أكد رئيس اتحاد الأعلاف، سعد بن دبلان، أن هناك اتصالات بين الاتحاد والمسؤولين في الدولة حول مشكلة عدم وجود أسواق رسمية لبيع الأعلاف، إلا أنه حتى الآن لا يوجد تجاوب لحل تلك المشكلة، لافتا إلى أن الأمر لا يتعدى مجرد الحبر على الورق.

وقال بن دبلان لـ «الجريدة»، إنه يتوقع أن ترتفع أسعار اللحوم خلال الفترة المقبلة، مع ارتفاع أسعار الأعلاف، لافتا إلى أن هناك شركات تعمل في استيراد الأعلاف، إلا أنها لا تستطيع بيع تلك الأعلاف بالكويت، بسبب عدم وجود أسواق رسمية معترف بها من قبل الدولة، لذلك أصبح هناك عزوف عن العمل في استيراد الأعلاف من الخارج.

Ad

وأضاف أن بعض الشركات التي لا تزال تعمل في استيراد الأعلاف الخضراء تقوم العمالة السائبة بأخذ بعض «أكياس الأعلاف» منها لبيعها على الطرق السريعة، بالقرب من المزارع، إلّا أن البلدية تضبط تلك العمالة، ومن ثم مصادرة تلك الأعلاف، فتتكبد تلك الشركات خسائر كبيرة من دون فائدة.

وأشار إلى أنّ بعض الأعلاف التي ترد إلى البلاد من بعض البلدان مليئة بالحصى والرمال ورديئة، مما يتسبب في نفوق الماشية، لافتا إلى أن باب استيراد الأعلاف مفتوح، إلّا أن المشكلة تكمن في عدم وجود سوق لبيع تلك الأعلاف في الكويت، داعيا الجهات الحكومية إلى التدخل لإيجاد سوق وبيع الأعلاف على أصحاب الحلال بطرق قانونية.

وأوضح أن الدولة، ممثلة في شركة المطاحن، توفر البروتين لـ «الحلال»، المتمثل في «الذرة والفول والشعير»، إلا أن الحيوان يحتاج من هذا البروتين من 25 إلى 30 بالمئة فقط، والـ 70 بالمئة المتبقية يجب أن تكون حشائش خضراء، ليستطيع «الحلال» أن يعيش.

موافقات رسمية

وقال إن الاتحاد حصل في السابق على موافقات رسمية من الزراعة بتحديد سوق لبيع الأعلاف، إلا أن تلك الموافقات لا تزال حبرا على ورق بسبب وجود بعض الأخطاء بها، سواء في الصياغة أو التواريخ، مؤكدا أن تلك المعاناة عمرها الآن 8 سنوات بدون حل، فقط إهمال من بعض الجهات وعدم مسؤولية تجاه الأمن الغذائي في البلاد.

وأشار إلى أن سعر الـ 24 كيلوغراما من الأعلاف الخضراء يصل إلى 5 دنانير، في حين أنه لو أوجدت الدولة سوقا يمكن أن ينخفض سعره إلى دينار واحد، في ظل وجود بلدان سعر تلك الكمية فيها أقل من دينار، وفي تلك الحالة يعود المكسب في النهاية إلى الأمن الغذائي بالبلاد.

السوق السوداء

بدوره، قال رئيس اتحاد منتجي الألبان عبدالحكيم الأحمد، لـ «الجريدة»، إن المطالبات بوجود أسواق أو مراكز لبيع الأعلاف قديمة، لحاجة مربي الأغنام والإبل والماعز لتلك الأسواق في العبدلي والسالمي وكبد والوفرة وبعض المناطق الأخرى، لافتا إلى أن وجود تلك المراكز سيجنب أصحاب الحلال اللجوء إلى شراء الأعلاف من «السوق السوداء»، شريطة أن تكون تلك الأسواق تابعة لهيئة الزراعة والمطاحن.

وشدد الأحمد على أن وجود تلك الأسواق يحافظ على الأمن الغذائي في الكويت بتوفير الأعلاف في المناطق التي يوجد بها مربو الماشية، مشيرا إلى أن من لديه «حلال» لا يقبل باستئجار «وانيت» بـ 20 دينارا من أجل شراء أعلاف قيمتها 20 دينارا.

أسعار الأعلاف

من جانبه، أشار مدير صندوق الاتحاد الكويتي لتجار الأعلاف، مناور الواوان، إلى وجود أسواق عشوائية لبيع الأعلاف بالكويت تسير على البركة، قد تتعرض لحريق في أي لحظة وتضيع أموال الناس بها، مبينا أن بعض التجار يعملون من خلال معارفهم في بعض الجهات الحكومية، وإلّا لن يبيع أحد العلف.

وأفاد الواوان بأن عودة الحلال من السعودية ستجعل هناك طلبا على الأعلاف، ومن ثم يرفع أسعارها، لذلك على الدولة الإسراع بتوفير تلك الأسواق والمخازن، مضيفا أن استيراد الأعلاف الخضراء يتم من عدة دول، منها العراق والأردن والسودان وباكستان وإسبانيا وإيران، وسعر ربطة الأعلاف الخضراء وزن 700 إلى 800 كيلو يتراوح حاليا بين 130 و140 دينارا، ومتوقع أن يزيد مع ارتفاع الطلب وقلة العرض.

الأعلاف المالئة 70%

تشكل الأعلاف الخضراء أو المالئة نسبة 70 بالمئة من أعلاف الماشية التي تحتاج إليها بشكل يومي، ما يجعل توافرها في السوق المحلي مهما جدا، بينما الإنتاج المحلي من هذه الأعلاف لا يتعدى 10 بالمئة، حيث يعتمد السوق المحلي بشكل كبير على المستورد من دول السودان وباكستان وإيران والعراق.

130 ألف رأس... ومتوسط الاستهلاك اليومي للأعلاف 20 كغم

تقدر الثروة الحيوانية في الكويت بين 120 و130 ألف رأس، بين أغنام وماعز وإبل وأبقار، في حين يصل معدل الاستهلاك اليومي للإبل من الأعلاف من 8 إلى 10 كيلوغرامات، أما الأبقار فيتراوح بين 10 و12 كيلوغراما، والأغنام بين 200 و800 غرام.