عشية انعقاد قمة دول مجموعة العشرين التي تستضيفها العاصمة الهندية نيودلهي في 9 و10 الجاري، كشفت وسائل إعلام هندية، أن رئيسة البلاد دروبادي مورمو استخدمت عبارة «رئيس دولة بهارات»، بدلاً من «رئيس دولة الهند»، في دعوات رسمية لمأدبة عشاء موجهة إلى قادة دول المجموعة.
جاء ذلك، في وقت كشفت وسائل إعلام هندية بينها صحيفة «إينديا توداي»، أن حكومة الهند، التي يقودها القوميون الهندوس المتشددون، قد تطرح قراراً بإعادة تسمية الهند باسم بهارات، وهو الاسم الذي عُرفت به البلاد منذ قرون، وذلك خلال الجلسة الخاصة المقبلة للبرلمان المقرر عقدها خلال الفترة من 18 إلى 22 الجاري.
ويسمح الدستور الهندي باستخدام الاسمين، كما أن الطائرة الخاصة التي تنقل الرئيس ونائبه ورئيس الوزراء مكتوب عليها اسم «بهارات».
وأعرب العديد من السياسين البارزين المؤيدين للحكومة عن دعمهم لقرار استخدام اسم بهارات، ومنهم رئيس الوزراء ناريندرا مودي الذي عبر عن رأي مماثل في أغسطس 2022 من على أسوار القلعة الحمراء، مناشداً المواطنين أن يأخذوا خمسة تعهدات، أحدها «التحرّر من كل أثر للعبودية»، إذ اعتبر استخدام اسم بهارات لفتة رمزية نحو احتضان الهوية الأصلية للبلاد.
وخلال جلسة البرلمان الموسمية التي اختتمت أخيراً، طالب النائب عن حزب «بهاراتيا جاناتا» القومي الهندوسي الحاكم، ناريش بانسال، بإزالة كلمة «الهند» من الدستور، بحجة أنها ترمز إلى العبودية الاستعمارية، موضحاً أن «البريطانيين غيّروا اسم بهارات إلى الهند، في حين ينص الدستور بموجب المادة 1، على أن الهند هي بهارات».
وقال بانسال: «لقد عرفت بلادنا باسم بهارات منذ آلاف السنين... وهو اسمها الموجود في النصوص السنسكريتية القديمة»، مؤكداً أن اسم الهند جاء به الاستعمار، «وبالتالي فهو رمز للعبودية».
وكانت المحكمة العليا في نيودلهي رفضت قبل أيام التماساً رفعه أحد المحامين لتغيير اسم الدولة إلى بهارات، معتبرة أن الدستور ينص على أن الهند تسمى أيضاً بهارات، وعليه لا حاجة للالتماس. وقال المحامي إن اسم «الهند» مشتق من الكلمة اليونانية «إنديكا»، وإن التماسه يهدف إلى إلغاء هذه التسمية والاكتفاء ببهارات.
وعندما أشارت المحكمة إلى عدم رغبتها في قبول الالتماس، حث المحامي على السماح بمعاملة الالتماس على أنه طلب أمام الوزارة المعنية، وهو ما سمحت به المحكمة.
ويتوقع أن تكون هذه الخطوة إجابة عن مسألتين؛ الأولى لتجنب الارتباك مع تحالف المعارضة في البلاد والمعروف باسم INDIA، والمسألة الثانية هي أن بهارات في الحقيقة اسم «الهند القديمة»، وحزب «بهاراتيا جاناتا» يعتبر أن «الهند» مصطلح استعماري ابتكره البريطانيون.
ووفق تقرير لقناة «cnbc» فإن تغيير اسم الدولة يحتاج الركون إلى المادة 368 لتعديل الدستور، حيث يحتاج الأمر إلى أغلبية بسيطة في كل من مجلسي البرلمان لإقرار إعادة تسمية البلاد، وبمجرد مرور القرار، يجب على الحكومة تعديل الدستور على الأقل في 10 بنود حيث يذكر «حكومة الهند».