الجيب المثقوب
«تخلص من همومك بوضعها في جيب مثقوب». (مثل صيني)
لم أتعرف على اللغة الصينية، ولم أستطع تلبية الدعوة قبل عدة أعوام لزيارة الصين وحضور أحد المؤتمرات، لكن اهتمامي بمتابعة أدبيات العلاقات الدولية ونمور آسيا يزداد، الى جانب اهتمامي بالتغيير المستمر لمواقع الدول على المسرح الدولي والجهود المبذولة لسعي الدول إلى استعادة مكانتها كلاعب في الساحة العالمية. ولن يخفى علي متعة القراءة في مجال التغيير المستمر لأدوات العلاقات الخارجية للدول لتعزيز جاذبيتها امام المجتمع الدولي، فهل المهمة سهلة؟ وما العوامل التي تحتاجها الدول لتعزيز جاذبيتها والاستثمار في واجهتها وقيمها؟ سؤالان مهمان يبحثان عن إجابة. وعودة الى الصين، من اللافت للنظرعلاقتها بدول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام وعلاقتها التاريخية بالكويت بشكل خاص، والتي تعود إلى فترة الستينيات عبر سعيها إلى الموازنة بين الشرق والغرب والتزامها بخطها السياسي المعتدل فور استقلالها. أما عام 2004 فقد سجل منحى جديداً في العلاقات الكويتية بشكل خاص والخليجية بشكل عام في دول آسيا، فخلال تلك الفترة ترأست الكويت منظومة مجلس التعاون راسمة خطوطا بحرية وبرية واقتصادية عبر ما سمي آنذاك «الدبلوماسية الاقتصادية» من خلال التوجه شرقا واحتضان لقاءات متعددة لدول الشرق.
كان نهجا ناجحا للسياسة الخارجية الكويتية، تكلل بفتح الأبواب للباحثين والمهتمين للدخول في حوارات مستمرة كانت نتيجتها انطلاق دعم ثقافي للمبادرات الناجحة التي انطلقت ومنها الاتجاه للشرق.
خلاصة الموضوع: لندع همومنا البيروقراطية في جيب مثقوب، ودعونا ندعم روح المبادرة في مجالات عدة، وأول خطوة هي التخلص من الجمود والبيروقراطية والحاجز الزجاجي الذي أصبح عازلا ما بين الموظف والمهتم من أهل الثقافة والاهتمام الدبلوماسي والدولي.