«بيتك - الكويت» يناقش دور التكافل في التخفيف من المخاطر المناخية

عقد بيت التمويل الكويتي، عبر «بيتك تكافل»، مع مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اجتماع المائدة المستديرة بعنوان «دور التكافل في التخفيف من المخاطر المناخية»، تم خلاله تناول عدة مواضيع تخص العالم العربي، وأهمية التأمين التكافلي للتصدي أو تخفيف الأخطار الناتجة عن التغيرات المناخية.

بداية، قال الرئيس التنفيذي لـ «بيتك - الكويت»، خالد الشملان: «يحظى (بيتك)، أكبر بنك في الكويت وثاني أكبر بنك إسلامي في العالم، بخبرات عالية في مختلف المجالات، لاسيما فيما يتعلق بالتأمين التكافلي، الذي سيكون له دور كبير في مواجهة التحديات الناجمة عن تغير المناخ، ومواجهة المخاطر والكوارث. كما أن التأمين التكافلي أثبت للعالم أجمع أنه الطريقة المُثلى للتعاون، لأنه يخلق عملاً جماعياً يحقق مرونة مالية».

الشملان : التأمين التكافلي سيكون له دور كبير في مواجهة تحديات تغير المناخ

وأشار إلى أن «بيتك» يزخر بتاريخ عريق وصل به إلى أن يصبح أكبر بنك في الكويت، وثاني أكبر بنك إسلامي في العالم، وأن يكون رائداً في صناعة التمويل الإسلامي على مستوى العالم.

ولفت إلى أن هذه الخبرات نتجت عن تأسيس أول شركة للتأمين التكافلي في الكويت، لتساهم في طرح حلول جديدة للمساهمة في الحد من الأخطار والكوارث، مبيناً أن لـ «بيتك» مساهمات مجتمعية عديدة فيما يتعلق بالبيئة.

التحالف العالمي للتأمين التكافلي

بدوره، قال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الكويت موسيس فينانسو، إن «هدفنا اليوم، هو تسليط الضوء أكثر على رؤية التحالف العالمي للتأمين التكافلي، إذ نسعى من هذه الرؤية الطموحة والجوهرية إلى تقديم حماية ممكنة من مخاطر التغير المناخي إلى 100 مليون شخص بحلول عام 2030، ولا يقل أهمية عن هذا التزامنا بالتغلب على الحواجز الاجتماعية والثقافية التي أعاقت تاريخياً التوصل إلى التأمين التقليدي».

وتابع: «هذه الرؤية تتماشى مع مبادئ التمويل الإسلامي، خصوصاً المبادئ الأساسية للتكافل، التي تركز على المساعدة المتبادلة، والمشاركة بالمخاطر وقواعد السلوك الأخلاقية».

وأضاف: «لاشك في أن هذه المبادرة مُلحَّة، ولا يمكن التغاضي عن الأهمية التي تكتسبها، إذ تتحمَّل المجتمعات الضعيفة، التي غالباً ما تكون فيها تغطية التأمين محدودة، العبء الأكبر من الكوارث المرتبطة بالمناخ، ويكون وقع هذه المخاطر شديداً. ونظراً إلى أن متوسط معدل اختراق التأمين يصل إلى 7 في المئة فقط في الكثير من الأمم النامية، فإن الحاجة إلى التأمين من المخاطر تُعد ذات أهمية قصوى».

فينانسو : 7% فقط متوسط معدل اختراق التأمين في كثير من الأمم النامية

وصرح فينانسو بأن «هدفنا المشترك اليوم يتمثل في توحيد الجهود لسد الثغرات، وتسخير إمكانات التمويل الإسلامي لصياغة حلول تضع في اعتبارها القيم الاجتماعية والثقافية، من خلال إنشاء نظام بيئي ملائم، واعتماد حلول مبتكرة للتحول عن المخاطر وقيادة التغيير المنهجي، والدعوة إلى تبني سياسات وحملات توعية تهدف إلى تمكين المجتمعات للتصدي إلى الصدمات المناخية وضمان التنمية المستدامة».

فينانسو : الحاجة إلى التأمين من المخاطر ذات الأهمية القصوى

وأكمل: «بينما نحن نتناقش اليوم، دعونا نضع في اعتبارنا الأفراد والأسر الذين سيستفيدون من هذه المبادرة، فنحن نملك القدرة على إحداث تغيير جذري، والمساهمة في تحقيق عالم أكثر شمولية ومرونة»، لافتاً إلى أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على استعداد للعمل مع الجميع، وتحويل أفكار اليوم إلى مرونة مالية طويلة الأجل لكل من هو بأمسِّ الحاجة إليها.

جانب من الجلسات

وخلال الحلقة الأولى من المناقشات، قال رئيس برنامج التأمين وتمويل المخاطر التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي جان كيليت، إن إطلاق تحالف التكافل العالمي خطوة مهمة في تحقيق مرحلة تنموية مهمة ومستدامة بالتعاون مع «بيتك»، الذي «أصبح شريكاً لنا، وشريكاً على المستوى الدولي».

وأضاف: «تزداد أهمية تحالف التكافل، في ظل تزايد وقوع الكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية في المجتمعات النامية، لتوفير بدائل تأمينية أمام هذه المجتمعات، متخطية أي عوائق، ومن المقرر أن نعقد اجتماعنا المقبل في العاصمة السعودية (الرياض)، وهكذا نبقى مستعدين لتعزيز هذا التحالف قدر الإمكان».

وبيَّن كيليت أن تحالف التكافل سيساهم في تحقيق الصمود المالي بالكثير من المجتمعات، من خلال زيادة المظلة التأمينية، وتوفير حماية مالية من الآثار والتحديات المناخية، بما يكفل استمرار خطط التنمية واستدامتها في المجتمعات المتأثرة بذلك.

كيليت : تحالف التكافل سيساهم في تحقيق الصمود المالي في مجتمعات عديدة

وأوضح أن برنامج الأمم المتحدة موجود في أكثر من 170 بلداً، بما فيها دول عربية وإسلامية، ومن شأن قيام شراكة مع صناعة التأمين التكافلي إيجاد حلول أشمل وأوسع في مناطق جديدة من العالم، ومن المستهدف الوصول إلى 100 مليون شخص قادر على الصمود المالي في 2030.

كيليت: 6 من 7 أشخاص في العالم يشعرون بعدم الأمان التأميني

ولفت إلى أن تقديرات الخسائر في الاقتصاد العالمي عام 2020 من جراء التغيرات المناخية وصلت إلى 275 مليار دولار، كما أن 97 في المئة من الأشخاص بدول جنوب الصحراء لا تشملهم أي تغطية تأمينية، وأشارت دراسات إلى أن 6 من 7 أشخاص في العالم يشعرون بعدم الأمان التأميني.

واختتم كيليت: «شهدت الاجتماعات العديد من اللقاءات والمداخلات حول الموضوع قدَّمتها مجموعة من المشاركين، الذين يمثلون شركات التأمين وإعادة التأمين، إضافة إلى خبراء واختصاصيين من العاملين في المجال، كما شارك مهتمون وناشطون في مجال البيئة من حول العالم في الاجتماعات عبر تطبيق زووم، وقدَّموا من خلال استعراض جوانب الموضوع المختلفة إضافات مهمة وسَّعت آفاق المناقشات، وأثرت الحوارات التي جمعت بين الخبرات والقدرات التنفيذية في الشركات، وبين المهتمين بقضايا التغيرات المناخية والبيئة، وآخرين من المتابعين لأعمال التأمين التكافلي وتطوراته ومنتجاته المختلفة على الساحتين المحلية والعالمية».