كلم تشكّل مصدر توتّر دائم.
وفي ظل التوترات، حشد الطرفان عشرات الآلاف من الجنود على طول «خط السيطرة الفعلية» الفاصل بينهما، وهو خط حدودي لم يتمّ ترسيمه بشكل دقيق.
والشهر الماضي، عقد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الصيني شي جينبينغ لقاء نادرا بين زعيمَي البلدين، وذلك على هامش قمة مجموعة دول بريكس (الصين، الهند، روسيا، البرازيل وجنوب إفريقيا) للاقتصادات الناشئة في جنوب إفريقيا.
وبعد اللقاء، انتقدت الهند خريطة صينية ضمت مناطق تابعة لها، وأشارت إلى أن من شأن ذلك تعقيد حل مسألة الحدود بين البلدين. وقالت نيودلهي إن منطقتين في الخريطة التي نشرتها صحيفة غلوبال تايمز المملوكة للدولة الصينية، تتبعان للهند، المنطقة الأولى هي ولاية أروناشال براديش الواقعة في شمال شرق الهند، والتي تعتبرها الصين جزءا من التيبت، وقد خاض الجانبان فيها حربا حدودية مفتوحة عام 1962.
أما المنطقة الثانية فهي أكساي تشين، وهي ممر استراتيجي يقع على ارتفاع شاهق يربط بين التيبت وغرب الصين.
إلا أن شي جينبينغ سيغيب عن قمة دول مجموعة العشرين التي تستضيفها نيودلهي في التاسع والعاشر من الجاري، وفق ما أكدت وزارة الخارجية الصينية، أمس، بعد أيام من التكهنات بشأن هذه المسألة.
وقالت «الخارجية» الصينية أن بكين ستتمثل برئيس الوزراء لي تشيانغ.
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس الأول مجددا، إنه يشعر «بخيبة أمل»، لأنه لن يرى الرئيس الصيني في قمة مجموعة العشرين، لكنّه أشار إلى أنه سيلتقي به في المستقبل. وكانت آخر مرة تحدّث فيها الرجلان على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي خلال نوفمبر الماضي.
وقبل اجتماع مجموعة العشرين هذا الأسبوع ورحلته إلى فيتنام، قال بايدن إنه يركز على التنسيق مع الدول الأخرى». وأضاف: «نريد مزيدا من التنسيق، وأعتقد أن الدول الأخرى تريد علاقة أوثق بكثير مع الولايات المتحدة، ويمكنني أن أكون مفيدا للغاية».